اسامة عبدالماجد
¤ برع وزير الخارجية علي الصادق – وارجو التفريق بينه واسرة الوزارة المغلوبة على امرها – برع في خداع الرأي العام وأبهامه ان (إيغاد) تآمرت على السودان.. فانصب الهجوم على المنظمة الكسيحة.. بينما الأخيرة واي منبر إقليمي او دولي يعتبر ساحة للنزال الدبلوماسي والسياسي.. تستخدم فيها كافة انواع الاسلحة المشروعة والمحرمة.. والذكي من يوظف المؤسسة لمصلحة بلاده.. مثلما قامت مشكورة بعثة السودان بنيويورك بقيادة السفير الحارث ادريس بجهود جبارة.. تكللت بانهاء مهمة (يونتامس) واجبار فولكر – احد المساهمين في اشعال الحرب – على حزم حقائبه.
¤ ظل الصادق يرافق الرئيس ونائبه في كل جولاتهما الخارجية، خاصة عند حضور قمم – وآخرها (إيغاد) بجيبوتي – دون اصطحاب لجان فنية من الوزارة ذات صلة بالملف.. غيب الصادق عن القمة، مدير إدارة المنظمات شبة الاقليمية بالوزارة (مسؤول ملف إيغاد) السفير ابوبكر الصديق.. والذي يعتمر طاقية اخرى (الناطق باسم الوزارة).. ويقيم بالقاهرة مما يعني سهولة حركته.
¤ يعمد الصادق على تغييب الوزاره في حله كذلك.. لا يوجد معه في بورتسودان أيا من المدراء العامين او مدراء الادارات.. فقط سفيرين من ابناء الثغر وربما لولا ذلك لما سمح لهما بالبقاء الى جواره.. علاوة على وزير مفوض يقوم بمهام التوثيق واداري – للمفارقة اصطحبه معه في رحلة خارجية.. بالمقابل فان الوزراء الذين تم توجيههم بمزاولة العمل من مدينة الثغر مثل وزير المالية د. جبريل ابراهيم.. استقدم معه كبار قيادات ومدراء الادارات بالوزارة، ووفق اوضاعهم.. سألت مسؤولا بالمالية لماذا لم ترتبوا احوال الخارجية.. اجاب ساخرا (ماطلبوا)..لأن على الصادق لايريد – وهذة من عندي – وقد نجح في زرع الالغام في طريق البرهان ونصب له الكمائن.. دون ان تحوم حوله الشكوك.
¤ وصل الصادق برفقة البرهان الى جيبوتي وسفارتنا هناك يقوم عليها شاب في بدايات السلم الدبلوماسي.. لأن السفيرة رحمة العبيد بلغت سن التقاعد ومنحت قبل نحو اسبوعين خطاب شكر من الوزارة.. ويتردد انها غادرت الى القاهرة.. لتضاف جيبوتي الى قائمة اكثر من ثلاثين محطة دون سفير في سابقة قد تعد الاولى من نوعها في العالم.
¤ كان بمقدور الصادق، (غير الصادق) ومنذ وقت مبكر ابتعاث سفير، ليكون قائما بالاعمال او فريق من خمسة سفراء – وما اكثرهم في القاهرة دون مهام – الى جيبوتي ليرتبوا جيدا للقمة، التي تتعلق بمصير السودان.. ويكونوا جزءا من سكرتارية القمة ولجنة صياغة البيان الختامي.. ويحرسوه ويتأكدوا من احتوائه انشغالات السودان وماورد في خطاب الرئيس.. وهذا من البديهيات في اعمال القمم والمؤتمرات لكن لم يحدث لأن على الصادق لايريد.
¤ دون ان يطرف جفن للوزير، الذي يلف الحبل حول رقبة البرهان.. ويشده بهدوء على نسق الحفر بـ (الإبرة).. عاد الى البلاد برفقة الرئيس وكشف ظهر السودان.. وصدر البيان الذي خرجت منه فقرات كالرصاص اخترقت صدر بلادنا.. ولكن واصل الصادق التموية وتضليل البرهان ووجه الخارجية باصدار بيان هاجمت فيه(إيغاد).. ومن السخف ان جاء فيه: (فور استلام مسودة البيان أبلغ السودان سكرتارية إيغاد أن لديه ملاحظات وتحفظات عليها).
¤ ان طريقة على الصادق وامثاله، المشبوهة ليست بجديدة.. في يونيو الماضي شارك نائب الرئيس مالك عقار في قمة (إيغاد) العادية الرابعة عشر بجيبوتي.. وعاد عقار الى البلاد قبل صدور البيان الختامي.. وفور ميلاده بدا الصراخ والاحتجاج على ماجاء فيه بشان السودان.. رغم وجود السفيرة رحمة وقتها.. لكنها مثل الوزير، وربما كانت تقف حلفه وتعينه على شد الحبل حول رقبة السودان والبرهان.
¤ قبل نحو اسبوعين شارك الصادق في اجتماعات الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض بمقره في باريس.. لم يصطحب معه مدير الادارة الاوربية السفير المتميز خالد موسى، على الرغم من اهمية فرنسا وتاثيرها المباشر على الامن السوداني من خلال احتضانها للمتمرد عبد الواحد نور وابتلاعها للجارة تشاد.. رغم الجهود المقدرة لسفير السودان الهمام لدى باريس د. خالد فرح.. لكن الوزير درج على التحرك بمعزل عن الوزارة مما يدعو للريبة.
¤ يؤدي علي الصادق دوره في كسر عظم الحكومة وتلطيخ سمعة السودان باتقان – لا يحسد عليه – .. يتفوق بذلك على المليشيا واعوانها من المتآمرين والرخيصين وحتى الجواسيس.
¤ ومهما يكن من امر.. لماذا يصمت الرئيس البرهان، والمشرف على وزارة الخارجية عضو السيادي شمس الدين كباشي على افعاله؟!.