الرأي

منشقوا العدل والمساواة .. بندقية بيد ( التمرد )

فضل الله رابح

ربما كان خبر إنشقاق سليمان صندل واحمد تقد وآخرين عن حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم غير مفاجئ بالنسبة لي شخصيا بقدر ما كان صادما للكثيرين من الذين لا يعرفون كيمياء المنشقين وتفاصيل ما يدور في كواليس حركة العدل والمساواة ، الأمر الثاني هو ردة فعل حركة العدل والمساواة وتعليقها البارد على الانشقاق بل الفاتر ، ذلك ربما لأن ولوقت طويل ظلت الحركة تراغب ما يدور من مياه متحركة ورياح تتحرك هنا وهناك وأن التحرك الآخر كان مكشوفا وقد يكون مرصودًا من قبل أجهزة الحركة منذ عام أو يزيد من الآن ، فهو تحرك وفق معلومات مؤكدة كان يقوده احد اعضاء المكتب التنفيذي لحركة العدل والمساواة ينتمي لاقليم كردفان يسمي ( آدم حسابو) من أبناء ( الحوازمة ) فهو قد إنتمى لحركة العدل والمساواة حديثا قادما من حزب الامة وبحسب مراقبين وهو الذي شجع نشاط الانشقاق بدفع وتوجيهات من بعض عناصر حزبه القديم وإيعاز من مستشاري المليشيا.. ولأن معظم المنشقين الآخرين بلا ثقل قبلي وبلا تأثير اجتماعي ، ( آدم حسابو ) نفسه هو الذي اقنع المجموعة ودفعها للانشقاق كما انه ذو علاقة وطيدة باحد مهندسي الحرب ومقرب جدا من (عبدالرحيم دقلو) ، ومنذ أكثر من عام كانت هناك مطالبة لرئيس حركة العدل والمساواة من أبناء إقليم كردفان الذي يشرف عليه المذكور اعلاه لإعفائه من الموقع وقد اوردوا حيثيات كثيرة ابرزها فشله في ادارة الإقليم وعدم شفافيته لكن جبريل ابراهيم لم يستجب لتلك المطالب ولم يرضخ لرأي تلك المجموعة وكان دائما يوصي اصحاب المذكرة بالصبر علي ( آدم حسابو ) بدعوى انه جاء قادما للحركة من حزب آخر ويمثل ثقافة وأرث سياسي مختلف عن خطوط ومرجعية العدل والمساواة الفكرية والمطلبية والسياسية .. وبحسب المعلومات ( ان المذكور بدأ بالاتصال بأبناء كردفان اولآ للخروج من الحركة التي يسيطر عليها ابناء دارفور حسب زعمه وتكوين حركة أخري باسم العدل والمساواة ( كردفان ) لكنه فشل في ذلك المسعي مما جعله يلجأ للخطة (ب) بدعم وإيعاز من قادة مليشيا التمرد) .. أما أحمد تقد لسان فيبدو انه وبهذا الموقف قد حصل على فرصة تعتبر طبق من ذهب لانه منذ فترة ليست بالقصيرة ظل يلوح بكرت الخروج من الحركة ويقول لمرقبين انه غير راض عن وضعه داخلها وهو متاثر بقربه من مجموعة الحرية والتغيير المركزى ( مجموعة الاطاري ) وصداقته الشخصية ب ( ياسر عرمان ) وكما انه مقرب جدا من الدكتورة مريم الصادق وهذه العلاقة نشأ منذ ان كانوا جميعا اعضاء في كتل معارضة نظام الانقاذ وتحالفاتهم مع الحركة الشعبية بقيادة دكتور جون قرنق سوا كانوا أيام التجمع الوطني الديمقراطي ، أو تحالف نداء السودان ، أو تحالف قوي الاجماع الوطني ، فهي حركة انتقالات ظلت ملتصقة بنفس الاحزاب والشخوص والحركات المتمردة ، حتي بات عسيرا على المراقبين والباحثين رصد هذه الحركة المستمرة من الانشقاقات والتحالفات التي تجتمع وتنفض على أسس هاوية ومتهافتة ، وهي التي جعلت العديد من القوى السياسية منقسمة علي نفسها وموجودة بعضها في الحكومة، والبعض الآخر في المعارضة بتزكية ودعم من الهدف الخارجي من تاسيسها وهو إضعاف الجميع وإصابتهم بالتشرذم والوهن ، لكي يبقى السودان دولة مفككة وغير مستقرة ، دولة عاجزة عن فعل اي شئ .. وتبقي المفاجأة الكبري في إنشقاق مجموعة سليمان صندل الذي سوف يتفاجأ هو نفسه بالكثير من العقبات والتحديات امامه اول هذه التحديات هو تصنيفه رمز من رموز العمل الاسلامي وخطوة واحدة وبعدها سياتي ( آدم حسابو ) وقد اصبح رئسيا للحركة ، وقطعًا الحركة وضعت تدابيرها التنظيمية لمجابهة الانشقاق لكن يجب علي دكتور جبريل المحافظة علي ماتبقي من عضوية حركته وحسنا فعل باعلانه اتجاه إنتقال الحركة الي حزب سياسي سيما ان الظرف الحالي بالسودان لا يسمح بإجراء ترتيبات أمنية نسبة لما أحدثته الحرب من خراب وخلخلة في هذا الملف ، سيما بعد حديث عبدالفتاح البرهان الذي قال ان السودان بعد 15 ابريل هو ليس. سودان ما قبلها وانه اعتذر عن أخطاء ما قبل 15 ابريل ، امر اخر ملف الترتيبات الامنية يتطلب تمويل وفرز وتصنيف جديد للقوات .. إن حركة (صندل) لن تكسب جماهير في دارفور مسقط راس صندل (ناهيك ) عن كردفان مسقط راس ( حسابو ) وبقية أجزاء السودان الأخري ، التحول الآخر بعد ان تتحول حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم الي حزب سياسي وتندمج قوميا مع مكونات السودان السياسية الاخري ستكون حركة (صندل) و(تقد ) جناحا عسكريا متمردا في الزمن الخطأ وبعد ان تفرغ القوات المسلحة من الحرب الحالية سيتفرغ الجيش السوداني الي حسمها عسكريا هي وأي حركة متمردة اخري ..

اترك رد

error: Content is protected !!