إقتصاد ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

أحمد عثمان حمزة- الوالي الميداني

د.عادل عبدالعزيز الفكي



أعاد رئيس مجلس السيادة تكليف أحمد عثمان حمزة والياً لولاية الخرطوم، أكبر ولايات السودان من حيث عدد السكان والأنشطة الاقتصادية والأهمية السياسية. القرار موفق من حيث الاختيار ومن حيث التوقيت. فالرجل اداري معتق، جاد، نظيف اليد والسيرة. والتوقيت مهم لأن البلاد تستشرف مرحلة التحولات السياسية الكبيرة بالانتخابات العامة التي تتطلب الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني.
الفترة السابقة التي تولي فيها احمد عثمان حمزة مهام الوالي كانت قصيرة ولم تتجاوز ثلاثة أشهر في أواخر العام الماضي 2021، لكنها تميزت بإنجازات وأداء رائع من الوالي المكلف. وأكثر ما لفت الأنظار في هذا الأداء هو العمل الميداني الذي يقوده الوالي بنفسه. فقد شاهده الناس في الأسواق يتابع قضايا معاش الناس، كما شاهدوه مع المهندسين في الطرقات يتابع صيانتها، وعلى شواطئ الأنهر يطمئن على التروس والحماية، ومع هيئة النظافة يحثهم على العمل والانجاز، وفي المستشفيات والمدارس يتابع الأداء. ما ميزه انه لم يكن يكتف بالتقارير الباردة، والسماع من المرؤوسين، بل كان يتحرى ويقف بنفسه على الأوضاع.
في الحقيقة لم يكن هذا النوع من الأداء غريباً بالنسبة لي من هذا الرجل، ذلك لأنني تابعت أداءه عندما كان مديراً تنفيذياً لمحلية أم بدة  خلال سنوات سابقة، وأكثر ما كان يعجبني فيه حرصه على تشجيع ورعاية المبادرات التي تنبع من المجتمع وتستهدف تنميته. كان على استعداد أن يطوف في اليوم الواحد على عدد كبير من الجمعيات التعاونية وهي تكوّن مكاتبها التنفيذية، أو يحضر تدشينا لإدخال الكهرباء بالجهد الشعبي في أحد مربعات دار السلام القصية، أو يفتتح مجمعاً استهلاكياً، أو مركزاً صحياً في مكان ناء من المحلية الواسعة.
الكثير من المهام تنتظر الوالي المكلف، لكنني أتمنى لو بدأ بقضية النظافة. إن عاصمة الولاية تئن تحت أطنان هائلة من الأوساخ والقاذورات، توقفت تقريباً عمليات نقل النفايات من المساكن والأسواق بسبب المعادلة المختلة ما بين التكلفة الحقيقية للنظافة، وما يتم تحصيله من رسوم هي أقل كثيراً جداً من التكلفة. وبات الوضع يحتاج لتفكير جريء وخارج الصندوق.
لحسن الحظ أن بعض الخبراء في مجال التعاونيات والتمويل الأصغر قد اجتهدوا في هذا المجال، وأعدوا مشروعاً رائعاً أسموه (الجوار السعيد) وهو يقوم على أساس تضامن سكان الحي الواحد لتحسين بيئة حيهم بإزالة النفايات والتشجير ورصف الطرق الداخلية والانارة وغير ذلك من الأنشطة المجتمعية داخل الحي، من خلال جمعية تعاونية يشرفون هم بأنفسهم على ادارتها. دور الولاية يقتصر على تقديم ثلاثة (تكاتك) لنقل النفايات لمناطق مخصصة لإعادة التدوير أو التسويق للجهات المستعدة لشراء بقايا البلاستيك والحديد والأطعمة محققين شعار Trash is Cash  (النفايات ثروة).
أرجو من الوالي المكلف استدعاء الأخ النعمان يوسف وفريق عمله، الذين نفذوا تجربة عملية ناجحة في منطقة الفردوس جنوبي الخرطوم، للاستماع لتجربتهم وتعميمها على أحياء ولاية الخرطوم. والله الموفق.   
 

اترك رد

error: Content is protected !!