قضايا وتقارير وحوارات

نقلا عن “الشروق المصرية” : عبدالفتاح البرهان ردا على أسئلة الشروق: سيصبح لنا جيش واحد فقط

رصد : الرواية الأولى

القاهرة : سمر ابراهيم
متفائل بشأن مستجدات سد النهضة وقد نصل إلى تفاهمات مشتركة قريباً

هناك جهات تسعي لتعكير العلاقات مع مصر


‎التقي رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، لمع عدد من الصحفيين ووسائل الإعلام المصرية على هامش زيارته الحالية إلى القاهرة.

‎وكان الفريق البرهان قد وصل صباح اليوم الأربعاء، إلى القاهرة، على رأس وفد رسمي رفيع المستوى ، في زيارة رسمية تستغرق يومين، التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

‎وقال رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، خلال لقاءه مع الصحفيين ووسائل الإعلام المصرية إن زيارته لمصر تأتي في إطار إحاطة القيادة السياسية المصرية بتطورات الأوضاع الراهنة في السودان، مضيفاً أن الخرطوم والقاهرة تجمعهما العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشدداً على تطابق وجهات النظر بين البلدين في الشأن الإقليمي والدولي، كما تم بحث تطورات قضية سد النهضة، وأمن البحر الأحمر.

وقدم البرهان الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعم مصر لبلاده بشأن استكمال الفترة الانتقالية الحالية، قائلاً: “مصر قدمت الدعم للسودان و لا تزال خلال المرحلة الانتقالية منذ ثورة ديسمبر وحتى اللحظة الراهنة”، لاسيما أن أمن السودان من أمن مصر.

‎وفي ذلك الصدد، أثنى رئيس مجلس السيادة على العلاقات بين البلدين، قائلاً: “العلاقات بين مصر والسودان أزلية وتربطهما العديد من الروابط التاريخية، مشيداً باحتضان مصر لما يقرب من 4 مليون سوداني، وكذلك بالمنح التعليمية التي تقدمها مصر للطلاب السودانيين والتي تقدر بـ 4 آلاف منحة سنوية، فضلاً عن توافد ما يقرب من 10 آلاف مواطن سوداني على مصر بغرض العلاج”. ومشف البرهان عن انه في نهاية العام الجاري سيتم رفع قدرة خط الربط الكهربائي بين مصر والسودان من 80 ميجا وات إلى مايقرب من 200 ميجا وات، مما يساهم بصورة إيجابية في حل كثير من المشكلات. واضاف البرهان ان هناك مشروعات مشتركة في المجال الزراعي لاسيما في ظل الحرب الروسية الأوكرانية قائلاً:”نحن نعلم مخاطر تلك الحرب وليس لدينا قيود أو حدود في التعامل مع مصر”، مؤكدا ان “مصر أم الدنيا”.
كما أشاد البرهان بإهتمام الإعلام المصري بقضايا السودان وشواغله الداخلية، معرباً عن أمله في زيادة ذلك الزخم والإهتمام الصحفي والإعلامي والتعاون المثمر بين مصر والسودان في ذلك المجال.

‎وبشأن الوضع الداخلي الراهن في السودان، قال البرهان، أن السودان يعاني في الفترة الراهنة من غياب للقوى السياسية والتدخلات الأجنبية، وذلك لن يُمكن البلاد من المُضي قدماً نحو الاستقرار، قائلاً: “نحن نريد إدارة الفترة الانتقالية سوياً” ولكن منذ حدوث التغيير في البلاد عقب ثورة ديسمبر عام 2019 وحتى إتخاذ قرارات 25 أكتوبر العام الماضي، والفترة شهدت نزاعاً.

‎وأضاف البرهان “كنا نتمنى أن يقف الجميع معنا” ولكن بعض القوى السياسية ظنت أن الجيش يريد السيطرة على السلطة وإزاحتهم، وقد سعينا لجمع الصف الوطني وتعاونا مع رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك حتى يتحقق التوافق المنشود، لاسيما أن القوات المسلحة لم تأت عبر تفويض بل بشرعية ثورية للشارع السوداني.

‎ودعا البرهان القوى السياسية التى لديها رغبة في إبرام اتفاق وتؤمن بالشراكة إلى التكاتف والتوافق، قائلاً: “القوات المسلحة تتعامل مع القوى السياسية التي تريد التعاون والتكاتف والتوافق معها” وأيضاً مع كل من أتى إلى السودان داعياً للوحدة بما يحمى البلاد من حالة عدم الاستقرار.

‎وشدد البرهان علي أنه في حال تعثر ذلك التوافق لن يكون هناك بديل سوى الانتخابات، قائلاً: ” التوافق أو الانتخابات.. فليس أمامنا إلا إجراء انتخابات”، مضيفاً أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية ليست جيدة. وأشار إلى أن أولويات الفترة الانتقالية يجب أن يتم الاتفاق حولها بين المكونين المدني والعسكري، وأبرزها ” إجراء الانتخابات، استكمال ملف السلام”.

‎ورداً على أسئلة “الشروق” بشأن سعى بعض الأطراف لتعكير صفو العلاقات “المصرية – السودانية”، أكد الفريق البرهان أن العلاقات بين البلدين أساسها العلاقات الشعبية وليست السياسية، موضحاً أن العلاقات لم تتأثر بآي تجاذبات سياسية، كما أن تلك الأطراف لديها حساسية تجاه العسكريين في السودان، ويرون أن مصر تدعم العسكريين فقط! ولكن في حقيقة الأمر مصر تقدم الدعم للشعب السوداني وليس للعسكريين، بهدف الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة البلاد، مؤكداً أن هناك جهات تريد تعكير صفو العلاقة.

‎أما بشأن العلاقات مع إسرائيل وروسيا، قال أن السودان يريد الانتفاح على جميع دول العالم، وأن بلاده تؤمن بأن الأساس في العلاقلات مع الدول هي المصالح المتبادلة، والتسامح بين مختلف الشعوب والأديان.

‎وأوضح أن اتفاق “سلام جوبا” الذي وقع عام 2020 يواجه بالفعل العديد من الصعوبات والتحديات أمام تنفيذه، أبرزها “التمويل” مشيراً إلى أن العقبة الرئيسية في تحقيق تقدم في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، ونأمل بإيفاء الدول بوعودها لنا بشان دعم الاتفاق، ولكن هناك بعض الخطوات التي بدأ اتخاذها كالبدء في تجميع القوات وفرزهم ودخول معسكرات التدريب، مؤكداً ان السودان يستكمل إنهاء هذا الملف وسيصبح لنا جيش واحد فقط.

‎وعن الأوضاع في ليبيا، قال أن هناك تنسيق مصري سوداني بشأنه، مضيفاً أن السودان يدعم جميع محاولات التوافق الوطني المطلوب لإنهاء الازمة الداخلية وعدم الدخول في نزاعات، وندعم الشرعية التي يتوافق عليها الليبيون.

‎وبالعودة للوضع الراهن في السودان، أكد رئيس مجلس السيادة أنه في حال التوافق بين القوى السياسية سنقدم لهم كل ما يطلبونه من دعم، فالجيش ليس لديه نيه للسيطرة على السلطة.

‎وبشأن مستجدات سد النهضة، قال البرهان أن بلاده تنظر إليها بتفاؤل شديد، وسوف نصل إلى تفاهمات مشتركة قريباً.

اترك رد

error: Content is protected !!