استناداً لإحصاءات بنك السودان المركزي، وهو من الجهات القليلة في السودان التي تصدر إحصاءات منتظمة وموثوقة، فإن مجمل صادرات السودان كانت خلال العام 2021 بقيمة 4.3 مليار دولار، مقارنة بالصادرات المصرية لنفس الفترة والتي بلغت 45.2 مليار دولار، معنى هذا أن الصادرات المصرية تعادل أكثر من عشرة أضعاف الصادرات السودانية.
أبرز السلع التي يصدِّرها السودان هي: السمسم، الفول السوداني، الصمغ العربي، القطن، حب البطيخ، الذرة، الأعلاف، الحيوانات الحية واللحوم، الجلود.
بينما أبرز السلع التي تصدرها مصر تتكون من عشرة مجموعات: الوقود والزيوت المعدنية، اللدائن والبلاستيك، الآلات والأجهزة الكهربائية، الحديد والصلب ومصنوعاتهما، الملابس الجاهزة، الأسمدة والكيماويات، الالمنيوم والنحاس ومصنوعاتهما، الخضر والفواكه، الاسمنت والجبس والفوسفات الطبيعي، الزجاج ومصنوعاته.
وهنا تبرز ملاحظة أن صادرات السودان هي في الغالب الأعم من المواد الخام غير المصنعة، بينما الصادرات المصرية هي سلع مصنعة، وهذا بالطبع يعطيها قيمة إضافية كبيرة تفسر، ضمن عوامل أخرى، ارتفاع قيمتها مقارنة بالصادرات السودانية.
يعود ارتفاع قيمة الصادرات المصرية واستقرارها ونموها التصاعدي لستة أسباب: السبب الأول هو الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، وما يترتب عليه من استقرار للنظم الإدارية، والسياسات المالية والاقتصادية، والاحكام القضائية المتعلقة بإنفاذ العقود وأحكام الإفلاس.
السبب الثاني متعلق بوجود بنيات تحتية جيدة من الطرق والموانئ والسكك الحديدية والمخازن المبردة والعادية، والامداد الكهربائي المنتظم.
السبب الثالث توظيف البحث العلمي، وتوجيه البحوث نحو زيادة الإنتاج، خصوصاً في القطاع الزراعي. هذا جعل مصر أكبر دولة مصدِرة للبرتقال في العالم، مع إنتاجية عالية جداً للفدان من البنجر ومن قصب السكر، وإنتاجية عالية كذلك في البطاطس والأرز والفراولة وغيرها.
السبب الرابع يتمثل في القدرة على جذب الاستثمارات الخارجية وخلق الائتمان، ينظر المستثمرون الأجانب لاستقرار الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية كعوامل أساسية لجذب الاستثمارات، كما ينظرون لحركية الاقتصاد وسهولة جني الأرباح، وهذا متوفر في مصر. فضلاً عن وجود سوق نشط للأوراق المالية تتجاوز القيمة السوقية للشركات المسجلة فيه مبلغ 36 مليار دولار، وسوق مصرفي قيمة رؤوس أموال البنوك الموجودة فيه حوالي 12 مليار دولار.
السبب الخامس يتمثل في القدرة على فتح الأسواق الخارجية، وتوظيف البعثات الدبلوماسية لهذا الغرض: تنفق الحكومة المصرية مبالغ جيدة على المشاركة في المعارض الخارجية وتنظيم المعارض الداخلية وتساعد القطاع الخاص في هذا المجال، وتمنح حافز لكل مصدر. ولها ملحقيات تجارية في أهم دول العالم.
السبب السادس متعلق بالنشاط والرغبة في العمل لدى الانسان المصري، مع توفر المناخ المناسب أغلب فترات السنة للعمل والإنتاج.
عناصر ضعف الصادرات السودانية تتمثل في ضعف وعدم تطور نفس العوامل الستة أعلاه، التي تمثل مصادر القوة والنمو للصادرات المصرية. وعلى أجهزتنا المختصة بالتخطيط الاقتصادي العكوف عليها بغرض زيادة الصادرات السودانية كعنصر أساسي من عناصر قوة الاقتصاد. والله الموفق.