الرواية الأولى

نروي لتعرف

جذور و أوراق / موفق عبدالرحمن

الثقافةُ والقِيَم أدوارٌ متآزرة (2-3)

موفق عبدالرحمن محمد

ابدأ مقالي الثاني حول الموضوع بالإشارة ل منظومة القيم والتي يمكن تعريفُها باختصار و مباشرة بأنها مجموعةُ المبادئِ والقواعد التي تُوجِّهُ سلوك الأفراد والمجتمعات، وتُشكِّلُ الأساس للثقافة والتفاعل الاجتماعي، وتتكونُ المنظومة القِيَميَّة من ( القيم الدينية و القيم المجتمعية والقيم الأخلاقية ) و هذة المنظومة هي المعيار الذي يحدد ما نعتبره صوابًا او خطأً ، ومقبولًا وغير مقبول، ومرغوبًا وغير مرغوب .

وبذلك فإن منظومة القيم هي التي تُملي على الأفراد والجماعات كيفية التصرف في المواقف المختلفة، وكيفية التفاعل مع الآخرين، وكيفية اتخاذ القرارات، وهي بمثابةالبوصلة التي تُوجِّه مسار الحياة اليومية، على سبيل المثال :-

قيمة الصدق في ثقافة معينة تؤدي إلى سلوكيات تَتَّسِمُ بالشفافية والوضوح في التعاملات ، وقيمةُ احترام الكبار في السن في ثقافة مُعيَّنة تدفع الأفراد إلى معاملة كبار السن بتوقير وتقديم المساعدة لهم، وهكذا في جميع القيم الواردة في المنظومة

-القيم والمحافظة على الثقافة وتطورها-

القيم ليست مجرد انعكاس للثقافة فحسب ، بل هي أيضًا الركيزة الأساسية التي تحافظ على استقرار الثقافة وتماسكها عبر الأجيال ، فعندما تكون منظومة القيم مستقرةً ومشتركة بين الأفراد ، يُصبح المجتمع أكثر توازنًا وتماسكًا ،

وفي الوقت نفسه يمكن للقيم أن تكون مُحفِّزًا للتغيير الثقافي فعندما تتطور القيم أو تتأثر بعوامل خارجية مثل ( العولمة والتكنولوجيا ، أو التفاعل مع ثقافات أخرى) فإن ذلك يؤدي إلى تَحوُّلاتٍ في العادات والتقاليد والسلوكيات الثقافية ويمكن أن تؤدي إلى تغييرات من بعد في ثقافة المجتمع .

-العمل الثَّقافي والصِّراع داخل منظومة القيم-

يَتَجلَّى دورُ العمل الثقافي في هذه العلاقة المُعقَّدة من خلال ما يُعرَفُ ب الصِّراع داخل منظومة القيم _ هذا الصِّراع يكون بين القيم السلبية التي تُعيقُ تقدم المجتمع (مثل التَّعَصُّب أو اللامبالاة وغيرها من القيم السلبية) و بين القيم الإيجابية التي يُراد تعزيزُها (قبول الآخر والتسامح والعمل والابتكار وغيرها)

وهنا يأتي دور العمل الثقافي من خلال البرامج والمبادرات الثقافية والتي تعمل على :-

-إزاحة القيم السلبية-
وذلك من خلال تسليط الضوء على آثارها التي تُعِيقُ تقدم المجتمع والأفراد ، ومن خلال تشجيع وطرح بدائل قِيَمِيَّة إيجابية اخرى .
وهنا أشير لما هو معروف من أن تعزيز القيم الإيجابية يتم ويتأكد من خلال التعليم و الفنون و الإعلام، والممارسات الاجتماعية التي تُرسِّخُ هذه القيم في الأجيال الجديدة.

                     ونواصل

اترك رد

error: Content is protected !!