ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

بكري الجاك مقال طائش وغير مسئول

د. عادل عبدالعزيز الفكي




كتب الناشط السياسي بكري الجاك مقالاً خلال هذا الأسبوع بعنوان (دولة الكارتيلات والعصابات العابرة للحدود)، ويقصد بكل أسف بلدنا الحبيب السودان.
المقال ملئ بالمغالطات والمعلومات غير الصحيحة، والتي لم أكن أتوقع صدورها من أستاذ جامعي. فضلاً عن أن الخلاصات التي انتهى اليها تصب مباشرة ضمن الحملة التي تستهدف تفكيك الجيش السوداني، وتهيئة البلاد للتشرذم والانقسام خدمة لدول ومخابرات خارجية.
لا نقول هذا الكلام اتهاماً للرجل أو افتراءً عليه، لكنها أقواله التي ورد فيها نصاً: (لكل من يتوقع أي شيء من الجيش إذا ما تم ابعاد البرهان الرجاء اعادة التفكير في هذا المنطق. فهذه ليست مؤسسة بل محض كارتل مصالح. فما بعد البرهان هو محض برهان آخر. التحدي الأكبر هو أن التعاطي مع هذه الكارتيلات العابرة للحدود حينما تسيطر على جهاز الدولة سيتطلب استراتيجية متعددة المداخل. (
ويضيف بكري الجاك (في تقديري أنه آن الاوان للعمل على إعلان الدعم السريع كقوة ارهابية والعمل على محاصرة موارده في كل مكان. كما اعتقد ايضا أنه آن الاوان لمحاصرة منظومة الصناعات الدفاعية وشركاتها واعلانها شركات لغسيل الأموال ودعم الفساد المؤسسي والإرهاب والعمل على السيطرة عليها بواسطة آليات دولية إذا استدعى الأمر. كما أن علينا محاصرة البرهان ومن على رأس هذه الشركات بقرارات نافذة للسيطرة على أموالهم وحظرهم من السفر واعلانهم كشخصيات ارهابية مطلوبة دولياً. (
هذه الخلاصات الخطيرة، والدعاوي الصريحة للتدخل الدولي في السودان، استند فيها بكري الجاك لمعلومات بائسة فطيرة، كان يمكنه وهو الأستاذ الجامعي التحقق منها من مصادر موثوقة. على سبيل المثال يقول بكري الجاك: (فمجموعة شركات المنظومات الدفاعية (من بينها جياد وزادنا وسوداتل وسودا بوست) والتي اشترط البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مراجعة عشرة منها بواسطة مراجع قانوني معترف به دوليا لضمان استمرار السودان في برنامج الدول الفقيرة المثقلة بالديون والمعرفة اختصارا بالهيبك…..).
هذه معلومات غير صحيحة، شركة زادنا، وشركة سوداتل، وشركة سودا بوست أساساً غير تابعة لمنظومة الصناعات الدفاعية. من ناحية أخرى وصل السودان لنقطة اتخاذ القرار فيما يلي مبادرة اعفاء الديون في يونيو 2021 وبهذا تجاوز أي مراجعات أو مطلوبات.
بكري الجاك قال أيضاً: (حولت منظومة الشركات الدفاعية بعض الدول كدول مصدرة للحوم مع أن هذه الدول في حقيقة الأمر تستورد لحوم من السودان). وهو هنا يقصد مصر، وهذه معلومة مغلوطة يتداولها العامة، كان حرياً بأستاذ جامعي ألا يشير اليها، حيث تعتبر مصر مستورد صاف للحوم، ولا تصدر سوى الأسماك، وكميات ضئيلة جداً من اللحوم المصنعة بمواصفات خاصة لا علاقة لها بمواصفات اللحوم السودانية.
ومن المعلومات غير الحقيقية التي استند عليها بكري الجاك في تحليله قوله: (علمنا هذا اليوم أن البرهان قد قرر وضع يده على كل احتياطات السودان من النقد الاجنبي ووضعها تحت تصرف منظومة الشركات الدفاعية. (هذا قول ساذج بعيد عن الحقيقة، ومن يقول به لا يدري مفهوم احتياطات النقد الأجنبي، ويتصورها رزم من الدولارات موجودة بخزائن بنك السودان، يمكن لفلان أو علان وضع يده عليها، لا يا عزيزي، انها أرصدة يتم التحويل منها وإليها عبر إجراءات وتوقيعات أشخاص مخول لهم. وليس أكوام من النقد تنقل من مكان لآخر، وعليه المعلومات بشأنها لن تكون خافية على أحد.
باختصار المقال كله معلومات فطيرة، وأقوال ساذجة، غير أنه يحاول استغلال البسطاء ضد الجيش السوداني صاحب الإرث القديم والتليد. مع الإساءة الواضحة التي طالت كل منسوبي هذا الجيش البطل بنعتهم انهم أفراد يعملون ضمن عصابات لغسيل الأموال وتمويل الإرهاب. هذه اتهامات وافتراءات خطيرة جداً، نربأ بأي سوداني وطني أن يقول بها.

اترك رد

error: Content is protected !!