فيما أرى / عادل الباز

سيدي الرئيس …. هذا هو المطلوب

عادل الباز
1
بالأمس نشر الأستاذ محمد محمد خير وقائع لقائه بالسيد الرئيس البرهان والذي سجل في افاداته رؤية شاملة وواضحة لخارطة الطريق التي ستسير عليها البلاد بعد تحرير الجزيرة والتى تتوقع الدوائر العسكرية انها لن تتجاوز الأسبوع الأول بعد العيد.ما اسعدنى في هذه الرؤية ان الجميع فى كابينة القيادة متفقين عليها وذلك من خلال تصريحات الفريق ابراهيم جابر والفريق ياسر العطا اللذان أكد على تشكيل حكومة كفاءات مستقلة وانهما سيسلمان البلاد لحكومة منتخبة.أكد الرئيس البرهان هذا الاتجاه فى لقائه بمحمد خير ولكن أضاف إضافات من شأنها أن ترسم صورة المستقبل القريب.
2
أفادت الرئيس الأولى هى ( ان الجيش والحركات المسلحة والمستنفرين والشباب وكافة القوى الوطنية يخوضون هذه المعركة بهدف استئصال مليشيا الدعم السريع بشكل كامل مدفوعين بعزم لا يعرف الخور.).هذا المعنى تردد كثيرا فى كل المخاطبات التي شهدتها المناطق العسكرية وهنا يمكن تسجيل ملاحظتين الأولى أن هذا الموقف( الاستصئال) غير متعلق بسير العمليات مد وانحسار انما القرار استراتيجي باستئصال المليشيا تماما..بالدحر الكامل أو بالاستسلام ولا بأس أن يكون الاستسلام على مائدة تفاوض مفروشة فقط لقبول موقف الجيش والشعب السودان وليس بأي حال من الاحوال إعادة المليشيا كلاعب في الملعب السياسى والعسكرى.
الملاحظة الثانية أن في الإفادة وفاء للحركات المسلحة والمستنفرين وكل القوى الوطنية التي تقف بجانب الجيش وطمأنة لهم بأن لا يمكن بيعهم أو تسليم الوطن بفعل الضغوط الخارجية لأي جهة سوى جهة منتخبة.وفي ذلك رسالة مهمة والتزم مع رفاق السلاح الذين يقاتلون الآن جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة
افادة الرئيس الثانية تتعلق بتشكيل حكومة الفترة الانتقالية وأبرز ملامحها انها (حكومة من الخبرات المهنية السودانية تزدحم بنظافة اليد والمهنية العالية مسيجة بإطار قانوني يستهدف ترسيخ العدالة الكاملة في ظل دولة قانون.).
إذن هى حكومة كفاءات مهنية هدفها إعادة الإعمار ونقل البلاد لمرحلة اخرى يختار فيها الشعب من يمثله.واهم ملامحها ايضا انها لن تضم حزبيا واحدا
وان الجيش سيعود لثكناته بعد الانتخابات وستكون مهمته حماية الدستور.
لماذا هذه الإفادة مهمة…. لأنها ظلت المطلب الأول الذى نصت عليه الوثيقة الدستورية نفسها قبل تزويرها إضافة لكونها كانت أول مطالب القوى التي اقصتها الثورة وهمشتها بعد اختطفت مجموعة من عطالى قحت القرار السياسي في البلاد كلها باعتبار أنهم وحدهم ممثلو الثورة.!!
وهي إفادة مهمة لأنها السبيل الوحيد لوضع حد للادعاءات العريضة بتمثيل الشعب ، الكل يدعي انه يمثل الشعب، ولا سبيل لمعرفة صدق تلك الادعاءات إلا من خلال انتخابات حرة نزيهة بواسطة حكومة مستقلة غير منحازة لأي طرف من الأطراف المتصارعة في الساحة السياسية لتحديد من يملك الشرعية التي تأتي عبر التفويض الشعبى.
مهمة ايضا لانها تقطع الطريق على الضغوطات الخارجية الساعية للدفع بالعملاء لسدة الحكم دون اى مشروعية مع تجاهل تام لكل المكونات السياسية وكأن تلك المجموعة المنبته تملك حقا الهيا تحكم بموجبه البلاد فقط لأن الغرب رض عنها وهذا الرضا هو ما يهبها المشروعية للحكم البلاد بلا تفويض ولأجل غير مسمى .
الان سيجابه العالم كله بموقف موحد من الجيش و الشعب وقواه السياسية أن المحدد الوحيد لكم البلاد هو صناديق الانتخابات وليس صناديق الذخيرة أو الادعاءات الصفيقة بادعاء تمثيل الجماهير.لن يستطيع الغرب فرض من يرضى عنهم على السودانيين فالطريق الوحيد المفتوح امامه ان يذهب لدعم احبابه هو التاثير على الانتخابات فإذا استطاع إقناع الشعب بأى وسيلة لاعادتهم للحكم عبر صناديق الانتخابات بطريقة نزيه فخير وبركة مبروك عليهم حكومة الجنجويد اما اذا فشلوا فعليهم الصبر لعشرات السنين لعل الله يكرم أحبابه بثورة اخرى بعد ثلاثون عاما اخرى.!!
3
الفائدة الثالثة المهمة التي أدلى بها الرئيس البرهان في قوله (ان الفترة الانتقالية ستكون فترة تاسيس يتم من خلالها إعادة الإعمار إلى جانب جمعية وطنية تحاسب الحكومة وتعمل على عقد المؤتمر الدستوري مؤكدا أن تلك ثوابت ولن يستجيب لاى ضغوط مهما تعاظمت.). فترة الانتقالية تأسيسية عمادها جمعية وطنية مهامها 1/ إعمار ما دمرته الحرب 2/ مراقبة ومحاسبة الحكومة /عقد المؤتمر الدستوري.
الأسئلة التي تنطلق مباشرة عقب طرح هذه الرؤية المهمة هى كيف نؤسس لجمعية وطنية ومن ممن؟ كيف سيتم إعمار ما دمرته الحرب؟ … سؤال الموارد والأفكار حول أولويات إعادة الإعمار ومن يقوم بالمهمة في كل القطاعات المدمرة تماما الان.
كيف ستتم مراقبة ومحاسبة الحكومة..ما هي الآليات ومدى السلطات التي تتمتع بها تلك الجمعية.؟هل يمكنها إقالة الحكومة مثلا.؟ ما دور الجيش في هذه المرحلة.. مرحلة ما بعد تأسيس الحكومة.؟
سؤال آخر يتعلق بالمؤتمر الدستوري.. من ممن يتكون وليفعل ماذا؟.. لاستاذنا الواثق كمير أفكار متقدمة في هذه الناحية يمكن الاستفادة منها.
4
الشاهد أننا بحاجة للاجابة على الاسئلة اعلاه إلى جانب اسئلة اخرى متعلقة والمفوضيات المختلفة وأهمها مفوضية الانتخابات وغيرها.
ستبدأ هذه الصحفية حملة واسعة لاستطلاع رأي الجمهور والخبراء في كافة المجالات لحصد إجابات تساعد متخذ القرار النظر للآراء والبديل المختلفة هو يرسى دعائم فترة انتقالي مستقرة مؤسسة على علم وخبرات وعلى العدالة والحرية التي عصفت بهما قوى الحرية والتغيير للأسف كما عصفت بالثورة نفسها.

اترك رد

error: Content is protected !!