✍️ السفير عبدالمحمود عبدالحليم
…اذا كان العقيد القذافي قد افتتن يوما بكونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية والتى قامت بتدوين أحساس القذافى بها ومشاهداتها للغة جسده وهو يستقبلها وذلك فى كتابها “No Higher Honour او ” لا شرف يعلو عن ذلك ” فان أمثال هذه الومضات والطرأئف قد غابت تماما فى تعاملات سيدات ونساء ومسؤولات الولايات المتحدة مع السودان ولم تترك عهود الجفاء المتصل فرصة لقلب ينبض …..فقد تولت كونداليزا موقعها فى ذات عام اكمال اتفاقية السلام الشامل واستمرار سياسات العداء بين البلدين…اما مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الافريقية جنداى فريزر فقد كانت واسطة عقد وقائدة لاوركسترا حرمان السودان المرير من رئاسة الاتحاد الافريقى وهو يستضيف قمة الاتحاد بالخرطوم. عام ٢٠٠٦ فى ذكرى خمسينية استقلاله … ليتصل ذلك العداء مع سوزان رايس في الامم المتحدة وهى تتولى منصب المندوب الدائم لبلادها في نيويورك والسعادة الخاصة التى غمرتها وهى ترى انفصال الجنوب الذى جاهدت لتحقيقه وراهنت عليه وعدته جنينها حقيقة واقعة….اما الضلع النسوى الرابع في علاقات سيدات واشنطن مع السودان فقد مثلته مادلين اولبرايت التشيكية الاصل التى هاجرت الى الولايات المتحدة بعد الاحتلال النازى لبلادها حيث تولت خلال الفترة ١٩٩٣ وحتى ٢٠٠¹ منصب المندوب الدائم لبلادها لدى الامم المتحدة ثم وزيرة للخارجية الأمريكية فى ادارة كلينتون الديمقراطية قبل ان يغمض الحمام جفونها ويدوى صوت مصرعها في المدينة اليوم عن ٨٤ عاما…
مثل السيدات السابقات وربما بصورة اكبر وأكثر عنفا قادت مادلين سياسة بلادها تجاه السودان …بل تركت مسيرة تلك العلاقات بصمات في نفسها دونتها فى كتابها The Mighty And The Almighty او ” الجبروت والجبار “….تقول مادلين انه عندما قدم لها خلال مقابلتها للرئيس البشير في الخرطوم ” مشروبا زهرى اللون فى قوام الشامبو ” (الكركدى) داهمها شعور قوى انه يود تسميمها بذلك المشروب وان ذلك الاحساس صاحبها حتى نهاية اللقاء….قالت انها فكرت كثيرا فى مسألة الدين سواء فى حرب ايرلندا او مايتصل بالقدس من امر للمقدسات او فى الحالة السودانية وانها تؤمن بدور الدين فى حياة المجتمعات ولكن بدون ان ان يكون الدين احد منغصات السياسة او خصما عليها….خرجت مادلين اولبرايت من مقابلتها مع جون قرنق عام ١٩٩٧ بنيروبى وهى تسجل رفضها للمبادرة المصرية الليبية مؤكدة فقط دعم الولايات المتحدة لمبادرة الايقاد….يممت وجهها كذلك صوب مشروع البترول السودانى فلعبت دورا فاعلا فى انسحاب تاليسمان الكندية ….على ان اهم فصول علاقات بلادها بالسودان التى تولتها فى تلك الفترة كانت مخطط تأليب الجيران ومشروع شد الاطراف….
.ترى ماذا ستدون السيدة مولى فيي المساعدة الحالية لوزير الخارجية الأمريكى للشؤون الافريقية عن السودان لاحقا ….