الرأي الرواية الأولى / مجدي عبدالعزيز

كبرياء في (الفاضي) وشعب مطحون


∆ في اعتقادي أن سقوط مشروع سياسي بعد ثلاثين عاماً أو مشروع سياسي آخر بعد سنتين سيان، فإن جأر صاحب مشروع السنتين بالشكوى لعدم منحه الفرصة الكاملة ـ والفرصة الذهبية نفدت في الثانوي على الأساسي ـ فكذلك فعل صاحب الثلاثين في أن جل الوقت نفد في مجابهة حصاره ومحاولات النيل المستمرة منه .
∆ المهم أن أداة الإسقاط الحاسم في الحالتين هي واحدة، وتمثل الجسم الوطني الأكثر صلابة، بل الوحيد الأكثر تنظيماً وانضباطاً وقوميةً؛ مما يؤهله بأن يكون الضامن الأكبر ـ اتفق من اتفق أو اختلف من اختلف ـ وكبرى الدلائل على ذلك هو التوجه إلى (محيطه) في السادس من أبريل 2019 لطلب التغيير ، ثم التوافق معه آواخر نفس العام لمنح السلطة دون آخرين وحمايتها.. وكان نعم المستجيبين في الحالتين .
• ولأن الطبيعي بعد أن جرت مياه كثيرة تحت الجسر، وبعد حشد الحيثيات والحيثيات المضادة، وبعد تجريب حتى المواجهات، أن تكون الأداة لحل الأزمات هي الحوار والتفاهمات والتوافق على إتمام النصف الثاني من الفترة الانتقالية كي تقود إلى تمكين الشعب من ممارسة حقه في ترتيب (الحياة القادمة) ..
∆ طبيعي أن تواجه أي عملية سياسية أو حوارية بين أطراف بعقبات وتعقيدات، ودوماً يكون التحدي في إزالة هذه العقبات وتلك التعقيدات، لكن في حالتنا الراهنة تمثلت العقبات بالدرجة الأولى في التدخل الخارجي غير الحميد، حيث بنيت خطوط تواصل بين جهات خارجية متعددة وأخرى داخلية ــ كلٌّ على حده ـ وعلى مناهج تمثل مصلحة من هو بالخارج قبل مصلحة من هو بالداخل، ولا يستطيع من بالداخل حسم مواقفه التفاوضية، إلا وفق منهج من هو بالخارج أو توافق الخارجيين على تسويات واقتسام المصالح .
∆ أمَّا التعقيدات رغم كونها تعقيدات داخلية فتظل أخف وطأة عن العقبات الخارجية، ويتمثل ذلك في كثرة الرؤى واحتدامها، لكن تطور ذلك إيجاباً إلى مرحلة تقديم المبادرات، التي وصلت الآن إلى قرابة الأربعين مبادرة من قوى وكيانات وطنية ..
∆ حدثني من أثق في إخلاصه وصدقه ووطنيته من المنشغلين بتقريب وجهات النظر وتجميع المبادرات الوطنية أن نسبة التوافق بين هذه المبادرات في محاورها ونقاط طرحها قد تصل الى 90٪؜ ، والبحث جارٍ لتهيئة الأجواء وتأسيس منابر التفاهمات لاعتماد ما هو متوافق عليه، وإدارة الحوار فيما هو مختلف عليه .
∆ من المؤكد أن غالبية مكونات هذه الأمة السودانية تبحث عن حل رغم المعوقات وما برز من تعقيدات، ،، وإشارات عديدة تقول بإمكانية حدوث (توافق أغلبية)، فتوافق الجميع يكاد يكون مستحيلاً، والاتفاق على بناء الهياكل والمؤسسات واختيار رئيس للوزراء وارد بدرجة كبيرة.
∆ يبدو أن تفاهمات بعض القوى المدنية ـ من صاحبات اللاءات السابقة ـ مع المكون العسكري، فبالإضافة إلى المعوقات والتعقيدات يتملك طرفيها كبرياءٌ متصاعد يحول بينهما للوصول إلى ما يعرف باتفاق الحد الأدنى، فالرسالة إلى الطرفين وبنفس مقياس القوة والتساوى: كبرياء يحول دون التوافق الوطني في هذه المرحلة الحساسة من عمر الوطن والفترة الانتقالية، يظل كبرياء في الفاضي والشعب مطحون ،، وإلى الملتقى …

اترك رد

error: Content is protected !!