(1)
الملخص الصحفي للقاءات الآلية الثلاثية يكتب بعناية ، دقة وكلمات محسوبة المعني والمقصد ، ومن خلال لقاء الآلية بالفريق اول عبدالفتاح البرهان (الثلاثاء 11 أكتوبر) ،ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (الاثنين 10 أكتوبر)نكتشف مبدئيا الشواهد التالية:
- لقاء البرهان تناول الحديث التطور المتسارعة في الساحة السياسية وآفاق الحلول ، بينما في لقاء حميدتي (بحث التطورات بما يشمل الحراك الذي تقوده اللجنة التسييرية لنقابة المحامين).. فهنا نقطة إنطلاق بين الآلية وحميدتي قاعدتها مشروع الدستور..
- بعد لقاء حميدتي دعا الناطق باسم الآلية السفير محمد عليش السودانيين للانخراط في العملية السياسية مشيرا ( إلي الإقتراب من الوصول إلي تسوية سياسية مرضية للجميع)، بينما علق علي لقاء البرهان (بان الإجتماع أتسم بروح الصراحة لاستعجال تسوية سياسية تكون من هندسة السودانيين اصحاب المصلحة علي اساس اوسع توافق ممكن الخ) ..وهنا أكثر من ملاحظة ، فبينما الأمر محل نقاش واسع في لقاء البرهان ،فإنه هناك تسوية قريبة في لقاء حميدتي ، وبينما الدعوة مفتوحة في لقاء البرهان للسودانيين فإنها اقتربت من نتائج مرضية في لقاء حميدتي..
إذن ماذا أرادت الآلية الثلاثية ان تقول من خلال الملخص: ان هناك تباين مواقف ؟
ودعونا نقرأ من زاوية أخرى: هل يتبادل البرهان وحميدتي الادوار ؟ لماذا أصبحت لقاءاتهما علي إنفراد وهم يمثلان المكون العسكري ؟..
هذا مصير وطن تتقاذفه المحن والأزمات ، لا يمكن أن يكون حقل ممارسة المناورات السياسية والمواطن تطحنه الضائقة المعيشية ويرهقه الإنفلات الأمني والإضطراب الإجتماعي..
(2)
الإسبوع الماضي نشر إعلام الدعم السريع بيانا بإسم الفريق أول محمد حمدان دقلو ينفي فيه اي خلاف مع البرهان ، وهذه اقوال مقبولة ، فهل أتسقت مع الافعال: - ألم يرحب البرهان بمبادرة الشيخ الطيب الجد ومبادرة الشيخ الجعلي ، بينما تحفظ حميدتي (عايزين نعرف وراءها منو ؟) بينما رحب بمشروع دستور تسييرية المحامين دون أن يقرأه..
- ألم يكتب بيانا بعد أكثر من إسبوع من إعلان البرهان انسحاب الجيش من العملية السياسية ؟ ..
فهل هذه الإشارات مقصودة بين الرجلين أم أنه تباين مواقف ، بما فيها تصريح ناظر الرزيقات (إستهداف حميدتي خط أحمر)..
(3)
في ظل ظرف سياسي دقيق ، فإن من المهم تمتع ببصيرة وبعد نظر ، للحفاظ علي الوطن وأهله ، وأول ذلك تجنب الشقاق والخلاف ، ليس من خلال تصريحات وأقوال وإنما موقف موحد في محتوي الاقوال والافعال ، ثم ثانيا هناك تربص إقليمي ودوائر خبيثة وأجندة قادرة علي بث السموم بما يحقق أجندتها الهادفة لتفتيت السودان (طوبة طوبة) ، وثالثا: إن القوي السياسية ومهما بدأ من تفرقها وضعفها ذات باع في الألاعيب الماكرة وإدارة المعارك الخفية بما يفوق خبرة العسكر والركون لها نتائجه وخيمة..فأجعلوا الوطن والمواطن نصب أعينكم والسلام..