رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

عام 2022م هل كان بشارة للعام 2023م؟


د.ابراهيم الصديق علي
(1)
ترسخت عندي قناعة ان 2022م عام بشارة للعام 2023م في كثير من تفاصيله ، وذلك علي المستوي العالمي والمحلي ، فقد تبدت ملامح الإنتقال داخليا في عدة نقاط:

  • تحررت الإنسانية من فيروس كورونا ، من خلال اللقاحات ، ومن خلال القدرة علي التعامل ، ومن البروتكولات العلاجية ، زال ذلك الخوف والهاجس وحالة الجمود في كل شىء ، عاد التواصل بين الأمم وتحركت المصانع والمؤسسات من جديد.. عادت الحياة..
  • يسر الله لأهل السودان أمطار خير وبركة ، و غرقت مناطق وداهمت السيول مساكن ، ولكنها أخرجت البلاد – بلطف الله – من دائرة المجاعة ، فقد كانت تقارير أممية تشير إلي أن (13 مليون مواطن سوداني سيواجهون خطر الجوع في سبتمبر 2022م) ، ومع غياب الحكومة وغياب المؤسسات وغلاء أسعار الوقود ، فإن العام 2022م ، شهد موسما زراعيا طيبا ومراعي للثروة الحيوانية..
  • في هذا العام ، تخرج لأول مرة طلاب من الجامعات السودانية ، بعد سنوات توقف الدراسة وتراكم الفصول الدراسية ، دبت الحياة في الجامعات السودانية ، ورنت الأجراس في المدارس..
  • فشل مخطط القوى الأجنبية في التحكم في المشهد السياسي السوداني ، ومع كثرة المناورات والتكتلات فإن العام أنتهي بخيبة كبيرة لهم ، صحيح لم تحقق أمنيات أهل السودان بالإستقرار ، ولكن ما زالت قوى فاعلة صامدة وأكثر وضوحا في خياراتها وطرحها..
  • وحتي الجنوح السياسي أقل حدة مما سبق ، لم تعد عبارات (ستصرخون) وعنجهية (وحدنا من يتظاهر) وعبثية (معليش ما عندنا جيش قائمة) ، دون ان تختفي بعض ظواهر النرجسية السياسية (المتوحشة) والمسماة ما عدا الموتمر الوطنى و إغراق العملية السياسية..
  • تعززت فاعلية نداء السودان ، والتيارات الوطنية ، والكتل الديمقراطية وشركاء السلام ، ومواكب الكرامة والغضب والمظاهر الاحتجاجية ، لم يعد المشهد السياسي يسير في إتجاه واحد ، هناك حسابات معقدة ، ومن ظن إن دخول توقيع الشعبي وجماعة السنة المحمدية ضمن قوى الإتفاق الإطاري أمر سالب كله فهو مخطىء ، صحيح أنهم زادوا من هالة الموقعين ولكنهم يكونوا خصما علي قضايا وطنهم ودينهم..أو علي الأقل هذا الظن فيهم..
  • هذا عام ، أكرمنا الله فيه ، بذهاب حكومة قحت وكفاءاتها أمثال مدني عباس و مفرح وآخرين..
  • أثبت القضاء أنه أحد دعائم التماسك الوطنى ، إستمر في رد الحقوق ، رغم تدخلات السلطة السياسية ، وحافظ علي إستقلال القضاء والعدالة.. وهو أمر لم تفلح فيه النيابة العامة بذات القدر للأسف..
    جملة القول أن المشهد العام بكلياته افضل من أعوام 2019م و 2020 و2021م ، فقد أدي إستقرار سعر الصرف لإستقرار الأسعار في الاسواق ومع نجاح الموسم الزراعي ووفرة الانتاج ، ادي لتراجع التضخم ، دون ان ننسي خطورة الركود وخاصة في المدن..
    (2)
    عالميا ، فإن الحرب في أوكرانيا قللت من إهتمامات القوي الدولية بدول العالم الثالث ، وتراجعت الضغوط والتركيز الاعلامي ، وحتي أحداث ما جري في اثيوبيا لم تلق صدي في منابر دولية ، وتناقص الاهتمام والدعم ، ولعل ذلك ما عجل بالتوافق ، فكلما تراجعت التقاطعات الدولية أنحسرت الحروب والنزاعات..
    ثم إن نهاية هذا العام تؤذن بتشكل جديد أكثر فاعلية في الساحة الدولية ، واقصد هنا روسيا والصين ، وخاصة فيما يلي فاعلية العقوبات الاقتصادية ، ومصالح الطاقة والمسارات الدولية.. هناك تحول فعلي وليس مجرد تخيلات ، الغرب عازم علي تركيع روسيا ، وأخطات الولايات المتحدة الأمريكية من خلال ضغوطها علي الصين ، بخصوص تايوان وتحديدا..
    وتشكيل أكثر الحكومات يمينية في تاريخ دولة الاحتلال الاسرائيلي ، محطة لكشف الوجه الحقيقي لهذا الكيان ، وللتعامل معه ليس كدولة ديمقراطية كما يروج الغرب ، بل مشروع سياسي متطرف في كثير من جوانبه..
    وحدث ترفيهي مهم ، أكتسب قيمة سياسية وثقافية ، وهو نجاح تنظيم كأس العالم في قطر ، والحديث عنه يطول.. وهو بداية لصفحة جديدة ودافعية للعالم الثالث التصميم علي إنتزاع مكانته.. لم تعد الاحداث الكبرى رهينة الدول الكبري..
    وقعت أحداث كبري مؤلمة في العام 2022م وكانت بمثابة ناقوس خطر للعالم ، وشكلت بشارة وإنطلاق وتحولات في تاريخ الإنسانية..

اترك رد

error: Content is protected !!