اسامة عبدالماجد
¤ في خضم الانشغال بتمرد مليشيا اولاد دقلو واشتعال النيران في الخرطوم ودارفور وتوترات في بعض الولايات.. وسط الدخان والركام حدث تمرد من نوع آخر… لكن بصورة ناعمة وتم التستر عليه بغطاء سياسي.. تلك هي خطوة سليمان صندل حقار وثلاثة من رفاقه من قادة حركة العدل والمساواة.. بدات الخطوة في ظاهرها كصراع سياسي داخل الحركة اعقبه مؤتمر عام (مكلفت) لم يقام فيما يعرف يالاراضي المحررة وانما في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا وذلك نهاية اغسطس الماضي.. توج المؤتمر بتسمية صندل رئيسا خلفا للحركة هكذا زعموا.
¤ اصل الحكاية مريب، بدأت باتهام صندل واخرين بالاجتماع بقائد ثاني المليشيا الارهابية عبد الرحيم دقلو في تشاد.. فشلوا في اقناع قيادة الحركة بعكس ذلك.. تم فصلهم من الحركة، بعدها اتهموا رئيس الحركة بمخالفة موقف الحركة المحايد والانحياز إلى الجيش.. قالوها صراحة.. على لسان واحد من المجموعة المنشقة – جبريل بلال – في تصريحات صحفية قال ( إن هذه الفترة شهدت حدوث العديد من الإشكالات، بانفراد رئيس الحركة بالقرار السياسي، و مخالفته موقف الحركة المحايد في الحرب بين الجيش والدعم السريع، والوقوف على مسافة واحدة بين الطرفين، إلا أنه انحاز بشكل واضح لجانب الجيش).
¤ انكشف ميولهم الى المليشيا المتمردة.. ماحدث من جانبهم انحياز صريح، للمليشيا من خلال عدم ادانة جرائمها.. سئل صندل حول موقفهم من الحرب قال (نحن ضد الحرب وموقفنا الآن موقف حيادي).. ورفض صندل الاتهامات التي توجه لهم بالانحياز إلى المليشيا، قائلا ” لقد حدث استقطاب سياسي حاد في السودان، فصار كل من يقول لا للحرب مواليا للدعم السريع” واصفا ذلك بالتصنيف الباطل.
¤ ان خطوة سليمان تمرد ليس على العدل والمساواة وانما على القوات المسلحة.. وكذلك خروج عن اتفاق سلام جوبا.. رغم اعلان تمسكهم بالاتفاق.. الانشقاق في الحركات امرا اعتياديا خاصة وسط حركات دارفور.. لكن توقيت خروج سليمان صندل الذي حاول تغطيته بعقد مؤتمر عام وايهام الرأي العام انه رئيسا شرعيا للعدل والمساواة لن ينطلي على احد.
¤ تحركات سليمان قبل انفجار الاوضاع كان مشبوها.. لم يستطيع تقديم الأسباب التي حالت دون الإفصاح عن لقاء عقد مع المتمرد عبد الرحيم دقلو.. رفضوا التجاوب مع اللجنة، التي استغرقت حوالي شهر كامل لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء سفرهم لتشاد. كما ان سليمان ورفاقه ادانوا تأييد ودعم الحركة لاجراءات 25 اكتوبر.. والسؤال لماذا صمتت هذه المجموعة كل هذه الفترة منذ 25 أكتوبر قبل عامين حتى الآن، وما الذي استجد؟.
¤ ظللت اتابع سلوك وتصريحات صندل وجماعته منذ اغسطس الماضي.. اسس جسما جديدا له ذراع عسكري – هكذا هيكل الحركة -.. وهذا يعني ان تمردا مسلحا سينطلق قريبا.. وقرائن الاحوال تقول ان سليمان ليس بعيد من المليشيا.. واعلان تمردهم المسلح سيكون قريبا بعد تمردهم سياسيا.. والخطوة شبيهة بتمرد عبد العزيز الحلو في 2010 ومن بعده تمرد مالك عقار..
¤ في تقديري يجب ان تتعامل الحكومة والقوات المسلحة بجدية مع ملف سليمان صندل.. وان لا تستسهل الامر.. لا سيما وان سليمان ضابط سابق – طبعا بنفخ نفسه ويعرفها بالفريق – ورئيس لجنة الترتيبات الامنية مسار دارفور.. علي الحكومة ان تستفسر اثيوبيا عن وضع وجود سليمان على اراضيها وماذا يفعل.. وان يستفسره الجيش عن موقفه من اتفاق جوبا.. وهل سيتم التعامل معه بشكل منفصل كما تعاملت الانقاذ مع د. بحر ابوقردة عندما انفصل من تحالف اتفاق الدوحة بقيادة د. التجاني سيسي.. بمعنى هل ستقلل الحكومة حصة حركة العدل لمصلحة صندل وجماعته؟.
¤ في الحوار الذي اجرى معه حول ايام ماقبل الحرب قال مناوي ان قائد الجيش البرهان قال لهم ان حميدتي ضاعف قواته ولا يزال يحشد المزيد، ولا نرى ما يمنع هذا التمادي إلا القصدير – أي الرصاص -..
¤ واعتقد ان سليمان يستحق التعامل معه هكذا الى ان يثبت العكس.