الرأي

ولد فاضلا ..وعاش عزيزا.. ومات مهيبا – كلمات تقطر حزناََ كتبها اللواء “د.عمر عبدالماجد” في رثاء الراحل اللواء “الفاضل عبدالوهاب الصقري” .. غيمة الشرطة التي رحلت ..

اللواء د. عمر عبدالماجد



ألوية من البشر تباينت المشارب والمضارب والمراكب والمواكب كل يحج بحبه في كعبة الإحسان والوداد
تبللت اللحي والشوارب بالدمع السخين والحناجر تعالت بالنحيب
وبينها أصوات تسترجع آيات الله وتصبر الاخرين وهي غير قادرة علي الصبر

وابصار شاخصه وهمهمات بين بكاء
وبضع حشرجات واختناق وغصه من هول المصاب
وذؤبات الغبار تلف الساحات روحة وغدو
يزوغ بصر (جمال )وهو غير سعيد وتتجلي عظمة( محمد) وهو رابط الجأش (وابشر) لا يجد ما يبشر به
(وسيف) غادر غمده يبكي كطفل يتيم وشهاب يهتم بالوافدين ويتصبر
والكبار كبار فصيلته التي تأويه وعارفي فضله سرا وعلنا لم يصمد جلدهم طويلا
(ودليلهم) يغلبه الثبات و(عابدهم الطاهر )يدعو في خشوع

أمة من خلق الله ارتال من البشر
من كل فج وعمر ولون ونوع وسحنه ومشرب وزي وهيئه
تراصت الصفوف والصنوف بحجم ذاك العطاء الكثيف وهتف الألوف بطعم الحب الذي رسمه في الشفاه وسنابل الوعد تذرو حصادها ومواسم الحزن عجاف تحصد بنهم وشره
فتقبض الفاضل ثم ماتلبث ان تتبعه
بالمتبتل عبد الوهاب فلا اولهما يحتمل فراق الثاني ولا الثاني بقادر علي ذلك

الراحل اللواء شرطة الفاضل عبدالوهاب الصقري


جموع وحد بينهم الحزن وجمعهم الفقد وهزهم المصاب
كانت الحصه السابعه لذاك اليوم الدراسي (لا الله الا الله )بصوت ناعم شجي يغشاه الاسي ونبرة الحزن اصطف احباب ألله تلاميذ وتلميذات مدارس حنتوب
لأول مره في طابور الصباح وطابور الظهيره
استقبلوا وودعوا
فرجب الصب يبشر برمضان الخير وسند( الفاضل )هذه المره سيغيب رسمه وتفتح المنازل أبوابها ليلا في انتظار الغائب الحاضر
لم تعد حنتوب هذه المره كما انشد فيها الشعراء وردد الغاوون (حنتوب الجميله )بل امست (حنتوب الحزينه)يسقط صفصافها وتتعري فروعها دون ابتذال وتذبل وردودها وزهورها فقد غاب الفاضل الربيع والعبير

وبيوتها تسربلت بالحزن وتدثرت بالحداد والفراق السرمدي والوحده وغلقت ابوابها
لتستجدي نوافذ الثبات والسبات
ليحن مزلاجها وتفتح أبواب اليقين
لتدخل كتائب الخشوع والرجعي لله
………لطالما حمل الفاضل إليها الوعد والتمني فقد كان جوادا
يعطي ويفر من الاخذ والثناء
ينفق ويتجنب الاكتناز
يساند ويخشي الضعف والهوان
ينصح ويبدأ بذاته
يجامل ولا ينتظر الرد
يواجه ولا يهاب في الحق
يفعل ويجيد الصمت
أعجب كيف تعطي وتخشي الرؤية والرياء
ارقد بسلام اخي الفاضل فقد تكشفت بعض خبئتك مع الله
اذن فما هذه الجموع وما ذاك الوجع وما تلك الدموع والوفاء النادر
ارقد بسلام فغياب الرسم لا يمسح مهيب ذاك المشهد
اللهم ارحم واغفر لعبدك الفاضل ووالده واموات المسلمين
انا لله وانا اليه راجعون …

اترك رد

error: Content is protected !!