أيمن مزمل
مع بدأ المعارك في السودان، رغب العديد من اهل الديار في الانتقال الى ملاذات آمنه خارج الحدود، إلا انهم لم يكونوا على استعداد لذلك بحكم ان جوازاتهم منتهية الصلاحية، وبعضهم لم يسمع عن مجمعات خدمات الجمهور من الأساس!!!، الحكومة كالمعتاد فوجئت (كما تتفاجأ عادةً بالخريف، وفيضان النيل، وموسم رمضان، وإجازات العيد، وغدر حميدتي ومن هو معه، حتى كُتِبتْ في الخالدين بالحكومة المتفاجئة!! ) بأن كل مصانع استخراج الجواز السوداني في الخرطوم، حينها أدرك المواطن بأنه سوف يبقى (مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة، ولا في إيدوا جواز سفر!!) او كما قال الراحل المقيم مصطفى سيد احمد (بتصرف!!)، على أمل ان يتم اصطياد تلك الطيور (بنبلة) القوات المسلحة وفي وقت قريب!! ، البعض حاول جاهداً أن يجد حلاً مع جوازه المنتهي، فاقنعته الحكومة بأن مجرد الختم وتوقيع من (الميجر جنرال برنارد مونتغمري!!) او من ينوب عنه من صغار ضباطه والذين يعملون في الجوازت كفيل بأن يكون معتمداً لدى الدول الاخرى، إلا أن هناك مشكلة صغيرة في ذلك، شهرته لم تبلغ الآفاق بعد!!!، اتذكر حينها ذلك الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي عن قبول او عدم قبول ذلك الختم في دول بعينها، يومها سأل أحدهم (وماذا عن الجواز الاخضر القديم هل يمكن تمديده بتلك الطريقة)، مع غرابة السؤال لم يستطع أحد (من كبار المتفزلكين عادة) من إعطاء إجابة شافية بأكثر من (فل تراجع الجوازات في أحد المدن الأخرى بخلاف الخرطوم وسوف تجد إجابة شافية)، قبل أن يضرب احدهم (بالحتة الفيها الحديدة) بسؤاله (وماذا بشأن الجواز الازرق القديم السابق للجواز الاخضر؟؟ هل هو مقبول للتمديد؟)، من قال أن الديناصورات قد انقرضت من هذا العالم؟؟ هل ناشيونال جيوغرافيك على علم بهذا؟، اعتقد أن اجيالاً لم ترى تلك الوثيقة التي فيها مشبك صدِيء يقوم على تثبيت الصورة، ووصف لحامله (شعره قرقدي وعيونه عسلية)، وصلاحيته في كل الاقطار عدا إسرائيل وجنوب أفريقيا العنصرية!!!،
المغتربون خارج السودان يواجهون ازمة من نوع آخر، بقائهم في تلك الدول رهينة بصلاحيات جوازاتهم، قنصليات السودان في بلاد المهجر لعبت دوراً عظيماً، والمتمثل في إقناع تلك الدول بأن الجواز السوداني صالح للعمل به مادام أن به ملصق من طرفهم فيه تمديد لتواريخ الوثيقة، هذا مجهود جبار يشكرون عليه على كل حال، لكن تبقى المشكلة لمن يفقد تلك الوثيقة من الأساس، أو من يولدون اطفالاً خارج السودان في فترة الحرب، فكما ترى سوف يصبح لدينا طفل بوضعية غريبة، فهو لايملك صفة قانونية من دولته الام التي ينتمي إليها، الحل من وجهة نظري يكمن في تمرير موسم التزاوج المعتاد إلى انتهاء الحرب اللعينة، أو تركيب مصنع جوازات بورسودان، أو ايهما يأتي اولاً، وإلى ذلك الحين لابد من السيطرة على هرموني الدوبامين والتستسرون واللذان يفاقمان من الازمة. أعتقد انه حلٌ مقبول،