ليمانيات / د. إدريس ليمان

حتى تكون بلادنا عَلَماً بين الأمم بحق ..!!

لم تترك الحرب الظالمة فى بلادنا شيئاً يشبه الحياة فقد أحالتها إلى فوضى مدمرة وليست فوضى خلاقة كما يقول أصحاب الغَرَض .. !! إقتصاد فى الحضيض وشباب عاجز عن الدراسة والتحصيل وعاطل عن العمل ، وأمن غذائى يعانى وأمن قومى على المحك ووحدة وطنية مُثبَّتة بدعاء الصالحين وبُصاق (الفُقَرا..!!) .. حقَّاً إن بلادنا بفعل أبنائها من الساسة على مفترق طرق مفصلية ومصيرية ، وأن أهلها فى ظروفٍ سيئة وأوضاعاً حرجة معلومة للكافة .. فكيف نُعيد إليها الأمل وننقذها من الوضع الكارثى القاهر ..!!؟ وكيف نزيل كل عوائق المسير وإعادة بنائها لتكون أقوى مما كانت دون أن يربكنا حجم الدمار الهائل الذى أحدثته الحرب ودون أن يسحبنا إلى الأسفل وذلك بإطلاق مشروعات تنموية وإقتصادية كبرى نُحقق بها الإكتفاء الذاتى والأمن الغذائى ، وإعادة بناء منظومتنا التعليمية والدفاعية والأمنية ..!!؟ فبلادنا تذخر بالكفاءات والنخب المستنيرة القادرة على إعادة ذلك الأمل إن أرادوا فعل ذلك .. فهم أى النُخب المستنيرة يقع على عاتقهم فى كل بلاد الدنيا دور التثقيف وصهر مكونات المجتمعات فى بوتقة واحدة تجعلها أكثر إلتحاماً وتماسكاً ، وقطعاً أن أهل السودان قد إستفادوا من تجربة الحرب على قساوتها ومرارتها ولن ينخدعوا ثانيةّ لمن خدعهم من قبل وعمل على إذكاء النعرات وإحياء الجهالات والعزف على الأوتار القبلية والمناطقية الحساسة التى أحدثت طنيناً وضجيجاً وخراباً ..!!
وأول ما ينبغى فعله هو بناء دولة سودانية حديثة قوامها القانون تتجسد عدالتها فى قوانينها العادلة وقضائها العادل وعدالتها المُطبَّقة وإنسانها الذى يحترم الدولة وتشريعاتها من الدستور إلى قانون المرور ، ويحترم حماة القانون ومنفذوه .. ومن ثمَّ إعادة بناء المؤسسات العسكرية والأمنية وتقويتها ودعمها لتواجه المخاطر المحتملة والتحديات الداخلية والإقليمية والخطر القادم من الخارج ، وإعادة تكوين قوات الإحتياط والخدمة العسكرية على هُدىً وبصيرة .. هذا مع معالجة ضعف الأداء الحكومى الدائم الذى ظلت تعانى منه بلادنا ردحاً من الزمن ولسنواتٍ طويلة لغياب التخطيط الإستراتيجى الفاعل أو لضعفه إن سلمنا بوجوده ، فالثروات الهائلة التى ننعم بها على تنوعها والتى تحقق لنا الإكتفاء الذاتى وترفد خزينة دولتنا بالخير العميم الوفير تحتاج لمن يحسن إستغلالها ويُحسن إدارتها .. كل ذلك مع التركيز إصلاح منظومة التعليم وصناعة القدوات وتلميعها ، وتقوية مناعة أبنائنا الطلاب الذين هم مستقبل بلادنا حتى لا يشكل وجدانهم المدونون ومشاهير مواقع التواصل الإجتماعى أصحاب التأثير الحقيقى عليهم وفق مؤشرات الرصد والمتابعة ..!! فإن فعل جميعنا ذلك فسيكون سوداننا بحق عَلَمَاً بين الأمم كما يقول نشيدنا الوطنى ، وسنكون قد إشترينا المجد بأغلى الأثمان وستسطع شمس بلادنا من جديد وستكون جمهورية السودان التى نُريد ..!!
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .


السبت ٢ نوفمبر ٢٠٢٤م

اترك رد

error: Content is protected !!