الدولة الوحيدة فى العالم التى تم تعطيل العمل بالدستور فيها لما يقارب الأربع سنوات وتمت عملية الإستعاضة عن الدستور بوثيقة دستورية هى جمهورية السودان (سليقة ساى) وهذا الوضع يوضع تحت خانة الأوضاع الشاذة بين دول العالم ولا يمكن أن تحكم دولة بوثيقة دستورية موقعة بين طرفين لا يعترف كل مكون بالمكون الآخر وكأن الدولة السودانية والشعب السودانى تحت رحمة المكون العسكرى الذى قرر الإنسحاب من المشهد السياسى والعودة الى الثكنات وذلك فى الرابع من يونيو الماضى شريطة أن تتوافق المكونات المدنية على إختيار رئيس وزراء وحكومة إنتقالية محترمة من الكفاءات أو تحديد فترة زمنية لقيام الإنتخابات (سيب الجلكسات ياعمك إنت عارف البير وغطاها قال إتفاق قال بالله أعمل الدايرو بدون لف ودوران).
السودان ليس ملكا للمكون العسكرى وليس من مهمة الجيش حكم البلاد ومهمة الجيش تتمثل فى حماية الدستور وحماية الأرض والعرض وفق عقيدة قتالية واحدة ولا يمكن أن تكون هناك أكثر من ثمانى قوات عسكرية الى جانب القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وقوات الحركات المسلحة الموقعة على إتفاقية جوبا والغير موقعة فالضرورة تحتم أن يتم توحيد هذه القوات داخل مظلة القوات المسلحة وفق منهجية واحدة وقيادة واحدة ولا يمكن أن تتعدد الجيوش والحركات التى تحمل السلاح فى دولة واحدة وإلا أصبح مصيرها مصير العراق وليبيا وسوريا واليمن وما أقرب السودان الى هذا السيناريو فى حال إستمر الوضع على ما هو عليه ولا يستبعد أن تنقل الفضائيات والقنوات العالمية جثث الضحايا فى شوارع وطرقات العاصمة السودانية الخرطوم والحرب هذه المرة لن تكن بدارفور او جنوب كردفان أو النيل الأزرق فالحرب مسرحها الخرطوم لو لم تتم عملية دمج هذه القوات تحت إمرة القوات المسلحة.
والسودان ليس ملك لأى حزب من الأحزاب أو كيان من الكيانات فالسودان رهن إشارة شعبه والشعب هو صاحب الكلمة العليا وصاحب التوقيع الإبتدائى والنهائى فى إختيار من يحكمه ومن أراد أن يحكم السودان ويجلس على كرسى الحكم فعليه أن يحتكم للناخبين وللإنتخابات مطلوبات لابد من إستكمالها ثم من بعد ذلك يتم إجراء الإنتخابات ولا يمكن لأى حزب من الأحزاب أن يحدد مصير الدولة السودانية ولا يمكن أن تتم ممارسة الحكم من دون إنتخابات والفصل والفيصل هو الإنتخابات وكلمة الإنتخابات تخلق (كاروشة) داخلية لعدد من الأحزاب التى تريد السلطة وتخشى من الإنتخابات مع العلم أن الفترة الإنتقالية بالسودان هى أطول فترة إنتقالية على وجه الأرض منذ هبوط سيدنا أدم الى الأرض وحتى تولى (سيدنا) جبريل وزارة المالية بوضع اليد والحيازة من دون مسوغ قانونى.
والثورة السودانية هى ثورة لكل الشعب السودانى ولا يحق لأى فرد أو أى كيان أن يدع صناعة ثورة ديسمبر وحتى لا نذهب بعيدا لا يوجد أى حزب من الأحزاب السودانية قاطبة قد قدم شهيدا واحدا منذ قيام ثورة ديسمبر فى العام ٢٠١٨ وحتى هذه اللحظة بإستثناء الشهيد أحمد الخير بولاية القضارف فهو عضو بالمؤتمر الشعبى أما بقية الشهداء فهم أبناء الشعب السودانى قدموا أرواحهم ليس من أجل المتاجرة الرخيصة من قبل الأحزاب مع العلم أن أبناء قادة الأحزاب يتابعون الثورة السودانية عبر شاشات الفضائيات من داخل منازلهم خوفا من الموت والموت لأبناء الكادحين ملح الأرض ويتاجر أبائهم وأمهاتهم بدماء الشباب صناع الثورة من أجل الجلوس على كرسى السلطة.
نــــــــــص شــــــــوكــة
التاريخ لن يغفر ولن يرحم للذين إنسحبوا من ميدان الإعتصام قبل ساعات من فضه وتركوا أبناء الشعب السودانى ليكونوا قربانا وضحايا فى ليلة فض الإعتصام وهناك من يمتلك دليل التوقيع على فض الإعتصام من قبل بعض قيادات الأحزاب السياسية.
ربــــــــــع شـــــــوكـة
السودان لا يحتاج الى وثيقة دستورية السودان فى حاجة الى وثيقة أخلاقية.