بخاري بشير
بعد أن تلقت ضربات موجعة من القوات المسلحة، وأصبحت عاجزة عن الهجوم أو تحقيق أي نصر من اي نوع في جبهات القتل، رأت مليشيا التمرد البائسة أن توجه مدافعها، وداناتها للمواطنين الأبرياء.
استهدفت المليشيا الغادرة، المواطنين العزل في الفتيحاب، وفي بري، وفي جبل اولياء وفي الثورات الحارات (١٤-١٥-٢٤)، وقتلت عشرات الأبرياء بهذا القصف العشوائي، الذي يعتبر إدانة مباشرة وكاملة للمليشيا بانتهاك قوانين الحرب وحقوق الانسان .
لم يبق أمام عربان الشتات، الذين تفرقوا في جماعات خائرة، غائبة الرؤية، عديمة القيادة، غير أن توجيه سلاحها للمواطنين بهدف سرقة ممتلكاتهم ونهبها، وقد ذكر شهود عيان أن المليشيا اقتحمت الاحياء التي فارقها سكانها، وظلت تنهب وتسرق هذه الأحياء وتخليها من الممتلكات، بطريقة اقرب الي الحقد والتشفي، أنها ليست مجرد سرقة ونهب، وإذا لم تكن حقدا وتشفيا لماذا يتم إحراق هذه البيوت وتلك الأسواق؟
جعلوا الخرطوم خرابا، فكل ما وصفته الكاميرات، وشهادات الشهود يؤكد هذه الحقائق .. روايات وحكايات، يشيب لها الرضيع.. جعلت هذه العصابات الأحياء شبه فارغة من كل منقول ومتحرك ومن أي ممتلكات، ولعمري هذا لم يحدث حتي في حروب التتار.
لقد أخبرني أحد الإخوة السوريين أنه رجع الي محله بعاصمة بلاده بعد الحرب ب ١١ عام كاملة،، قال لي فتحت محلي ودكاني التجاري، ووجدت كل شئ فيه موجود في مكانه، لم تحركه يد أو تعبث به اصابع لص، أو معتدي قال لي (كأني تركته بالأمس) .. هكذا هي تلك الشعوب.. لكننا رزئنا بمجموعات من اعاريب الصحراء لا دين ولا اخلاق لهم.. جعلوا الخرطوم خلال ٦ اشهر، وكأنها أرض زرع جرفها سرب ضخم من الجراد، واكل أخضرها ويابسها.
طال أمد الحرب، وصبر المواطن كل هذه الشهور.. ونهبت ممتلكاته، ولا زال المعتدون يسرحون ويمرحون ، لا نريد أن نتدخل في الذي يفعله الجيش.. فذاك شأنه العسكري، وخططه التي يمضي فيها، ولكن نسأل الي متي، لا يستطيع المواطن العودة لمنزله، والي متي تستبيح هذه المجموعات العاصمة، وهل إذا وقفت الحرب، وعاد أهل الخرطوم الي ديارهم.. هل سيجدون (الخرطوم)؟
ليستخدم الجيش كل ما يملك من قوة، وليدمر المليشيا في الأحياء الموجودة فيها، لأنه ليس بعد دمار الخرطوم الحالي دمار، فقد تدمرت وانهارت أوشكت علي الزوال.
ماذا ينتظر الجيش بالذين استنفروا، واعدوا عدتهم وتدريبهم للنزال؟.. هل كانت الدعوة للاستنفار مجرد نداء؟ ام كانت دعوة حقيقية للمشاركة في الحرب ودحر الغزاة.
ما تفعله المليشيا اليوم من استهداف، للمدنيين بالدانات والقذائف المجهولة، كفيل بطرد من بقي من المواطنين من بيوتهم، ليسهل لها بعد ذلك السرقة والنهب، فهي لن تتوقف إلا بالقوة، والاجبار علي الخروج من الجحور والمنازل والاحياء والأسواق والمؤسسات والمستشفيات.. واي تأخير يجعلهم يتمددون، ويجرأون علي قتل الابرياء ونهبهم.
انتهي تمرد مليشيا الدعم السريع، يوم أن قضت القوات المسلحة علي معسكراتهم، ويوم غيبت قيادتهم، ويوم كسرت القوات المسلحة واذابت قوتهم الصلبة.. ما تبقي الآن من المليشيا، هي عصابات للسلب والنهب.. فلماذا لا يضيق عليها الخناق؟