الرأي

فى تذكر المرحوم دكتور حسين محمد عثمان رئيس المجلس الاعلى للجالية السودانية بمصر

بقلم السفير عبد المحمود عبد الحليم

…على ابى حسام فلتنتحب النائحات…. وكذا فليجل الخطب وليفدح الامر فليس لعين لم يفض ماؤها عذر ….توارى حاج حسين كالاقمار خلف السحب ، واحتجب مثل ملوك النيل العظماء وراء غيوم حزن اسطورى ، فمنح رحيله للضفة الاخرى اقامة دائمة للحزن فى دواخل مواطنيه ومعارفه واحبابه وعارفى فضله …ذهب ولم نكمل بعد احاديثه ومسامراته الندية.. وغادرنا ولايزال صدى ضحكته يرن فى الاصداء ، ولايزال ماثلا توهج وجهه الصبوح بقسماته التى انضجها الزمان تجربة وخبرة وعلما فتعطيك وانت تحادثه امانا وحميمية وتمنح خاطرك وقلبك كلمة السر وعلامة المرور الكاملة لورقة الاجابة…ومثل بحار قديم اضناه الابحار وانواء التسفار لوصال الاحبة والسمار ترجل حاج حسين لضفة النهر الأخرى لكنه يبقى بيننا عاليا كفنارات السفن بسيرته الملهمة وصحائفه المضيئات…

بكاه النيل والتاعت لفقده قرى المنحنى وبكته مصر التى منحها أنضر سنوات عمره بدمع هتون…كان دكتور حسين محمد عثمان رئيس المجلس الاعلى للجالية السودانية بجمهورية مصر العربية الشقيقة الذى رزئنا بفقده نموذجا وسفيرا متوجا لانسان وادى النيل بآماله وطموحاته وانهماكاته وهمومه فكان فقده فادحا ليس فقط للوجود السودانى وانما لمصر التى فجعت مجتمعاتها برحيله …حدثنى الناس عنه وانا اهم بالمغادرة للقاهرة سفيرا للسودان بمصر مجمعين ان بها رمزا سودانيا لايظلم عنده احد..فاعطانا طوال سنوات تعاملنا معه اكثر مماتوقعنا فضلا وكرما وايثارا وحكمة ونبلا ، وهو السودانى ابن البلد الاصيل ، والموظف الدولى الرفيع بمنظمة العمل العربية ، والرئيس الحالى ولعدة سنوات مضت للمجلس الأعلى للجالية السودانية بجمهورية مصر العربية الشقيقة ، وهو الصديق الحبيب والاب والاخ الاكبر لابناء وبنات جاليتنا السودانية التى تسد عين الشمس باطيافها وتجلياتها ، بروحه التوافقية وبمنسوب الحب والاحترام الذى يكنه للجميع…كان منزله سودانا مصغرا…ان كنت تبحث عن احد فعليك بالتوجه لمقر سكن حاج حسين واسرته..وان اهتاجك الشوق لاخبار الوطن وأشجانه فدونك بيته الذى ماانقطعت عنه ابدا زيارات الضيوف واجتماعات الوجود السودانى فيه ، أما المناسبات السودانية فلا تكتمل وتزدان الا بوجوده… نعزى انفسنا ..ونشاطر اسرته المكلومة وحرمه دكتورة ست البنات ، التى كانت خير سند للراحل المقيم في هموم العمل العام ، وجع الرحيل ، سائلين الله ان يغدق عليهم فيوض الصبر والسلوان….

بفقد حاج حسين يفقد السودان فى موسم أحزانه الممتدة رمزا ورائدا لم يكذب اهله وايقونة نادرة وتفقد الجالية قائدا فذا لطالما جاهد لترقية اوضاعها وحل مشكلاتها …ان الفقد فاجع والمصاب جلل ولعل جاليتنا احوج ماتكون وقد ارتحل حبيبنا لدار الخلود ان تظل وفية لارثه ازاء تحديات فقده الجسام باستدعاء واستصحاب روحه التوافقية والعض على ذلك بالنواجز…اللهم بعينك التى لاتنام وعزك الذى لايضام افسح له فى قبره مد بصره واجعل قبره نورا وضياء وادخله فراديسا عرضها السموات والأرض…اللهم ارحم حاج حسين واحسن قبوله واغفر زلاتنا فلانقول الا مايرضيك…تباركت ربنا وتعاليت…

اترك رد

error: Content is protected !!