✍️ العميد د.الطاهر أبوهاجة
في مدينة الدامر العريقة تقام مناسبة صوفية عظيمة وهي حولية الشيخ المجذوب رضي الله عنه، هناك تري عمق التلاحم والترابط الروحي التلقائي، يأتي اهلنا من البجا المحاذيب من اركويت وسواكن، طوكر، القضارف، و بورسودان وكل مدن وقرى الشرق الحبيب ياتون محلقين فرحا في سماء الدامر مع اهلهم المجاذيب في هذه المدينة، ولشدة اندفاع وحماس الجميع لا يستطيع المشاهد ان يميز بين مجاذيب الدامر ومجاذيب الشرق فالحب والتلاقي الروحي ذوب المناطقية والقبلية.
تذكرت هذا عند مشاهدتي افتتاح منشآت ضخمة بالفشقة الكبرى والحضور العسكري والمدني اعطى بعدا آخر للاحتفال فلو جاء عسكريا قحا لما كان بهذا المذاق وقد عبرت القيادة العسكرية عن ذاك عندما قالت انه إنجاز لكل الشعب السوداني، إنجاز لكل مكونات الفترة الانتقالية، لا يوجد مجال هنا للأنا المحصورة لنفس او جهة واحدة لقد ضاع وقت طويل في الخلاف والصراع المتوهم الذي يريده آخرين لزعزعة البلاد.
حقا فالشراكة والعض عليها سيخرج السودان من غياهب الانهيار الي رحاب الوحدة والصفاء والتنمية المستدامة.
ان مفهوم الشراكة ببساطة هو التوافق والاتفاق على قواعد الفهم المشترك بين كافة مؤسسات الفترة الانتقالية بما يؤدي إلى إحداث تغيير ايجابي يعمل على تحقيق النتائج المرجوة وهي.. اي الشراكة.. تعتمد على التفاعل بين المكونات الاساسية. وعلينا جميعا ان نعمل على تهيئة البيئة المناسبة التي تساعد على استمرار هذه الشراكة، الشراكة الاستراتيجية التي تعزز تعاون مكونات الفترة الانتقالية وتسهم وتضمن استثمار الموارد المشتركة بكفاءة عالية والاستفادة من القدرات والمهارات المتنوعة للشركاء.
كنت بداية الثورة اتحدث مع سعادة الفريق أول ركن جمال عبد المجيد مدير جهاز المخابرات العامة عن مستقبل هذا الواقع ويقول لي انه لابد من بنيان مترابط متناسق يبدأ من مستوى الأحياء والفرقان إلى قمة الهرم.
فالشراكة يجب ان تبدأ من تلاحم الجندي مع زملائه من لجان المقاومة والتعاون معه لتوفير الخدمات وتبني المبادرات المشتركة وحفظ الأمن وتوفير الغذاء والوقوف مع بعضنا في السراء والضراء.
انه بناء الوطن وحبه لم استطع ان اميز بين (مجاذيب البجا) ومجاذيب الدامر) ارجو ان يأتي علينا العام القادم ونكون قد انتهينا الي الابد من قصة مدني وعسكري، فليس ذلك باصعب من توديع الحرب