✍️ د. نهلة صالح إسماعيل ( سكر )
هذه الأرض السودانية النخبة حتما ستنتصر يوما كما إنتصر يوسف رغما عن الظلم الذي تعرض له . وإنتصر يوسف رغما عن البئر ورغما عن الحقد والحسد ، إنتصر يوسف رغما عن المكيدة والحيلة والدهاء لأن للحق نور لابد ان يضيئ وان ينتشر رغما عن العتمة وقساوة الظلام وقهره للنور حينا. وهكذا حال السودان تلك الأرض الرحبة الجميلة كجمال يوسف في خيراتها وثرواتها الأمر الذي جعلها مطمع الكثيرين ، فدمرت حسدا وما الحسد إلا قصورا في تقيم الذات ونقص في الإدراك والفهم. الغالبية من الجهلاء وصناع الحيل والمكايد اللعينة يسعون لتلطيخ من يحميها بدم الذئب للسيطرة عليها وعلى ثرواتها وخيراتها طمعا وأنانية وكرها وإذا لم يستطيعوا ان ينالوا منها فلها ان تقبع ذليلة مقهورة في البئر إلى ان تموت او تستسلم. الحقد والحسد الذي اعمى الكثيرين جهلا وانانية، ولم تعميهم دموع البكاء عليها لما يصيبها من الأم واوجاع وفقد وضياع كما اعمت يعقوب دموعه، وهنا يكمن الفرق بين دموع الحب ودموع الكره، فكلاهما يصنع العمى ولكن دموع يعقوب صنعت المعجزات حتى صارت ماءا ليروي العطشى من المارة وتكون سببا لإنقاذ يوسف من الموت.
هذه البلد العظيمة ظلت تقبع في بئرها وتئن من خبث ومكر وجهل البعض من ابناءها رغما عن محاولات البعض منهم ودموعهم التي سكبوها عليها حبا ووفاءا.
في هذه الحرب الضروس التي شنتها تلك المليشيا المتمردة ضد الدولة السودانية كرها وحسدا لتفكيكها ومحوها من الوجود أو السيطرة عليها وعلى خيراتها وثرواتها، كان الجيش السوداني العظيم لهم بالمرصاد لقد زرف الجيش دموع الوفاء و الصبر وفقد الكثيرين من ابناءه العزيزين عليه وعلى هذا البلد في حرب الكرامة وغيرها من حروب الإستنذاف التي افقدت هذا البلد الكثيرين من ابناءه وخيراته وكل ذلك بالبيان والبرهان .
إلقاء السيد القائد العام ورئيس مجلس السيادة السيد الفريق اول عبد الفتاح البرهان خطابه بالجمعية العمومية للأمم المتحدة لهو بداية إنتصار حرب الكرامة، كرامة هذا الجيش الصامد الصابر علي البلاء والإبتلاء وكرامة البلاد من الإحتلال وبالبيان والبرهان.
توعد السيد القائد العام بانه لن يترك الجنود وقيادتهم ولن يخرج من القيادة سواء كانت القيادة المكانية أو الزمانية او القيادة المعنوية إلا على نعش مثله مثل الكثيرين من ابناء المؤسسة العسكرية الذين وهبوا ارواحهم رخيصة فداءا لهذه الارض المكلومة ببعض من ابناءها وحبهم للسلطة والاستيلاء على خيراتها لفائدة البعض دون الكل، وإنتصارا للحق فقد جاء خروج القائد العام في طائرة سودانية رغما عن الاكاذيب والدعايات والادعاءات المضللة خرج في طائرة تحمل علم السودان يرفرف عاليا ليناطح السحاب علوا ورفعة كما ناطح الجيش هؤلاء المتمردين وقياداتهم فارداهم قتلى وجرحى وهاربين وكل ذلك كان بالبيان والبرهان .
وهبطت طائرة النصر والكرامة قي مطار كندي لتمثل بذلك شرعية الحكم الحالي قوة ونفوذا وقبولا للعالم اجمع وكان ذلك بالبيان و”بالبرهان” .
ليس هناك طرفي نزاع، إنما مليشيا متمردة ضد الشعب والمواطن والجيش والوطن هذه المليشيا التي مارست ابشع واقبح انواع الجرائم القذرة ضد الانسان والإنسانية وان كان المعتدى عليهم من ابناءهم ووطنهم وارضهم واهلهم وكل ذلك لم يثنيهم.وما زال متمردي تلك المليشيا الساقطة واعوانهم يمارسون اكاذيبهم الغبية الهبلة سواء بتعليلاتهم الرعناء فتارة بحثا عن الديمقراطية تارة محاربة الفلول كما يزعمون ولكن لغبائهم وجهلهم فهم لم يحاربوا الفلول والكيزان كما يزعمون، بل حاربوا كل ما استطاع ان يبنيه الكيزان من تدمير للمنشات الحكومية والمدنية وحرق الجامعات والمستشفيات والسيطرة علي بعض المواقع الحيوية الهامة في فترة حكمهم مثل مصفاة الجيلي البترولية مثالا لذلك وغيرها من المواقع التي تم انشاءها جياد للتصنيع الحربي وغيرهم كثر، واستغلوا تلك الطرق التي تم تعبيدها ورصفها وربطها بمناطق السودان المختلفة في عهد الكيزان او الفلول كما يزعمون في سهولة حركتهم وتحركاتهم و لتمرير جنودهم واسلحتهم لمناطق حربهم وعملياتهم وفي الحقيقة لم تكن مناطقهم ولم ينشئوها بل احتلوها عنوة وغصبا وحربا كريهة تمثلهم .
اما عن خطاب السيد الرئيس امس ، فقد كان خطابا شفيفا حقيقيا بعيدا عن التراشق والكذب والتضليل خطاب يعكس هموم الوطن ومألاته الحالية والمستقبلية والخروج من هذه الازمة والحرب وعودة السودان والسودانيين. هذا القائد لا يجد نفسه إلا في الجيش ومع الجيش تلك المؤسسة العسكرية العظيمة التي انجبت الكثير من العظماء والقادة المحنكين والذين يشبهون تراب هذه الارض عزة وقوة وطهر ، وفعلا نجحت حرب الكرامة في التحدي ورفع راس الجيش عالمياً ورفع اسهمه مع شعبه التي ظلت ترتفع يوميا رغما عن كيد الكائدين وحقد المفلسين بتسكين الفاء من الذين تصدت لهم القوات المسلحة وجنودها وقادتها بالمرصاد رغما عن الحيلة والتشنيع بالجيش وقواته ( معليش معليش ما عندنا جيش ) وغيرها من الشعارات التي لا تصدر إلا من اشباههم عند تصدي الجيش وقياداته لهم . نسال الله ان تتواصل النجاحات والحماية الإلهية لحماية هذا الوطن المكلوم وتسخير كل من يصبر ويزهد في شأن هذا الوطن الملئ بابناءه الكرام سواء كانوا من اولئك الذين نشاءوا وتربوا على حب هذه الارض والوطن او كانوا من تلك الأسر الدينية المعروفة في نشاتها الدنيوية الزاهدة في مطالبها اليومية والحياتية وكل ذلك له من الدليل والبرهان.
دمتم عافية وصحة نفسية