د.إبراهيم الصديق
(1)
ليس القضية تسجيل حميدتي وانما ردود الفعل عليه ، حسنا ، هذا فعل مصنوع بكلياته ، التوقيت ، محتوي القول ، والرد عليه ، وتبقي كلمة السر حول حراك قحت وغاية مبتغاها (تشكيل الحكومة)…!
هذه الحرب بكل مآسيها وكوارثها لم تحرك شعرة في هذه القوة السياسية ذات الطابع الصبياني والتصرف الطفولي ، وكل المجازر والمخازي لم تكن محل حزن أو أسف سوى (نية تشكيل حكومة) مجرد نوايا.. أثارت كل هذه الشجون..
ربما إطلاق التسجيل والحديث عن الحكومة هو محاولة للتغطية على ذهاب فولكر وصرف الانظار عن القضية وابعادها ودلالاتها والانتقال بالمشهد إلى حال آخر تكون قحت فيه موجودة..
(2)
اشارتان مهمتان في هذه الحالة ..
واولها: ذهاب الضامن لوجود قحت ، وهو فولكر فقد كاد البرهان ان يعصف بها في اكتوبر 2021م ، ولو شكل حكومة في ذلك الوقت لأسدل الستار عليهم ، وتدخل فولكر في يونيو 2022م واعادهم للمشهد ، وبنهاية فولكر فقد غاب الضامن والظهير ، فهذا التيار السياسي الزائف لا يملك من البعد الشعبي شرو نقير..
أما الإشارة الثانية المهمة ، فهي خلق حالة توهم أن ثمة (طرفين) لديهما ذات الحق في تكوين حكومة ، وهذا في حد ذاته أمر مؤسف ، مساواة مؤسسة الدولة السودانية بدرجة حركة مسلحة متمردة ، مهما تعددت امتداداتها ، كان من المفترض أن تكون إشارة حميدتي لتكوين حكومة محل ادانة وشجب وليس شماعة لتبرير موقف.. يا للعار..
لقد تم حل الدعم السريع وألغي قانونه وتم إعفاء حميدتي ولم يعد بذات الصفة وذات القيمة الدستورية ، فكيف يستقيم عقلا أن تصرفاته أو قراراته مكان اعتبار..
(3)
وربما ثمة إشارة صغيرة ، وهو إحتفاظ قوي الحرية والتغيير قحت ببعض السلطة سواء في الوزارة او مؤسسات الدولة المختلفة ، وتشكيل حكومة جديدة قد يؤدي لفقدانهم هذه الميزة النسبية..
كلما ضاقت الحلقة ، ظهر أكثر أن قحت شريك أساسي في مشروع حميدتى وطرف أصيل فيما جرى ويجرى في بلادنا..
وللتاريخ رواية وموقف..