رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

خطاب البرهان :إنهاء مواقف المتكسبين من المواقف الرمادية..

د.إبراهيم الصديق

(1)
أجمل ما جاء في محتوى خطاب الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة على منصة الامم المتحدة (الخميس) ، أنه جاء مباشرا ، لم يتضمن مقدمات أو متون وحواش أو إسترسال ، بل بدأ بالتحدى الماثل (منذ الخامس عشر من ابريل المنصرم), ووضع صورة واضحة لجرائم مليشيا الدعم السريع ، ووفق ذلك طالب (المجتمع الدولي إعتبارها مجموعات إرهابية يقف الجميع في وجهها ويحاربها الشعب السوداني) ، وهو ذات الطلب الذي ختم به الخطاب ، فهذه الرسالة الاهم وقد وصلت للمجتمع الدولي بوضوح وبلا تغبيش أو تلوين..
والنقطة الثانية هو تقديم لنفسه كزعيم وقائد لبلده وشعبه ، ومهموم بتحدياته وعازم على المضي قدما لمصلحة وطنه ومواطنه ، دون رهن إرادته لقوى داخلية أو الخارجية ..
(2)
أما النقطة التالثة المهمة ، هو كثافة المظهر الخارجي ، من استعانة التمرد بمجموعات ارهابية ، بالاضافة للتدخلات الإقليمية والدولية المساندة) ، وفي مقابل ذلك نكوص عن الوفاء بالدعم الإنساني ووقف وتجميد المساعدات الدولية..
وانحراف بعض المنظمات الإقليمية عن مهامها وادوارها المرسومة ، وهو هنا يكشف الغطاء عن الاتحاد الأفريقي وبعض مفوضياته وبعض القوى التى تحاول الدخول من هذه البوابة ، ومن الواضح أن صفحة فولكر ويونتاميس قد مسحت من مسار المرحلة..
(3)
فتح البرهان في خطابه كوة مهمة ، فاليد ممدودة لمن اراد السلام ، وابواب متاحة للمبادرات ورهن مفاوضات جدة بتنفيذ ما اتفق عليه (مغادرة مساكن المواطنين والاعيان المدنية والمؤسسات الحكومية ونحو ذلك)..
والعزم على حكومة مستقلة لفترة قصيرة بمهام محددة (اعمار وبناء وانتخابات) ، مع التزام بالإنتقال لحكم مدني وكل الالتزامات السابقة..
ان وصول البرهان وخطابه في حد ذاته تعبير عن طي صفحة المواقف المزدوجة والانتقال لمرحلة دولة وشعب في مواجهة قوة متمردة ذات طابع ارهابي..
وعلى المتكسبين من المواقف الرمادية واصحاب اجندة (طرفي الصراع) ادراك أنهم في المكان الخطأ ، بل في محل خطيئة وطنية وخيانة كبري تستوجب المحاسبة..
هذا خطاب تاريخي بامتياز في مضمونه وتوقيته ومناسبته..

اترك رد

error: Content is protected !!