إستنارة / العبيد أحمد مروح

عالَم عبد الله حمدنا الله الجميل !!

العبيد احمد مروح
العبيد أحمد مروح

 

 

 
تشرفتُ، يوم الأحد الماضي، بمشاركة نخبة من أهل العلم والثقافة والأدب والإعلام، فى حفل تأبين فقيد هذه المجالات مجتمعة، الأستاذ الدكتور عبد الله حمدنا الله، والذي استضافته جامعة أفريقيا العالمية ونظمته بالشراكة مع جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي التي ترعاها الشركة السودانية للهاتف السيار (زين). والتي كان الراحل عضواً في مجلس أمنائها لعشر سنوات.

 ما حفزني أكثر للحضور والمشاركة، كون برنامج الإحتفال كان يتضمن ورقة عن مساهمة الفقيد الراحل في توثيق تاريخ الصحافة السودانية، وهي تجربة امتدت خلال الفترة بين عامي ٢٠٠٦ و ٢٠١٤ وكان لي شرف المشاركة في الجزء الثاني منها بعد أن كُلفت بأن أكون أميناً عاماً للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية خلفاً للراحل الدكتور هاشم الجاز في أواخر العام ٢٠٠٩م.

  جملة من الأوراق تمّ تقديمها خلال يوم كامل متعدد الفقرات ومتنوع الاهتمامات، لم نشعر فيه بالملل، فبرغم أن الراحل كان قريباً من الجميع، بمختلف اهتماماتهم فقد بدا وكأننا نتعرف على جوانب من شخصيته لأول مرة، فهو من جهة يمثل الأكاديمي الصارم وفي نفس الوقت الإداري الناجح، ثم هو الباحث المُنقب في التاريخ الاجتماعي وفي التراث، وهو المُوثق والمتتبع لنشأة وتطور الصحافة السودانية إلى الدرجة التي قدّم اكتشافاً جديداً  مؤداه أن تاريخ صدور أول صحيفة سودانية لم يكن في العام ١٩٠٣ كما هو شائع، وإنما في العام ١٨٩٨ في مصر!!

  شارك في تقديم الأوراق عن جوانب من مساهمات الراحل في  المجال الأكاديمي والبحثي والصحفي وغيرها، وفي نقاشها وإدارة جلساتها نفرٌ كريم من أهل العلم والخبرة أمثال الدكتور عبد اللطيف البوني والدكتور الإمام عمر الإمام والدكتور عبد العظيم عوض، والأساتذة عالم عباس ومحمد الشيخ حسين ومجذوب عيدروس وغسان علي عثمان والسر السيد، والدكتور آدم يوسف أحد تلامذة الفقيد من دولة شاد الجارة، وشارك أيضاً السفيران الأديبان خالد موسى وخالد فتح الرحمن، ومن خلال الفيلم الوثائقي عن حياة الراحل ومساهماته الفكرية والأدبية أدلى آخرون بشهادتهم في حقه كان أبرزهم البروفيسور علي شمو والأستاذ كمال الجزولي والدكتور عبد اللطيف سعيد و الدكتور إدريس سالم الحسن  والأستاذة أروى الربيع.

      لقد شكلت هذه القائمة من الأعلام لوحة متكاملة رسمت صورة بهية للراحل وأبانت إلى أي مدى يمكن للثقافة والأدب أن تجمعا تنوع المدارس الفكرية في السودان وأن تجعلانا نحس أن ما يجمعنا كسودانيين أكثر بكثير جداً مما يفرقنا، فنحن نطرب لمحمد وردي ومحمد الأمين ومحمد ميرغني ولمحمود عبد العزيز ونادر خضر وجمال فرفور وهدى عربي وميادة قمر الدين، ونحن نفخر بالطيب صالح وبعبد الله حمدنا الله ونحس بأننا جزء أصيل من عالمهما الجميل  مثلما نفخر بسودانيتنا ويلهج لساننا بالشكر لشركة زين التي أعادت إلى أهل الثقافة والأدب والإعلام يومذاك عالمهم الجميل الذي كاد أهل السياسة أن يختطفوه .  

اترك رد

error: Content is protected !!