ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

مصر يا أخت بلادي يا شقيقة

د. عادل عبد العزيز الفكي



استلمت حكومة السودان قافلة مساعدات إنسانية ضخمة من جمهورية مصر العربية. وقال المستشار أحمد عدلي إمام القنصل العام لجمهورية مصر بالخرطوم في تعميم صحفي أنه بناءً ‏على توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية وصلت قافلة مساعدات إنسانية إلى جمهورية السودان الشقيق يوم ٦ سبتمبر ٢٠٢٢ عبر جسر برى يضم ٩٠ شاحنة تحتوي على أكثر من ألف طن من مواد الإغاثة المختلفة (مواد غذائية ودوائية وخيام ومراتب وبطاطين…)، حيث تسلمتها السلطات السودانية المعنية بهدف توزيعها على المتضررين من السيول والفيضانات في كافة أنحاء السودان.
تعليق: تعبر ‏القافلة عن مشاعر المودة والمحبة التي يكنها الشعب المصري للشعب السوداني، وتعكس حرص القيادة السياسية المصرية على الوقوف بجوار السودان في مختلف الأوقات.
لفت نظري على وجه الخصوص حرص الجانب المصري على تسليم القافلة الإنسانية للجهات الحكومية، بما يعكس احترام الحكومة المصرية لنظيرتها السودانية، وهو ما افتقدناه في معونات دولية وإقليمية أخرى حيث كان المانحون يقومون بتوزيع المعونة بأنفسهم، أو عبر منظمات تابعة لبلدانهم، وفي هذا انتقاص من السيادة السودانية.
سوف يحاول البعض القول ان تسليم المساعدات للحكومة هو تقوية لحكومة الأمر الواقع التي فرضها البرهان بقرارات أكتوبر 2021، هذا غير صحيح، الصحيح أن هذا هو ديدن القيادة والحكومة المصرية دائماً، ومع مختلف الحكومات والأوضاع، ولا ينسى الشعب السوداني موقف القيادة والحكومة المصرية معه إبان جائحة كورونا في العام 2020، على عهد وزير الصحة دكتور أكرم، حيث انسابت المعونات والتعزيزات واللقاحات لمخازن وزارة الصحة الاتحادية بالخرطوم، وخضع الأطباء والكوادر الصحية التي حضرت حينذاك للمساعدة لتوجيهات وزارة الصحة السودانية. واستمرت المعونات الطبية بمعدل طائرة أو طائرتين كل شهر بتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسي لوزيرة الصحة المصرية هالة مصطفى زايد.
في اعتقادي من اللازم أن يتم انتقال العلاقات السودانية المصرية من مرحلة المساعدات الطارئة، لمرحلة التعاون والشراكة الاستراتيجية، ففي عالم اليوم الذي تعقد فيه المشهد الدولي بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة الغذاء العالمية، والتغيرات المناخية بالغة الحدة، لا بد أن يتعاون السودان ومصر لمواجهة هذه الأخطار الوجودية. وبين البلدين مشتركات كثيرة، وبرامج تعاون متصلة، وأهداف سامية تتضمن إمكانية أن يسهما معاً في تحقيق الأمن الغذائي العربي، بما يتوفر للسودان من أراض ومياه وثروة حيوانية وعنصر بشري ذي خبرة، وبما يتوفر لمصر من تميز في جانب البحث العلمي الزراعي وتقانات استخدام المياه والقدرة على حشد التمويل المالي والعنصر البشري المتميز بالخبرة في مجال الزراعة، فضلاً عن قطاع صناعة غذائية متطور، ووفرة في الطاقة الكهربائية. والله الموفق.

اترك رد

error: Content is protected !!