1
هو رجل يعرف شرف الخصومة تختلف أو تتفق معه، رجل جدير بالاحترام، يخوض معاركه بشرف لا يعرف الغدر والخيانة.
(وثلاثة خصائل
من نافع بعاد
الخوف والبخل
وطمع النفس في الزاد)
2
يحكى أنه في زمان الثورة المغدورة المهدورة نبشت اللجان المشبوهة وراءه في كل مكان ولم تجد تهمة واحدة تلصقها به ولو كذباً، لا أرصدة مليارية ولا عقارات ولا ممتلكات ولا فساد، لا في الحكومة ولا في الحزب ولا في أي مكان وزمان عبر ثلاثين عاماً.
ولماذا أُعتقل وفيما هو متهوم.؟
هذا زمان الحرية والعدالة (القحتي) فزنازين التفكيك والعسكر مشرعة لكل خصم حر، فهموا ليسوا بحاجة لصحائف اتهام. والمحامون ذوي الضمائر الخربة جاهزون بعرائضهم الملفقة والمحتسبون الذين لا يعرفون معنىً للاحتساب مستعدون بالقسم المغلظ أن يدلوا بكل حديث إفك.
من الذي اعتقله؟.
ضبلان وهازل
قال شاعر البطانه الصادق ود آمنة
(الله يِقِـدَّكْ القَـايلينْ قَـبُل عَـقَروكْ
مَبسوطينْ وهُـنْ الفصْدَه ما فَصَدَوكْ
ناسْ (هناي) يِزازُو ومِـنْ بَعيدْ بَاروكْ
يَعْتِر ويِنْسَنِد لامِن وَقع في الشوكْ.)
3
ثلاثة أعوام هو هناك في أقبية السجون وبلا أفق، الذين شاهدوا مهزلة الثلاثاء الماضي في محاكمة انقلاب يونيو 1989 أدركوا أنها ليست محاكمة ولا يحزنون إنما قصة كيد سياسي زج فيها القضاء.. غفر الله للأستاذ محمود حسنين ولكمال الجزولي الذين أساؤوا لأنفسهم وتاريخهم بتبني هذه المهزلة، وما أحزنني أنهم زجوا بإبن عمي حاتم الوسيلة الباز الغر ليلعب دور المهرج في هذا السيرك الهزلي.. والمرء ليتعجب أن يدفع الحزب الشيوعى كوادره ليقاضوا انقلابيين. إن آخر من يحق له أن يقاضي انقلابيين هو الحزب الشيوعي وكوادره.!!. يارفاق.. نسيتوا ولا شنو الحصل.؟
منذ العام الأول لاعتقالهم أصدر القضاء كلمته وقرر إطلاق سراح نافع وأحمد هارون بقرار من المحكمة الدستورية ولكن رفضت حكومة العدالة والعسكر أن تستجيب لقرار القضاء وقالت إن الاعتقال تم بقانون الطوارئ.!!. لما أعلنوا تعليق العمل بقانون الطوارئ.. أصبح الاعتقال خارج القانون.. يعني أن الدولة لم تعد تحكم بالقوانين، إنما بالقوة فقط. هي فوضى إذن، فلا يستغربن أحد إذا ما هبت قبيلة نافع وعشيرته من النافعاب من وراءهم كل قبائل الجعليين.. ليأخذوا القانون بيدهم كما تفعل الدولة تماماً.. صدقوني هذه المرة لن يستطيع محمود ود أحمد جديد أن يفعل بتلك الديار مافعله الدفتردار. فالزمان تغير.. يا هولاكو الزمن اتغير. أما أن يسود القانون أو أن يتحمل البرهان والمحرضين من خلفه نتائج مقتلو جديدة.. فللظلم حدود.!!
4
لندع نافع في محبسه مرتاح الضمير يقرأ في دوبيت وأشعار البطانة ويتأمل في قصص أبناء الفراغ لصاحبها ود المبروك ولنمضي، لتفجير الأسئلة في وجه الديمقراطيين وسمسارة حقوق الإنسان والمنظمات الدولية ورسل السفارات.!!
أيها الديمقراطيون ما رأيكم في نظام يسجن متهماً لثلاثة أعوام بدون قانون ولا وجه حق .؟.
أعرف أن ألسنتكم ستلهج بالاستنكار والهتاف.. ضد الديكتاتوريات وضد السجن وضد كل الضد.. ولكن ليست هذه إجابة على سؤالي، الأسئلة المبدئية لا تجاوب بالهتاف والشعارات إنما بالمواقف العملية بالتضامن مع المظلومين والمقهورين ولو كانوا أعداء، هل من موقف واحد للتضامن مع أعدائكم المقهورين الذين سجنتموهم وأسلمتوهم لسجون العسكر في زمان فاض هتافاً بالحرية والعدالة.؟. سيصدق الناس إنكم ديمقراطيون وبتاعين حريات وكده، حين يرون مواقفكم العملية ولا أقول تضحياتكم من أجل الحرية والديمقراطية. ؟ لن يصدق أحد تغريداتكم ولا بوستاتكم ولا كتباتكم فالأسافير تفيض بفيالق الحمقى الذين يهرفون بما لا يؤمنون. وحدها المواقف تكشف صدقكم أو نعرف أنكم كنتم ولا زلتم من الكاذبين.
يوم الأربعاء الماضي كان يوماً استثنائياً إذ إلتقى المئات من أفاضل الناس وأحباب وإخوان نافع دفاعاً عن الحرية ودفاعاً عن نافع علي نافع ( وهو يستحق).
الإحساس والغضب الذي اعتمل في نفوسهم لم يهتفوا به في فقط الأسافير بل حملوا أنفسهم لمكان الحدث ليسجلوا موقفاً عملياً ناصعاً وليطالبوا بالحرية لدكتور نافع بعد ثلاثة سنوات فى أقبية السجون، طالبوا بمحاكمة دكتور نافع أو إطلاق سراحه.. أليس ذلك مطلوب عادل وبسيط.. ألا يستحق أن يغبر أحد الديمقراطيين دعاة الحرية قدميه ليعبّر عن أشواقه للحريه ويصدق مع شعاراتها؟ ألا يستحق نافع التضامن، ليس من أجل شخصه ولكن من أجل القيم التي تتدعون أنكم تعشقونها وتناضلون من أجلها؟!!.. لم ينجح أحد، سقطوا جميعاً في امتحان بسيط.. انظروا في المرآة، هاهم.. يا إلهي (كما خلقتني) عراة من كل قيمة.!!
5
أين دعاة حقوق الإنسان والمناضلين من أجل اليوم العالمي لحقوق الإنسان ووثيقة الحقوق التي صدروا بها دستورهم بالأمس القريب ؟.أين الآكلون من قمامة المنظمات الأجنبية من أمثال الباقر العفيف السخيف.؟. كنت أتوقع على الأقل أن الأنبياء الكذبة من رسل منظمات حقوق الإنسان الذين يعتاشون من دولاراتها أن يكونوا وفيين لأبسط قيم حقوق الإنسان وهو حق أن يحاكم المتهم ولا يسجن بالسنوات بلا تهمة. هل هذا من حقوق الانسان أم أنها فقط من حقوق الديمقراطيين العلمانيين الليبراليين.؟ .أين بياناتهم يا ترى؟. أين مظاهراتهم ووقفاتهم ومناشدتهم للمنظمات الدولية.؟. المئات يرونهم رأي العين يرزحون بالسجون لسنوات بلا تهم ولا تحقيق فلم يتكرموا ببيان أو مناشدة لإطلاق سراحهم، أصابهم خرس مفاجئ وكانوا قبل سنتين يلعلعون وتنشرح حلاقيمهم وتتدفق بياناتهم فى الأسافير فيما تسارع منظماتهم بالإدانات لنظام الانقاذ وكنا نصدقهم ونتضامن معهم ظانين أنهم بالفعل يناضلون من أجل القيم، كنا ولا زلنا نؤمن بها وسنظل. (سمحة البتوري)
6
أين الترويكا.. أين سفراءها.. لاذوا بالصمت، فحقوق الإنسان الآن مصانة ولا تتعرض لأي انتهاكات.!! بالتأكيد لم يسمعوا ولم تصلهم معلومات عن مئات المعتقلين الذين يقضون سنوات من أعمارهم فى بلاط الزنازين كل ذلك لم يقع في علمهم.!.. معذورون فهم مافاضين من مبارات ناشطي قحت حتى لو كانت ندوة تافهة في أزقة المدينة. ثم أن الاسلاميين في عرفهم ليسوا أناساً وليس لهم حقوق ومن حق (4 طويلة) أن (تدوسهم دوس) ثم لا بأس من بعد أن تسلمهم للعسكر ليفعلوا بهم ما يشاؤون.؟ . أين هي الست جيهان رسولة حقوق الإنسان المبعوثة من هيومن رايس ووتش لمكتب نصر الدين لتخطيط قانون السوء وتعلي من حقوق الانسان!! …. أين ذهبت ولماذا هي صامته صمت القبور.. دول ترفع رايات حقوق الإنسان.. ولم يفتح الله عليها بكلمة حين تنتهك تلك الحقوق جهاراً.. إظلام وصمت تام… خزي وخذلان لكل قيمة يرفعونها شعاراً أجوفاً.!!.
7
قال السيد بيرتس فولكر في مقال مطول له، وفقا لـ(سودان تربيون) سنستمر في البقاء غير منحازين لأي طرف، إلا أننا لن نكون أبداً محايدين فيما يتعلق بقيمنا الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي وهي من واجبات التفويض الممنوح لي من مجلس الأمن.).. بالله أنت لست محايداً في حقوق الإنسان ياسيد فولكر؟. أي إنسان يقصد هذا المتعوس فينا؟ فهو أصلاً لا يؤمن بوجود إنسان في السودان إلا إنسان (قحت)، وهو الوحيد الجدير باهتمامه، ولذا يسارع بإدانة اعتقال رموزه ويسجل الزيارات لهم في المعتقلات ومنازلهم ويناشد الحكومة ومنظمات حقوق الإنسان ومجلس الأمن لأجل إطلاق سراحهم.. جاء السيد فولكر بتفويض أممي خادع أهم نصوصه تعزيز حقوق الإنسان.. ومئات المعتقلين لم يحظوا ببيان باهت منه .!. سيدي فولكر إذا لم يكن عندك ضمير تصيبه حكة ما، وينزف أليس فيك بقية حياء؟.
8
السادة ثلة السفراء الأمراء يحشرون أنوفهم في كل شأن من شئون البلاد والعباد إلا شأن واحد هو المعتقلين ظلماً في سجون العسكر. وكنت دائما أتساءل ماذا فعل الإسلاميين في السودان لتلك الدول حتى ينالوا هذا الجزاء أو العداء.. قاتلوا معهم كتفاً بكتف وهبوهم أفضل كوادرهم ولم يتعرض قادتهم يوماً ضد أي من مسؤولي تلك الدول.. كنت أتوقع إن لم يقولوا في الإسلاميين كلمة حق، فليس أقل من عدم تشجيع اضطهادهم وهضم حقوقهم ورميهم في السجون، فقط من باب الوفاء للخدمات الكثيرة التي لم يتوانى الاسلاميين السودانيين فى تقديمها لهم ومجاناً.!!.
9
سؤالي الأخير للعسكر.. أما لليل الظلم هذا من آخر؟. إلى متى هذه المهازل… وممَ تخافون؟. بإمكانكم أن تكتبوا لأنفسكم تاريخاً قبل أن تغادروا مسرح الأحداث بإقامة العدل بين الناس.. دعوهم يذكرونكم بأنكم نصرتم الثورة وحققتم السلام وحافظتم على أمن البلد وأقمتم العدل بين الناس وسلمتم الوطن سالماً لحكومة منتخبة. كونوا من
(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ.).
10
رسالة أخيرة للدكتور نافع:
قال شاعر البطانة
(اللَيـله اللَّرَايـرُوبْ قَـدَدَولُو مَطَـايبُـو
وبِقَى حَيضَانْ فِجِـلْ كُـلَ الثِمـارْ الجَايبُو
فـي زَمـنْ اللِبَيتِر كَـلَ مَـاصِعْ هَـايْبُو
وَينْ ما يهِيجْ فَحَلْ بِكسِرْ ضُراعُو ونَايبُو.)
ترجمة خاصة لنشطاء (أوزون)
اللَّرَايـرُوبْ: منطقة بالبطانة.
اللبيتر: هو شيخ العرب عوض الكريم أبوسن