ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

مستقبل منظومة الصناعات الدفاعية

د. عادل عبدالعزيز الفكي

✍️ د. عادل عبدالعزيز الفكي
تحت العنوان أعلاه أتيح لي عبر منصة يوتيوب حضور فعاليات ندوة مهمة أقيمت يوم الثلاثاء 26 أبريل 2022 في خيمة الصحفيين، التي ترعاها طيبة برس، بقيادة صديقنا الصحفي المخضرم محمد لطيف. أدار الندوة باقتدار صديقنا الأستاذ طارق كبلو وشارك فيها الدكتور محمد الناير أستاذ الاقتصاد بالجامعات السودانية، والمهندس محمد الفاتح كمير مدير الادارة العامة لتطوير الأعمال المدنية، بمنظومة الصناعات الدفاعية، والمهندس عبد الجبار إبراهيم مدير الإدارة العامة للتخطيط الاستراتيجي بالمجموعة.
الندوة أوضحت الكثير من المعلومات المتعلقة بشركات المنظومة، وأزالت بعض اللبس المحيط بأنشطتها. أشار المهندس محمد الفاتح كمير إلى أن تطور المنظومات الدفاعية في السودان مر بثلاثة مراحل: الأولى صناعة عسكرية صرفة، وعندما لوحظ أن المصانع العسكرية يمكنها انتاج صناعات أخرى جانبية تم الانتقال للمرحلة الثانية، وهي العمل في بعض الأعمال المدنية ذات العائد، مثل انتاج حديد المباني، وعندما لوحظ عجز موازنة الدولة عن سداد الاحتياجات الدفاعية الملحة تم التخطيط للدخول في مجالات ذات عائد سريع مثل الإنتاج الزراعي والحيواني، شريطة أن يكون الدخول من باب التطوير، دون مضايقة للقطاع الخاص، على أن تسدد الشركات التي تعمل في المجال كافة التزاماتها للدولة مثل الضرائب والزكاة واستعادة عائدات الصادرات.
المهندس عبد الجبار فتح الرحمن أشار إلى ان تطوير المنظومة الدفاعية لأي دولة هو أمر مهم للغاية لصيانة أمنها القومي، وحسب التجارب الدولية هناك ثلاثة نماذج تتبع لتحقيق هذا الهدف، الأول تتبعه الدول ذات الموارد المالية الضخمة، حيث تقوم بشراء آخر تكنلوجيا متاحة في مجال الصناعة الحربية وتدفع قيمتها، والنموذج الثاني وتتبعه الدول ذات الموارد المحدودة، مثل السودان، حيث توطِن الصناعة الحربية وتسعى لتطويرها بجهودها الذاتية، والنموذج الثالث في الاقتصادات المتطورة للغاية مثل الولايات المتحدة، حيث يكون للقطاع الخاص اسهام في الصناعة الحربية، مثال شركة لوكهيد التي تصنع الطائرات الحربية بجانب المدنية.
الدكتور محمد الناير أشاد بمخطط المنظومة الرامي لتحويل بعض شركاتها لشركات مساهمة عامة، حيث أوضح أن التحويل لشركات مساهمة عامة يتيح الشفافية وإعمال الحوكمة، ويزيد من قاعدة المساهمين لتضم قطاعات واسعة من الشعب، ويسهِل الحصول على التمويل من خلال طرح الأسهم دون وجود تكلفة تمويل، فضلاً عن تنشيط سوق الخرطوم للأوراق المالية.
أعجبني للغاية بروز قيادات شابة لمنظومة الصناعات الدفاعية، أمثال المهندس محمد كمير، والمهندس عبد الجبار فتح الرحمن، وهما في الأربعينيات من العمر من خريجي الجامعات السودانية، وتلقيا دراسات عليا وتدريبات على مستوى عالي بالخارج. علماً بأن متوسط أعمار المهندسين في منظومة الصناعات الدفاعية هو 45 سنة، وأن 92% من العاملين بالمنظومة هم من المدنيين الشباب، لا علاقة لهم بالعمل العسكري ويتلقون مرتباتهم من المنظومة.
أعتقد أن المنظومة وشركاتها تسير في الاتجاه الصحيح، وقد أصبحت ركيزة أساسية لتطوير الصناعة وقطاع الأعمال في السودان، كما برزت كأكبر مقدم للمسئولية المجتمعية في السودان، من خلال تقديمها لأنظمة التعقيم والكمامات والمعقمات خلال جائحة كورونا بقيمة 14 مليون دولار، فضلاً عن مساهمات مجتمعية أخرى.
ومؤخراً أسست المجموعة مؤسسة جياد لريادة الأعمال، لمساعدة ناشئة شباب الأعمال والمخترعين لتطوير أعمالهم. هذه مجهودات عظيمة ورائدة تستحق الإشادة. ندعو المنظومة للمزيد من الانفتاح على المجتمع. والله الموفق.

اترك رد

error: Content is protected !!