القوات المسلحة فى أى دولة من الدول هى واحدة من ممسكات الأمن القومى الستة وهى ضلع من أضلاع رمز السيادة الأربع فلذلك تسهر الدول على بناء مؤسسة عسكرية محترمة تقوم بواجباتها كاملة فى حماية الأرض والعرض ومهما كانت الظروف ومهما كانت الملابسات فإن القوات المسلحة هى الحصن الحصين والدرع المنيع الذى يحرس الدستور وتبقى المؤسسة العسكرية محل تقدير وإحترام الشعوب وهى سلسلة واحدة وتراتيبية تبدأ من أصغر جندى وتنتهى عند أعلى رتبة فى الجيش ولا فرق بين الجندى والفريق أول أو المشير أو المهيب إلا فى المهام الموكلة لكل رتبة من الرتب وعندما يحمى الوغى فإنهم يقدمون أرواحهم فداءً لأوطانهم ويبذلون دمائهم رخيصة إحتراما لقسم الولاء والعقيدة العسكرية التى تدربوا وتربوا عليها.
وحتى لا نذهب بعيداً فإن الحالة التى يمر بها السودان والتى تقع ما بين الوثيقة الدستورية وإتفاقية جوبا والتى تنادى بضرورة هيكلة المؤسسة العسكرية وبناء جيش واحد بعقيدة عسكرية واحدة وهو من المسلمات المتفق عليها ولا يختلف إثنان على الإطلاق على هيكلة المؤسسة العسكرية وتنفيذ مصفوفة الترتيبات الأمنية المنصوص عليها فى إتفاقية جوبا للسلام حتى تتم عملية دمج قوات حركات الكفاح المسلح فى القوات المسلحة وحتى تكون القوات جميعها تحت رأية القوات المسلحة وتحت إمرة وقيادة واحدة تأتمر بأمر قائد عام واحد ووحدة القوات المسلحة السودانية أمر مطلوب مع أن هناك أربعة قوات منصوص عليها فى دستور السودان المعطل وهى القوات المسلحة وقوات الشرطة وقوات الأمن وقوات الدعم السريع.
وهيكلة القوات المسلحة لا يعنى تفكيكها بأى حال من الأحوال بقدر ما أن هيكلتها تعنى العمل الجاد على تطويرها لمواكبة كل المستجدات العلمية ورفع قدرات أفرادها بالتدريب ولا سيما أن عرق التدريب يوفر كثيراً من دماء المعركة ولذلك تبقى عملية هيكلة المؤسسة العسكرية عملية مطلوبة لكن وفق رؤية وبرامج وأهداف تخدم المصلحة العامة وتحفظ للمؤسسة العسكرية هيبتها بعيداً عن المزايدات السياسية ويجب أن لا تكون عملية تفكيك المؤسسة العسكرية هدف رئيسى من أهداف بعض القوى السياسية التى تهدف إلى إضعاف هذه المؤسسة العسكرية لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة ولا بد من إبعاد المؤسسة العسكرية من عملية التجاذبات السياسية فارغة المحتوى والمضمون.
وإذا نظرنا إلى أقرب الدول المجاورة للسودان فإن المؤسسة العسكرية تساهم بقدر كبير فى تشييد مشروعات قومية وإستراتيجية وتقوم بتشييد الطرق والجسور وبناء المدن السكنية إلى جانب القيام بدورها القتالى وهيكلة القوات المسلحة تعنى العمل على تطويرها والإستفادة من قدرات أفرادها فى المشروعات القومية الكبيرة التى من شأنها أن تساهم فى الإقتصاد القومى بعيداً عن المزايدات.
نــــــــــص شــــــــوكــة
الحصافة والوعى السياسى يقتضى عدم إستعداء المؤسسة العسكرية من أى جهة وينبغى أن تكون المؤسسة العسكرية بمنأى عن الصراعات والتشاكس وإذا ما قام السياسيون بدورهم كاملاً لما لجأت القوات المسلحة إلى حسم الفوضى التى أحدثها ويحدثها السياسيين.
ربــــــــع شــــــــوكــة
لا تقتلوا أسودكم لتأكلها كلاب غيركم.