الرأي

وقف انتصارات السودان وصرف الأنظار عن غزه

بقلم : خالد محمد علي

نشطت التحركات الدولية والإقليمية على غير العادة والعودة مرة اخرى للاهتمام بالسودان وما يحدث فيه على الرغم من مرور اكثر من عام على النزاع بين الجيش السوداني ومتمردي الدعم السريع و الذي انطلقت شراراته في الخامس عشر من ابريل عام 2023 وكان لافتا هذا التوافق بين تصريحات كبار المسؤولين في امريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وبين تقارير لمنظمات دوليه تتحدث عن المجاعة التي تلتهم الشعب السوداني من ناحية وعن قرب اندلاع حرب مدمرة في مدينة الفاشر من ناحية اخرى وفي كل الاحوال كانت التصريحات الأمريكية الأوروبية وتلك التقارير تعود تحمل المسؤولية منا صفة بين الجيش والدعم السريع بل انها كثيرا ما تدين الجيش السوداني لانه استخدم سلاحه لمواجهة المتمردين وكل ذلك توافق ايضا مع تحركات يقودها عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق ومجموعته في حركه تقدم التي تطالب بوقف اطلاق النار دون محاسبة المتمردين على تلك الجرائم التي ارتكبوها ضد الشعب السوداني
(مؤتمر باريس)

وتدشينا لكل هذه التحركات عقدت الدول الأوروبية منتصف أبريل الماضي مؤتمراً للمانحين في باريس
وجاء المؤتمر متوافق مع تحركات قوات الدعم السريع لاحتلال مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وهي اخر الولايات الخمس التي تقع بيد الجيش حيث يسيطر الدعم على أربعة من الولايات الخمسة لدارفور وباحتلالها يمكن للدعم ان يعلن انفصال دارفور عن البلاد او يشكل حكومة من داخلها وهو ما يعني تقسيم فعلى للبلاد وهذا ما تحدثت عنه اوساط سياسية واعلامية حيث اكدت ان هناك اتجاه لتطبيق النموذج الليبي باعلان حكومتين وجيشين في طالبلاد ومما يدفع في هذا الاتجاه ان اقليم دارفور محاط بدولتي تشاد وافريقيا الوسطى اللتان ترتبطان مع الدعم السريع بعلاقات قوية ويتخوف قادة الجيش السوداني من استغلال قوافل الإغاثة في امداد قوات الدعم بالاسلحة عبر الدخول من حدود تلك الدولتين وكان الجيش السوداني قد اكتشف استغلال دول إقليمية وأوروبية لقوافل الاغاثه وشحنها بالاسلحة للدعم السريع بدلا من الادوية والأغذية لمتضرر الحرب وربما ياتي اعلان الفريق اول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السياده عزم الجيش اغلاق الحدود مع دولتي تشاد وافريقيا الوسطى ترجمه لهذا التخوف الذي بات معلوم لكل متابع للشأن السوداني ويمكن الاشاره لهذا المؤتمر الذي يعكس وجهة النظر الأمريكية الأوروبية في النقاط التاليه :

1-دعت حكومة فرنسا 55 دولة ومنظمة دولية لحضور المؤتمر وهو ما يعكس الرغبه في حشد المجتمع الدولي حول اهداف الداعين له.

2- جاء المؤتمر بناء على دعوة الامم المتحدة لتوفير 4 مليار يورو لدعم متضرري الحرب في السودان ولم يفلح المؤتمر سوى في جمع 2 مليار يورو اي نصف المبلغ المطلوب .

3-حرصت باريس على دعوة جميع الاحزاب السياسية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني التابعه للغرب في السودان لحضور المؤتمر وهو ربط واضح واشتراطات واضحه تربط بين ابراز دور هذه المنظمات والاحزاب وبين حصول السودانيين على الدعم.

4- حاولت باريس استخدام وتوظيف المؤتمر في تحقيق اهدافها السياسيه عبر تحويل مساره من مؤتمر لجمع التبرعات وحشد مواد الاغاثه الى مؤتمر يناقش وقف اطلاق النار ومناقشة الفترة الانتقالية وكيفية الوصول الى حكومة مدنية وهذا ما اكده وشدد عليه وزير الخارجيه الفرنسي ستيفان سيجورنى
وهو مايكشف النوايا الحقيقة للتحالف الأمريكي الأوروبي من وراء عقد هذا المؤتمر .

5- اكد سلطان قبيله المساليت السيد سعد بن عبد الرحمن ان دعوتة للمؤتمر كانت بقصد تشريع فصل دارفور عن البلاد حيث كان الخطاب السائد في المؤتمر ينصب على دارفور وكأنها دولة مستقلة عن البلاد
(وقف انتصارات الجيش السوداني )
وفي قراءه لموقف الدول الاوروبيه وتحركات المبعوث الامريكي الجديد توم بيرييلو إضافة الى تقارير المنظمات الدولية حول كوارث المجاعة في السودان يمكن استخلاص ان المجتمع الدولي يسلط الضوء على ازمة السودان الان بقصد :

1-صرف الانظار عما يحدث من عمليات اباة
ضد الشعب الفلسطيني .

2- محاصرة انتصارات الجيش السوداني ومحاولة تقديم اعانات عسكريه سريعه لقوات الدعم السريع من خلال استغلال قوافل الاغاثه المزعومه .

3- الدفع في اتجاه فصل دارفور وهي ثلث البلاد عن السودان خاصة بعدما تأكدت تلك الدول ان الجيش السوداني في طريقه لتحقيق نصر مؤكد على قوات الدعم السريع .

4- القيام بخطوات استباقية توقف التدخل الروسي في السودان خاصة بعد اعلان روسيا ان البرهان ومجلس السيادة هما الممثل الشرعي للسودان وجاءت زياره المبعوث الروسي بوغدانوف للبلاد لتأكيد دعم الشرعيه في السودان .

اترك رد

error: Content is protected !!