اسامة عبدالماجد
¤ أولاً: تاريخيا ، العلاقة سيئة بين قائد المليشيا حميدتي وحركات دارفور.. وبينهما ثارات قديمة خاصة العدل والمساواة بعد الهزيمة المذلة التي منيت بها في معركة قوز دنقو بجنوب دارفور في 2015 والتي قصمت ظهر الحركة.. وقريبا منها حركة مناوي.
¤ ثانياً: اي محاولة من حركات دارفور للتحالف مع مليشيا الدعم السريع ستكون عواقبها وخيمة عليها.. وبمثابة قفزة في الظلام.. في هذا التوقيت تحديدا.. وذلك ان القوات المسلحة قصمت ظهر المليشيا.. التي لم تعد بتلك القوة الضاربة ماقبل (15 ابريل) الماضي.
¤ ثالثاً: ستضطر اي حركة حال تحالفت او تقاربت مع المليشيا لسداد فاتورة سياسية باهظة الكلفة ..جراء الدخول في قطيعة نقسية مع الشعب السوداني.. بعد الجرائم الوحشية التي ارتكبتها المليشيا في حقه.. وستدخل في مواجهة مع المجتمعات في دارفور خاصة بغرب دارفور.. بعد عمليات التطهير العرقي التي قامت بها المليشيا بالولاية المغدورة.
¤ رابعاً: من المتوقع ان تكون قيادة المليشيا بدات في وضع خطة (ب).. وهي حال هزيمتها تتراجع الى دارفور.. ويتطلب منها ذلك بذل جهود لتحييد الحركات مستقبلا من الدخول في اية مواجهات معها.. وقد تجد نفسها مرغمة للرضوخ لمطالب الحركات.
خامساً: انعدمت مغريات الانضمام او التحالف – على الاقل عسكريا – مع مليشيا حميدتي.. بعد الهزائم التي منيت بها وفشلها في الاستيلاء على السلطة.. ومعاداتها للشعب قبل القوات المسلحة.. واي تحالف بعني ان المليشيا تريد ان تقاتل بقوات جديدة.. مما يفرض سؤالا ما الذي ستجنيه تلك الحركة ؟.
¤ سادساً: من مصلحة الحركات نهاية حميدتي ومليشياته.. سيكون الطريق ممهد امامها لوراثة النفوذ والثقل الدستوري الذي حظى به في المركز ودارفور.. كما سيزال القلق الذي يسيطر عليها بسبب تمدده الواسع في دارفور.. خاصة وان قادة الحركات محرجين امام زعامات القبائل التي ينحدرون منها.. بسبب العطايا التي يقدمها حميدتي لأهله.
¤ سابعاً: حظيت حركات دارفور، بدلال القوات المسلحة ومنحت امتيازات وسلطة اكثر مما تستحق.. بالنظر لاوزانها وقوتها على الارض.. ولايزال قادتها يتمتعون بالمناصب والامتيازات.. بينما فقدها المتمرد حميدتي.. ومرجح فقد روحه في الحرب التي اشعلها.. بالتالي ما من مكاسب سياسية او قبلية ستجنيها الحركات من التنسيق معه.
¤ ثامناً: مضى الوقت المناسب – على اقل تقدير – للتحالف مع حميدتي لحظة اطلاقه الرصاصة الاولى.. واقتحام مليشياته مقر اقامة البرهان.. لكن قد يغامر قائد حركة بالتحالف معه حال تم شراؤه باموال طائلة.. وفي هذة الحالة ستكون الخطوة تمت من اطراف خارجية.
¤ تاسعاً: الفرصة مؤاتية امام الحركات للثار من حميدتي ومليشياته.. وهو الان في اضعف حالته.. بالدخول معه في صدام مسلح رغم ان القوات المسلحة وفرت عليها المهمة.. لكن بالتحالف سياسيا مع تشاد ورئيسها ديبي الابن.. الذي تأذت بلاده من طموحات حميدتي بعد تقمصه دور القذافي بدعم الحركات المعارضة بدول المنطقة.. منها مايتردد عن دعمه لمعارضي ديبي.. تقارب الحركات مع تشاد يقطع الطريق امام حميدتي بسعيه للاستيلاء على غرب دارفور التي تؤثر الاوضاع فيها على أمن تشاد.
¤ عاشراً: الهجوم العنيف الذي تعرض له زعماء القبائل عقب اعلانهم تاييد المليشيا.. سيدفعهم للتفكير كثيرا قبل الاقدام على اي خطوة قد تعرضه لعزلة اجتماعية في دارفور.. سيما ولو كانت القبيلة التي يعود اليها على خلاف حول الارض مع حميدتي او عشيرته.
¤ احد عشر: يشاع وجود تحالف سري بين الحركات وحميدتي تاسس ابان مفاوضات جوبا 2020.. وان حميدتي خطط ليكون مستقبليا .. الشاهد ان الحركات وبخبرتها السياسية الكبيرة خاصة العدل والمساواة خدعت حميدتي.. حقق لها مكاسب كبيرة خاصة في السلطة بموجب الاتفاق.. وادارت له ظهرها عند قدومها للخرطوم مثل العدل والمساواة.. وصنع مناوي لنفسه ارضية سياسية جيدة ولمع اسمه.. بينما اصبحت حركتي الهادي ادريس والطاهر حجر تحت عباءة حميدتي.. اما التحالف السوداني للتغيير ومنه وزير الثروة الحيوانية حافظ ابراهيم شواهد تقول انه صنيعة حميدتي.
¤ اثنا عشر: من الممكن حدوث تقارب بين الحركات مع المليشيا قي حالة بثت فيها الاخيرة الخوف.. واقنعتها بانها ستكون الهدف التالي في حالة الانتصار الساحق للقوات المسلحة عليها.. وهذا يتطلب من قيادة الجيش النظر لهذا الاحتمال بعين الاعتبار
¤ ومهما يكن من امر.. كل مايثار حول علاقات الحركات بالمليشيا وقائدها سينتهي عند تحقيق القوات المسلحة لنصر باهر على الباغي الشقي.