بقلم شاعرها : القصة الحقيقية لأغنية (بحر المودة ) .. “شوفي الزمن يا يمه ساقني بعيد خلاص”
✍️ السر عثمان الطيب
بحر المودة….. والدتي لها الرحمة والمغفرة والعتق من النار بإذن الله تعالى…. هي زينب بت محمد ود احمد ود علي المشهور بـ (فسيل)…… والدتها النعمة بت خليفة جدها أبو قرن…. حي القلعة/ القرير…
انا اكبر أبنائها…..لديها من البنات إحسان وفتحية وحنان والمرحوم امال… ومن البنين عادل وهو فنان طنبور معروف…
في العام 1971 التحقت بمعهد المعلمين العالي بامدرمان. (كلية التربية جامعة الخرطوم )….. كانت الوالدة واخواتي بالقرير…والوالد تاجر بسوق الموردة من قبل ميلادي….
كنت اسكن في داخلية الكلية برفقة أصدقائي الدكتور عوض الخليفة عثمان من أبناء الأراك…….. والمرحوم الراحل الصديق محمد سر الختم على يوسف مسمار من أبناء قشابي… ثم ساكنت المرحوم الصديق الحبيب الراحل المقيم محمود بكاب (نوري) والذي تزوج لاحقا اختنا فاطني حسن سالم (فطون) شقيقة الحبيب الراحل حميد ،،، والأخ الحبيب إدريس على إدريس (القرير)…
كانت غرفتنا محطة خميسية لكل الطنابرة يغنون ويبكون غربة الخرطوم…
وفي ذلك العام (1971) كنت مصبحا على امتحان لغة فرنسية… وبعد أن ذاكرت و راجعت دروسي اطفأنا النور… لكن النوم هرب بسبب هاجس الامتحان…. تذكرت امي…. نهضت وفي الظلام تناولت بصعوبة ورقة وقلم….. و صنقرت اكتب بعد أن فتحت الشباك برفق بحثا عن ضوء يساعدني على خط شخبطاتي فوق السطور على الاقل… كتبت ما كتبته وتوسدته تحت المخدة وغالبني النعاس فنمت…
صبحا،، انطلقت ورفاقي صوب قاعات الامتحانات تاركا ما كتبته في مكانه…..
بعد الامتحان،، عدت الي الغرفة واطلعت على شخبطاتي.. وكانت تلك هي المسودة الأولى لنص (بحر المودة )… بعد عدة قراءات للتنقيح والمراجعة دونت النص في دفتر اشعاري ولم افكر في تلحينه بالطنبور…
ظل النص حبيس دفتري لعام كامل دون أن ألحنه…
ذات يوم،، داهمتني نغمة ولزمة ودندنة(ترم… ترم)….. فكانت تلك إطار لحن بحر المودة….
صديقي المرحوم عبد الله محمد خير قمبور (القرير) كان مصرا على أن يتغنى النص….وكان ان دوناه وذهبنا الي الفنان الكبير الراحل إدريس ابراهيم في دار فن الغناء الشعبي في شارع الموردة بالقرب من دار فرقة فلاح…
التقينا إدريس ابراهيم له الرحمة…..سلمناه النص و وعدنا ان يغنيه….
بعد فترة طويلة عاودنا زيارة إدريس.. و سألناه عن مصير النص.. . لكنه فاجأنا بقوله ان النص لازم يغنيه صوت نسائي وانه قد سلمه للفنانة ام بلينة السنوسي لتغنيه…
لم ترق لي فكرته وتصرفه وطلبت منه أن لا يتصرف هو او ام بلينة في النص لأنني كنت حريصا على أن يتغنى النص بالطنبور و بايقاع الدليب….
كان ذلك سببا في أن أزور صديقي الفنان محمد جبارة في الحلة الجديدة وسلمته النص وحفظته اللحن… فترنم ببحر المودة واجاد وابدع….
وللحقيقة والتوضيح اسرتنا لم تكن تسكن في الخرطوم بل في امدرمان الموردة… وإنني درست الثانوية في مدرسة محمد حسين بحي المظاهر بامدرمان،، وفيها زاملت الأصدقاء على سيداحمد (على فطون… مساوي) وعامر الننقة (الزومة ).. و معاذ محجوب ود الفكي إبراهيم (الأراك ) وغيرهم من الزملاء الذين قدمنا سويا لمدرسة محمد حسين الثانوية من مدرسة القرير الاميرية الوسطى..
كما انني درست الجامعة في كلية التربية (معهد المعلمين العالي ) بامدرمان..
تلك كانت باختصار ملابسات وتداعيات (بحر المودة )…..
اللهم ارحم امي وكل الأمهات يا رب العالمين..
شوفى الزمن يا يمة ساقنى بعيد خلاص
دردرنى
واتغربت
واتبهدلت ورينى الخلاص
يا يمة وريني الخلاص
ساقنى القدر منك بعيد
لأذايا كاس
جرعنى كاس
**
يا يمة
يا فيض الحنان الما كمل
يا يمة
يا بدرى اليشع دايماً يهل
يا يمة
يا نور الصباح وكتين يطل
واشرى يا (زينوبة)
ولدك فى دروب الشوق كتل
محروم من الحب والمحنة
وراك همل
*
يا يمة
يا بحر المودة
وكت يفيض
يا يمة
يا شعلة أمل
زادت وميض
يا يمة
يا عنقود كلام
منظوم قريض
*
يا يمة
يا نغماً حنين
بالشوق يرن
وافكارى فيهو بيرتعن
دمعاتى شانو .. بينزلن
واتذكرك يا يمة
فى الدغش النسايمو يهبهن
قايمى الصباح متكفلتى
وشايلى الحليلى
على المراح
والساعة ديك يادابو ديكنا بدا الصياح
والطير صغارو يغردن .
جبتى اللبن بي انشراح
*
واتذكرك يا يمة
في ساعة الهجير
صالاكى نار الدوكى
عستيلنا الفطير
رشيتى قلتى اكلوهو خير
*
واتذكرك يا بسمة الطفل الغرير
وكت الخلوق ترقد تنوم
واسهر براى أرعى النجوم
والشوق يرف جنحيهو
بى فوق لى يحوم
واهتف باسمك فى الخيال
[طيفك كمان بي فوقى جال
واتمنى لو لحظات يدوم
[لكنى فجأة القاهو زال
*
واتذكرك يا يمة
ساعة الناس يجونا من البلد
ناعم ترابا على جسيماتن رقد
ريحة التمر فوق الهدوم
[لون الخدار خانس لّبد
والشوق أوارو بيشتعل
كان ظنى فيهو يكون خمد
*
واتذكرك يا يمة
والناس قالو قايمين البلد
رصو الهديمات ..عدّلوا
ركبوا اللوارى وقبّلوا
خلونى وحدى بلا أنيس
كيف انفرادى ..اتحملو
شالوا السلام من عندى ليك وان شاء الله عندك يوصلو…
يا يمة
ساعت يوصلو
ويقولوا ليك ..
شفناهو فى بلد الامان
مبسوط ورايق فى امان
أنبسطى يا نبع الحنان
و انا حالى يشهدبو الزمان يايمة
رسلى لى عفوك ينجينى من جور الزمان…….
????️ شاهد | بحر المودة –
محمد جبارة :