ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

تطوير منطقة المقرن وصخرة سيدنا موسى

د/ عادل عبدالعزيز الفكي



التقى والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة بمكتبه يوم الأربعاء 17 الجاري رئيس مجلس إدارة مجموعة دال أسامة داؤود عبد اللطيف، وذلك بغرض تفعيل الشراكة ما بين الولاية ومجموعة دال الصناعية بشأن تنفيذ مخطط تطوير المقرن بواجهات سياحة واستثمارية كبرى. أبدى السيد أسامة داؤود استعداد مجموعته الفوري لمعاودة العمل برغم الظروف التي تحيط بالبلاد، معلناً اكتمال منظومة الطرق الداخلية والصرف الصحي والمياه والكهرباء بالمنطقة.
من جانبه قال والي الخرطوم، إنّ الولاية تعكف على تأسيس شراكات فاعلة تخدم القضايا الملحة للمواطن. مشيراً إلى أن تطوير الواجهات النيلية من أهم المعالم السياحية ويعمل على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية ويساهم في فتح الكثير من فرص العمل.
تعليق: بلا شك هذا خبر إيجابي محفز وممتاز، ويعطي بعداً واقعياً لمفهوم الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص، في واحدة من أهم مجالات الاستثمار وهي ما يعرف باسم (التطوير العقاري).
من محاسن الصدف اطلاعي في نفس اليوم على مشروع مشابه بمحافظة سيناء بمصر، هو مشروع (التجلي الأعظم) وهو عبارة عن مشروع تطويري ، يهدف إلى إحياء المكانة الروحانية والدينية لمدينة سانت كاترين في جنوب سيناء.
يرتكز هذا المشروع على إعادة تخطيط المدينة بالكامل والحفاظ عليها كمحمية طبيعية، ذلك من خلال إبراز البُعد الجمالي والطابع البدوي التراثي لأهالي سانت كاترين؛ ناهيك عن وضع معايير التنمية المستدامة في الاعتبار عند تنفيذ أعمال التطوير.
أما شعار “تجلّي – TAJALLI” في حد ذاته، فهو كلمة عربية الأصل تشير إلى الظهور أو الخروج إلى النور؛ حيث قام الفريق التسويقي للمشروع باستخدام هذا الشعار لسببين: الأول: عكس القيمة الروحانية والطبيعية لمدينة سانت كاترين، والثاني: جعله علامة تجارية لمنتجات الأسر البدوية المستخلصة من طبيعة سيناء.
يقع مشروع التجلي الاعظم في المحيط القائم بين جبلي موسى وسانت كاترين، إذ يتميز هذا الموقع بقربه من عدة أماكن مهمة وذات صيت سياحي؛ على سبيل المثال: الكنيسة الأثرية، دير سانت كاترين، عيون موسى، وادي الدير. تكلفة مشروع التجلي الأعظم في سيناء، في مرحلته الأولى بلغت ما يقرب من 4 مليارات جنيه مصري تعادل حوالي 215 مليون دولار، كتكلفة أولية. وتشمل هذه المرحلة انشاء فندق، ونزل سياحي، ومجمع اداري، ومنطقة سكنية، وإنشاء شبكة طرق ومرافق، وتطوير المنطقة السياحية، وتطوير البلدة التراثية، دعم الغطاء النباتي للمنطقة بأشجار الزيتون.
من الواضح ان استخدام البعد الديني هو من الجواذب السياحية في مشروع (التجلي الأعظم). لماذا لا نستخدم صخرة سيدنا موسى الكائنة في الجزء الجنوبي الغربي من جزيرة توتي كجاذب سياحي، يرتبط بتطوير منطقة المقرن، لتصبح المنطقة مزاراً لأتباع الديانات السماوية الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية؟
إن الكثيرين من الباحثين السودانيين وغيرهم أشاروا إلى أن الصخرة المذكورة في سورة الكهف في الآية (63) هي الصخرة الكائنة في جزيرة توتي، وفيها التقى سيدنا موسى عليه السلام بسيدنا الخضر. الترويج من هذه الزاوية يمثل نجاحاً مضموناً لمشروع التطوير. والله الموفق.

اترك رد

error: Content is protected !!