✍️ عثمان جلال
(1)
ذات الشخصية السودانية التي تدمر وتخرب في موارد الدولة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية بيد ولسان، وذات الشخصية السودانية التي تمارس الاستبداد والعقلية الطائفية واحتكار القيادة داخل الأحزاب السياسية وتبذ كل مشاريع التحديث والدمقرطة والتجديد، وذات الشخصية السودانية التي تمارس الوصاية والاحتكار على مشروع الثورة السودانية وتختزله بعقلية الدجاجة الصغيرة الحمراء في محاصصات ومغانم، وذات الشخصية السودانية التي لم تنظم مؤتمرا عاما تنشيطيا استعدادا للانتخابات القادمة، وتطرح فيه فكرا وبرنامجا جاذبا وملهما لاستقطاب شباب الثورة السودانية وتحويل طاقاته الدائرية إلى طاقات إيجابية ومنتجة تصب في مشروع البناء الوطني الديمقراطي، وذات الشخصية السودانية التي تغض الطرف عن تشكيل المنظومة العدلية، والتشريعية والدستورية ومفوضيات الحكم الانتقالي، وتغض الطرف عن التنكيل والتشريد والفصل للكفاءات الوطنية المهنية، والسجن الاحترازي الطويل دون تقديم لمحاكمات عادلة.
(2)
وثالثة الاثافي ذات هذه الشخصية السودانية التي تعاني من الانفصام تغني وتتبتل في محراب الحرية والديمقراطية والدولة المدنية بلسان زرب فصيح وطلق مبين.
(3)
انها حالة القناع والوجه والفصام النكد التي مازت الشخصية السودانية.
(4)
في علم الإدارة فإن المدخلات والعمليات المنطقية والواقعية تؤدي إلى نتائج واقعية ومنطقية وعقلانية، ولذلك فإن مدخلات وعمليات ما يسمى بالثورة السودانية تجافي الواقعية والمنطقية وبالتالي فإن نتائجها ستكون بذات انحرافات المدخلات والعمليات اي لا حرية ولا سلام ولا عدالة ولا ديمقراطية. وهنا يكمن الفرق بين الثورة والهوجة
(5)
ازمتنا تكمن في ثقافة مجتمعية بطركية متجذرة تعلي من مصالح الأنا على مصالح المجتمع والمصلحة العامة. والقيم الوطنية العليا
(6)
في بنية هذه العلل الثقافية الكامنة والعميقة ينبغي أن تعمل (بضم التاء) الثورة مبضعها وحفرياتها للإصلاح والتغيير الصبور والبطيء والطويل الذي يبدأ من البيت والروضة والمدارس والجامعات والأندية ومؤسسات المجتمع المدني والاهلي والطرق الصوفية والأحزاب السياسية وذلك لبناء ثقافة جديدة وسلوك اجتماعي جديد ومنظومات احزاب سياسية ومجتمعية جديدة، وقيادات جديدة تجعل السودان وموارده وتنميته ونهضته وهويته ومشروعه الوطني الديمقراطي المستدام الأصل والثابت الذي يعلو ولا يعلى عليه. ولذلك فان مشروع الثورة السودانية في حاجة الى ثورة ثقافية تلازم الثورة السياسية، وثورة وعي يتصدى لها المثقفون والمفكرون، إلا فإن ما يسمى بثورة ديسمبر 2018 ستنتهي لذات النتائج التي انتهت إليها هبات وانتفاضات عام 1964،و 1985 محض تخرصات وشجون وذكريات وتيه مونولوج.