اسامة عبدالماجد
¤ لا اخفي اعجابي بالسرعة الفائقة التي يتعامل بها الرئيس السوري بشار الاسد حيال القضايا الهامة والحساسة.. قبل سنوات اغتيل صهره آصف شوكت، ووزير دفاعه داؤود راجحه .. بعد ساعات قلائل كان رئيس الاركان يؤدي اليمين الدستورية خلفا ل (راجحة).. وبعد وفاة وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء وليد المعلم.. بسته ايام فقط كان فيصل المقداد خلفا للمعلم..قوة الاسد ليس في السرعة فحسب بل وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. الوزير الحالي المقداد كان مندوبا دائما لسوريا في الامم المتحدة.. وعاد بعدها لدمشق واصبح نائبا للوزير المعلم لسنوات طويلة وحتى ترفيعه وزيرًا.
¤ الاسد بارع في سد الثغرات.. استدعى مندوب بلاده في الامم المتحده بسام الجعفري ليكون نائبا لوزير الخارجية المقداد.. وهو صاحب خبرة ،مكث بنيويورك نحو (15) عاما، وكان مفاوضا لمعارضي الاسد.. كل الدول تدفع بشخصيات من العيار الثقيل للمواقع المهمة.. في2017 توفي مندوب روسيا لدى الامم المتحدة.. رشح الرئيس بوتين، نائب وزير الخارجية فاسيلي للمنصب.. وهو الرجل (الاصلع) الموجود الان ويدافع باخلاص ووطنيه عن بلاده خاصة في حربها ضد اوكرانيا.
¤ سردت المقدمة الطويلة وانا اتابع باشفاق الوضع في وزارة خارجية بلادنا قي ظل الحرب.
حالة من البطء تلازم الاداء ولا تخلو من (خرمجه) مع التقدير لجهود الوزير والوكيل واسرة الوزارة.. في اثيوبيا وهي محطة مهمة للغاية ومقر الاتحاد الافريقي ومحل اهتمام دولي.. انتهت فترة عمل سفير السودان جمال الشيخ (امضى فترة سفيرا بجوبا ونقل لاديس ابابا).. قدم اداء باهتا.. ويكاد يكون لم نسمع له صوتا والاتحاد الافريقي يجمد عضويتنا منذ اكتوبر 2021.
¤ جمال غائب ولا يبدو ان تقاريره لرئاسة الوزارة ولقيادة الدولة دقيقة وفي مستوي توجهات الاتحاد الافريقي واتجاهات مجلس الامن والسلم.. وهناك مؤشرات لغيابه عن الوسط الدبلوماسي في عدم خلق علاقات يمكن ان تفيد في التاثير علي الدول الاعضاء في الإتحاد الافريقي.. بالمجمل نتائج وخلاصات قرارات الاتحاد تجاه السودان كانت سالبة ما يقتضي تغييرا في الطاقم الذي يدير الملف..
¤ كذلك العلاقة مع اديس ابابا وهي جار شديد التاثير علي تطورات السياسة في السودان بعد التغيير في 2019.. الي جانب الملفات شديدة التداخل بين البلدين لم يكن الاداء فيها في المستوي المطلوب اذا لم نصفه بالفشل..وحسنا بان انتهت فترة عمله.
¤ بالنسبة لمصر كان السفير السابق محمد الياس بعيدا عن الاجواء.. وغادر موقعه وظل المنصب شاغرا لنحو ثمانية اشهر او يزيد.. وجئ مؤحرا بسفير مكلف محمد عبد الله التوم.. وكانما لم يأت، لم يقم باي عملية اسناد للدولة وهي تخوض حربا ضد التمرد.. لم يخرج للاعلام في بلد تضج بالقنوات ووكالات الانباء والصحف. وفريق السفارة يبدو عليه عدم الانسجام ويحتاج هو الاخر للمراجعة العاجلة.. للتذكير التوم واحد من السفراء الذين ابدوا موقفا سياسيا بمعارضته لقرارات البرهان في اكتوبر 2021.. وقد هزت تحركات السفراء (الناشطين) صورة السودان بالخارج.
¤ بالمقابل انظروا لموقف وزير الخارجية الجزائري السابق رمضان لعمامره. قبل سنوات طويلة من الاستوزار دعم وبقوة موقف الجيش الجزائري الذي تسلمه السلطة، باعتباره امرا واقعا.. ويحفظ له الجزائرون موقفا شجاعا عندما رد وبقوة عللى الرئيس الفرنسي وقتها فرانسوا هولاند.. الذي سخر من الوضع الامني في الجزائر .. بالتعليق على عودة وزير داخليته سالما من رحلة للجزائر وقال: ( هذا بحد ذاته انجاز).
¤ صرف لعمامرة (بركاوي) لرئيس بلاد استعمرتهم وقام بالرد وبشكل شخصي وقاسي دون الرجوع للرئيس بوتفليقه في حالة نادرة الحدوث.. واعتبر حديث الرئيس الفرنسي بكاء على الأطلال وقال: (يبدو أن فرنسا لازالت تحن لفترتها الاستعمارية).. وابدى امتعاض بلاده من احاديث الساسة الفرنسيين المسيئة للجزائر.. ماذا كانت ردة الفعل الباريسية ؟؟ قدم الرئيس الفرنسي اعتذارا وقال قصر الاليزية ان الرئيس كان يمزح.
¤ لدينا عدد مقدر من المحطات الخارجية شاغرة.. وبعضها يدار بدبلوماسيين صغار.. وعدد كبير من السفراء والسفيرات لم نسمع لهم صوتا خلال الحرب ولا قبلها ولم نشهد تحركا ملموسا لاستجلاب مساعدات.. مع تقديرنا لسفراء وسفيرات يقوموا بعمل كبير.. والبعض (يزوع) من تلبية نداء الوطن مثل سفيرتنا بالمانيا الهام شانتير التي تقاعست من العمل ضمن فريق وكيل الوزارة السفير دفع الله الحاج على الذي كان يمثل الرئاسة في جولات خارجية لكشف ابعاد تمرد المليشيا.
¤ ومهما يكن من امر يجب ان تبعد الخارجية سلاحها عن راس البرهان والجيش.. وان تسد الثغرات وتكمل الترشيحات ولو بالدفع بسفراء مكلفين.. وان يتم التدقيق في حركة التنقلات.. نريد سفراء يمثلون السودان لا يمثلوا به.