الرأي

هيئة الاستنفار لإسناد القوات المسلحة

الفاتح شبو

تواجه بلادنا اعظم تمرد وتهديد وجودي لها منذ خروج المستعمر سنة ١٩٥٦ ، يتمثل في مخططات استعمارية وتوسعية لعدد من الدول ، وطموحات اثنية وعرقية وقبلية جامحة ومتعطشة لهيمنة القبيلة والعرق العرياني المتداخل بين عدد من دول الغرب الأفريقي .
القوات المسلحة ابلت (ومازلت) بلاءآ حسنآ في دحر التمرد ومقاومته ، وبمرور الايام ثبت ان المخطط اخطر مما كان يتوقعه الجميع ، فبالرغم من غياب زعيم المتمردين حميدتي وشقيقه عن الواجهة الاعلامية ولا أثر لهم واضح في سير العمليات ، مازال التمرد ينشط في بعض نواحي العاصمة مما يؤكد ان هناك جهات ومراكز اخري نافذة ومتمكنة تدير المشهد العملياتي للدعم السريع .
كما ان نشاط حركات اخري متمردة في انحاء ومدن مختلفة في السودان وتزامنها اللصيق بالاحداث التي تجري بالعاصمة الخرطوم ، يؤكد بلاشك ان حجم المؤامرة علي البلد اكبر واخطر مما كنا نحسبه وان التهديد اصبح تهديدآ وجوديآ ومصيريآ .
ان حجم التهديد القائم يحتم علي جميع ابناء البلد القادرين علي الدفاع عن بلادهم ان يتقدموا الصفوف لنصرة الوطن وامنه واستقراره ، وهذا ما هيأته الدولة بإعلانها الاستنفار العام .
المطلوب الآن من قوات الإسناد الشعبية ان تقوم بأدوار مكملة لأدوار القوات المسلحة ، وليس ان تؤدي نفس وذات اعمالها او القتال في صفوفها ، فالقوات المسلحة لديها ما يكفي عملياتها من الرجال والعتاد .
يجب علي قوات وكتائب الإسناد الشعبية ان تعمل في خمسة مجالات رئيسية وهي العمليات والاستخبارات والإعلام والطب والخدمات ، وذلك وفق هياكل إدارية وتنظيمية تستوعب الأدوار المتنوعة التي تؤديها هذه القوات .
كما يجب علي القوات المسلحة والدولة ان توفر لها المقرات والمتحركات والميزانيات والتسليح والزي والإعاشة ، وتقنن لها ادوارها وتمنحها سلطات تمكنها من تنفيذ واجباتها وعملياتها بمستوي متقدم .

اترك رد

error: Content is protected !!