الحقُ يعلو بسيف عدل تحمله الذراع ويبقى ويسمو بكلمة من لسان شجاع فالحرف والسيف لطير الحرف كل جناح
…
ارفض تماما عادة “رمي الحذاء” على السياسيين والمسؤولين التي أصبحت طريقة للتعبير عن حالة الغضب ورفض الممارسات السياسة الخاطئة… رشق التوم هجو بالحذاء الذي” لم يصبه” أثناء مؤتمر صحفي في الخرطوم أصبح مقطع فيديو متداولًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي. الفيديو يظهر لحظة خلع الصحفية صفاء الفحل حذاءها لرميه على التوم هجو كرسالة من الشعب السوداني… دعيني اهمس في اذنك يا ابنة المهنة إن القلم الذين تمتلكينه أقوى من أي حذاء وأشرف من كل الأسلحة وأن الكلمة أقوى من الرصاصة في إحداث التغيير دون إراقة نقطة دم واحدة، أو تدمير أي منشأة أو مسكن، فالقلم أيضًا يخوض المعارك ويكتب قنابل من الكلمات تعيد الحقوق لأصحابها٫ فيا عزيزتي صفاء رميتك غير الموفقة لم تثر سوى اللغط بين معارض ومؤيد لهذا السلوك والمعارضين كُثر.. كانت أمامك فرصة لتسديد أهداف في مرمى التوم هجو كما تشاءين، و لكنك لم تستفيدي منها، ولم تحسني التصرف فأصبحت رميتك رمية باحث عن الشهرة بدلًا من البحث عن حق لشعب أصبح يعاني الأمرين… فاعلمي يا عزيزتي ما من كاتب إلا سيفنى – ويُبقي الدهر ما كتبت يداه٫ فالكلمة سلاح قديم ولكنه قوي ومتجدد. فاحرصي على استخدامه بشكل صحيح، فامتشقي قلمك تحت كل الظروف واسكبي الحبرَ كثيرًا غزيرًا حتى يؤتي أكله من أجل في فجر الخلاص… نهاية قولي و المجمل: القلم مثل الشمس له ضياء. والكلمة مثل القمر لها نور ، فاجعلي شرف الكلمة والقلم عاليًا، و لا تنحني لخلع حذاء و استقيمي في النضال لأن الصحافة يا عزيزتي هي السلطة الرابعة، فاحسني استخدامها فالشعب السوداني أكبر من أن يرسل عبرك رسالة بحذاء ، فرسائله تصل من خلال دم الشهداء و عبر الشوارع التي لا تخون.
تبليسي جورجيا
٥ ابريل ٢٠٢٢