
خالد محمد علي يكتب
ينتظر الشعب السوداني والشعوب العربية كافة خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإنهاء الأزمة في السودان خاصة بعد حديثه مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
الرئيس الأمريكي الذي يتفاخر بإنهاء الحروب في العالم لم يقدم خطة سلام واحدة يمكن وصفها بالعادلة والحقيقة، ولكن خطة سلام غزة سمحت لإسرائيل حتى الآن لارتكاب جميع الجرائم رغم ضمان ترامب لوقف إطلاق النار، وخطته للسلام في أوكرانيا بنيت على استسلام أوكرانيا وإنذار الرئيس فلاديمير زيلينسكي ووضع مهلة له حتى الخميس المقبل لقبول خطته بالكامل أو ترك روسيا تفترس وتبتلع ما تبقى من الأراضي الأوكرانية.
خطة ترامب المتوقعة في السودان تتنازعها مجموعة من التحديات أبرزها الآتي:
1 أن الوسطاء الذين أعلن ترامب اعتماده عليهم تتباين وجهات نظرهم ولا تتطابق فيما يخص شكل الحل في السودان، فمصر الدولة القوية والجارة للسودان تسعى إلى وحدة البلاد وسلامة أراضيها وسيادتها وعدم خضوعها لتدخل أجنبي أو تقسيم البلاد أو السماح لإجبار السودان على الدخول في اتفاقيات استسلام مع إسرائيل، وهذه أولويات السياسة المصرية التي تتعارض معها وجهات نظر أطراف داخل الرباعية وخارجها.
2 الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى تحقيق سلام شكلي يضمن تغذية غرور ترامب بأنه الرئيس الأعظم الذي يجبر الأطراف على توقيع اتفاقات سلام دون أي اعتبار لحل حقيقي وجذري ونهائي للصراع في السودان، وفي هذا الاتجاه يتوقع المراقبون أن يعمل ترامب على تحقيق هدنة إنسانية تسمح بمرور قوافل الإغاثة وتوقف إطلاق النار مع ثبات كل طرف على الأرض التي يسيطر عليها وهو ما يعني دعم فعلي لتمرد الدعم السريع الذي سوف يتلقى دعمًا عسكريًا وماليًا مذهلًا خلال فترة الهدنة.
3 الإمارات تقف بشكل صريح وواضح مع الدعم السريع وتقول إنها تدافع عن مصالحها هناك، وهي ترفض بالجملة أي دور للجيش السوداني وأجهزته الأمنية وتطالب بتفكيك كل هذه الأجهزة مستندة إلى مطالب الحركة الشيوعية ومنظمات المجتمع المدني التي جميعها ترفع شعار القضاء على ما يسمى بالحركة الإسلامية في السودان، وهذا يعني استمرار الحرب داخل البلاد إلى الأبد.
4 الموقف السعودي، تحاول السعودية لعب دور قيادي داخل المنطقة العربية وخارجها، ونجحت بالفعل في إقناع أمريكا وأوروبا برفع العقوبات عن نظام الشرع في سوريا، وهي تحاول القيام بدور مشابه في السودان ولكن ما ينقصه أن التأييد الجارف لأحمد الشرع في سوريا لا يتساوى مع ما يلقاه عبد الفتاح البرهان في السودان.
5 هناك فشل معلوم لدى النخبة السياسية في السودان التي بدأت تتداعى على أمريكا بقصد تحقيق مكاسب خاصة على حساب وحدة واستقلال البلاد وهي نفس المجموعات التي فتحت خطوط معلنة للتعاون مع الاستخبارات الأجنبية بقصد الحصول على المال من ناحية، وتأشيرة دخول إلى أوروبا من ناحية ثانية، والتفاخر بأنهم أصحاب وزن وقيمة داخل مجتمع يلفظهم من ناحية أخرى.
إذًا السودان يحتاج إلى معجزة وليس لترامب.






