الرأي

افريقيا الغياب المر

بقلم : امين احمد
في الوقت الذي حذرت فيه الامم المتحدة من تدهور الاوضاع الانسانية نتيجة لتفاقم كارثة السيول واالفيضانات والتي اجتاحت مناطق واسعة من البلاد وجعلت بلدات باكمالها اثر بعد عين كانت الجسور الجوية للدول العربية تمثل شريان للحياة بما حملته في طياتها من زاد وعلاج ومخيمات لالاف من الاشخاص الذين فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم ، وتجاوز الفقد في الارواح اكثرمن ١١٨ شخص وفقا لتقديرات الامم المتحدة والى مايصل الى ٢٣٦ شخص و فقا للتقديرات المحلية ، في هذا الوقت كنا نبحث وسط جوالات الاغاثة والمستشفيات الميدانية عن اشارة او علامة لدول افريقية من دول الجوار ، فبعض الولايات المنكوبة لاتبعد حدودها الدولية سوى كيلومترات قليلة من قاب الكارثة والمعاناة فكسلا الولاية الحدودية مع دولة ارتريا وتحتضن معسكر الشجراب الاقدم والاشهر في استقبال الارتريون العابرين للحدود منذ عقود لم يشفع لها ذلك حتي في برقية مواساة على الرغم من الدور المحوري الذي تلعبه ارتريا في الاقليم وماينظر اليه من تحرك ارتري لقيادة افريقيا ، كل ذلك يطرح تساؤلاً عن الدور الأرتري في هذه الازمة ونفس التساؤل يطرح على الدول الافريقية الكبرى جنوب الصحراء .

فدول مثل كينيا وجنوب افريقيا تستطيع ان تحرك بوصلةالعلاقات فالقارة السمراء ولها ثقلها في الساحة الدولية تكون في حالة غياب من ازمةالسيول والفيضانات بالسودان فان ذلك يعني وجود خلل في العلاقات الدبلوماسية والانسانية فما يعيشه السودان يقابل ببرود افريقي غير مبرر وعدم استجابة تحتاج الي تقييم وتقويم للعلاقات الافريقية .
من جهة اخرى فان الاتحاد الافريقي جعل من حالة التجميد التي اسقطها على السودان لجم لسانه حتى من مطالبة الدول الافريقية بمساعدة السودان الدولة التي تواجه كوارث طبيعية ، ومابين الوزارات المختصة ومراكزصناعة القرار يمكن ان نبحث عن العلاقات السودانية الافريقية والتي فقدت اهم عناصرها في الجانب الانساني .

اترك رد

error: Content is protected !!