عادل الباز
1
تناولت في الحلقتين السابقتين موقف الرئيس التشادي محمد كاكا من قضايا الفساد في بلاده ثم موقفه من والده والحرس القديم الذي كان على سدة الحكم في تشاد زهاء الثلاثين عاما.
في هذه الحلقة وربما القادمة سنتناول وجهة نظر وموقف كاكا أو الذين كتبوا له الكتاب من السودان (يشاع أن وزير الخارجية محمد صالح النضيف هو من كتب الكتاب والله أعلم)، الموقف عموماً يتسم بالغباء حشد له الكاتب سلسلة من الأكاذيب والمعلومات المضللة لأجل تبرير الموقف العدواني مدفوع الثمن الذي وقفه الرئيس التشادي محمد كاكا.
أنكر الرئيس كاكا في الكتاب كل مواقفه إن لم نقل جرائمه تجاه السودان، وخصص حيزاً واسعاً لذلك وبلغت حالات الإنكار والهروب إلى الأمام أكثر من عشر نقاط سنتناولها بالتفصيل هنا.
2
في البداية أنكر الرئيس التشادي وقوف نظامه مع قوات الدعم السريع المتمردة حين ذكر أن موقف تشاد الثابت من الأزمة السودانية هو الحياد وأنه خط يعتزم الحفاظ عليه دون فشل.
ترى كيف يدعي الرئيس التشادي الحياد ومطارات بلاده مفتوحة لتجنيد الجنجويد والمرتزقة من دول القارة كلها والدفع بهم للسودان، وكيف ينكر والعالم يرى ويسمع ويقرأ عن أراضيها المفتوحة لنقل السلاح والعتاد للمتمردين.!!.
كل التقارير الأفريقية والدولية وآخرها تقرير لجنة الخبراء الدولية التي زارت تشاد وقدمت تقريراً مفصلاً للأمم المتحدة أثبت فيه أن تشاد ضالعة في دعم المتمردين عبر فتح أراضيها لمرور الغذاء والسلاح للمتمردين. فتحت تشاد مطاراتها لدعم قوات الدعم السريع، خاصة مطار أم (جرس)، ومطار (أبشي)، ومطار (انجامينا). يحدث ذلك علناً رغم قرارات الأمم المتحدة بحظر السلاح.
كل الصحافة العالمية أصدرت تقارير مفصلة عن الدعم التشادي للجنجويد.. فهل كل تلك المنظمات الإقليمية تكذب وتفبرك التقارير ووحده الصادق هو كاكا.!!. هل يصدق كاكا نفسه وهو يخوض في حالة الإنكار المكشوفة تلك.
3
يعرف الجميع أن السيد يوسف بوي، مدير مكتب الرئيس محمد إدريس ديبي، صاحب نفوذ قوي مرتبط بعدد من قيادات الجيش ورموز قبلية في دوائر الحكم وبين القبائل هو الذي يتولى ملف دعم الدعم السريع ويعمل علناً مع الإمارات وهذا ما تضج به المواقع التشادية نفسها. وليس سراً أن قيادات الدعم السريع تتخذ من انجمينا مركزها الأساسي للتحرك وكل قادة الجنجويد ينطلقون من أراضيها، وسبق للقيادة التشادية أن نسقت اجتماعات الحركات المسلحة في انجمينا للتحالف مع المتمردين واجتمع كل قادة تلك الحركات مع عبد الرحيم دقلو هناك واستطاعت بالضغط على الحركات المسلحة أن تحدث انشقاقات في حركة العدل والمساواة وحركة مناوي.
سهلت تشاد انضمام عناصر المعارضة التشادية وقادتها إلى قوات الدعم السريع بهدف التخلص منهم لأنها تعلم خطورتهم ولكن ترغب في التخلص منهم مع ضمانات من حميدتي بالتخلص من عناصر المعارضة متى انتصر في الحرب بالسودان.
ولا يخفى على المتابعين والمراقبين الاستثمارات الضخمة التي أسستها شركات الدعم السريع في مجالي النفط والذهب والشركات التي تم تأسيسها للعمل في حقل دوبا النفطي.
لم يقصر كاكا في تحسين صورة الجنجويد إعلامياً إذ ظلت بلاده تدعو وتستضيف الوفود الإعلامية لغسل جرائم الجنجويد وتأليف القصص حول الدعم الإنساني والخدمات التي تقدمها تشاد للاجئين السودانيين!!.
يظن كاكا والذين يخططون له ويدعمونه أنه بمثل تلك الألاعيب الصغيرة بإمكانه خداع السودانيين والمجتمع الدولي والصحافة العالمية وأنه سيخدع أيضاً عشيرته من الزغاوة الذين يدعمون نظامه الذين يبادون الآن في أطراف قرى الفاشر ويشردون بالآلاف. القيادة السودانية تملك كل المعلومات عن دعمه للجنجويد وتحركاته وتحالفاته والأموال التي يقبضها من الإماراتيين والدعم السريع هو وسكرتيره الفاسد يوسف بوي ولكن يوم تصفية الحسابات لم يأت بعد ولابد أنه آتٍ في وقت أقرب مما يظن كاكا والجنجويد. نواصل.