ليمانيات / د. إدريس ليمان

وغداً أمرُ .. !!


يُحدِثُنا تأريخ الأدب أنَّ إمرؤ القيس عندما عَلِمَ بمقتل والده كان ساعتها يُعاقِرُ بِنتَ الحانِ شَدَّ رِحاله إلى مضارب أخواله فى جوف الصحراء وقال قولته التى ذهبت مثلاً اليوم خمرٍ وغداً أمر ..!! والغدْ سيحملُ فى ثناياه بمشيئة الله كُلَّ الخير لأهل السودان بعد أن يتخلَّصوا من الأوغاد القادمون من كُلُّ فَجٍّ عميق ، ومن الوجوه القِبَاح التى باءت بالذِّلةِ والإفتِضَاح فى كل غدوةٍ لهم ورواح ، ومعهم كُلُّ المنافقون الذين يغمطون الحقَّ ويلوذون بالباطل الذى يتسربلون به .. حتى كاد أن يقول قائلهم للراحلِ المُقيم إنك لو أدركت نزولَ الوحى لأنزل الله فيك قُرآناً ..!! وأنك أخفتَ أهل السودان حتى أنه لتخافك النُطَفْ التى لم تُخلَقِ ..!! بيدَ أنَّ المولى عزَّ وجَلَّ قد عَرَّاهم ونزع عنهم السِتر وهم يُريدون أن يسلبوا بلادنا أمنها ويقتلوا مروءتها ، وتحويلها إلى قطعةٍ من جُبن لإعمال سِكِّينهم الميتة فيها فإستحقوا ومن دار فى فلكهم اللعنات وباءوا بالويلات ..!! خابوا وخاب مسعاهم .. فبلادنا وأهلها الذين إستقبلوا مصائبهم وغدرهم وكأنها قطراتُ الغيث إيماناً بقدر الله سيقفون أمام كل ذلك برسوخ الحقّ وثبات الجبال الرواسى ، وسيقتلعونهم من مغارسهم بعد أن أضحت للمقاومة الشعبية شرعية الدفاع عن الأنفس والأعراض والأموال ، وستبقى المليشيا المعتدية على هذا الشعب المغلوب على أمره ومن شايعها هم المسؤولون عن هذه الجرائم والفظائع الرهيبة التى تم إرتكابها فى إنتهاكٍ جرئ لقواعد القانون الدولى الإنسانى الذِّى يُصَنِّف الهجمات ضد المدنيين بأنها جرائم حرب ، ويُصَنِّف منهجيتها وأسلوبها الشامل فى القتل والنهب والتدمير والتهجير بأنها جرائم ضِد الإنسانية ، فضلاً عن كونها خرقاً للقانون الدولى لحقوق الإنسان رغم صمت المجتمع الدولى المُنافق الذى وقعت أمام سمعه وبصره والذى لايزال يرفع راية الإنسانية الكذوب وراية حقوق الإنسان اللتان منه براءٌ .
حفظ الله بلادنا وأهلها من كُلّ سوء .

الخميس ٤ يناير ٢٠٢٤م

اترك رد

error: Content is protected !!