✍️ محمد شريف ابو داؤود
قال الله تعالى :
ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ (صدق الله العظيم )
ان فضيله العفو عند المقدره وكظم الغيظ خصلة لاتتاتى الا الى ذوى العزم من الرجال ولعمرى انها فضيله تشيع التسامح والتصالح والالفه وتدعو الى نبذ العداوة والشحناء والبغضاء بين الناس وما احوجنا لذلك.
يقول الامام الشافعى :
عفوت ولم احقد على احد
ارحت نفسى من هم العداوات
انى احيئ عدوى عند رؤيته
لادفع الشر عنى بالتحيات
ويقول بن نباته :
الا ان خير العفو عفو معجل
وشر العقاب ما يجازى به القدر
ويقول ابن رشيق القيروانى :
خذ العفو وائب الضيم واجتنب الاذى
واعفى تسد وارفق تنل واسخ تحمد
وقد كان الاحنف ابن قيس من احلم العرب وذكره ابوتمام فيمن ذكر حينما قال :
فى اقدام عمرو فى سماحة حاتم فى حلم احنف فى ذكاء اياس
قيل له : (ممن تعلمت الحلم؟ قال : من قيس بن عاصم المنقرى وهو صحابى جليل رضى الله عنه، رايته قاعدا بفناء داره محتبيا بحمائل سيفه، يحدث قومه، حتى اتى برجل مكتوف ورجل مقتول، قيل له، هذا ابن اخيك قتل ابنك. فوالله ما حل حبوته ولا قطع كلامه، ثم التفت الى ابن اخيه وقال له : يا ابن اخى، اثمت بربك، ورميت نفسك بسهمك، وقتلت ابن عمك. ثم قال لابن له اخر : قم يابنى فوار اخاك، وحل كتاف ابن عمك، وسق الى امه مائه ناقه ديه ابنها فانها غريب )
وبالامس القريب ضرب لنا احد اعيان قبيله البطاحين العريقه ورمز من رموزها بل وشرق النيل قاطبه الشيخ عبد الله بلال مثلا شرودا فى الحلم والتسامح لايقل عن حلم قيس بن عاصم حين عفا عن قاتل ابنه الشاب، وفى سابقه فريده من نوعها وقبل ان تجف دموعه على ابنه وفلذه كبده سعى بنفسه للقاتل فى محبسه بعد ان اعد وليمه كبيره دعى لها عناصر المخفر من الشرطه ونزلائه من الموقوفين وجلس مع غريمه فى مائده واحده وشاركه الطعام وعفا عنه لوجه الله تعالى بالله عليكم من يستطيع ان يفعل مافعله هذا الرجل العظيم الذى اضاف الى مناقبه التى لاتعد ولا تحصى منقبه ستسجل له بمداد من ذهب، فالرجل عرف بشهامته ونبل خصاله وسعيه بين الناس بالاصلاح وبكرمه الفياض حتى اشتهر بين الناس ب(سيد الكسره)، بجانب اعماره لبيوت الله وانشائه الخلاوى لتحفيظ القران للطلاب من كل اصقاع السودان وعلى نفقته الخاصه، وشيخنا عمل بمدا لان اندم على العفو خير من ان اندم على العقوبه . وفى العفو لذه لاتجدها فى الانتقام.
قال الشاعر المتنبئ
على قدر اهل العزم تاتى العزائم
وتاتى على قدر الكرام المكارم
ويعظم فى عين الصغير صغارها
ويصغر فى عين العظيم العظائم
ونحن كمجتمع امن ومتسامح نؤكد على سيادة القانون ل
لنجنبه الانزلاق فى دائره العنف والعنف المضاد ومثل هذه الاحداث المفجعه، الا اننا نقول ان ما قام به الشبخ عبد الله بلال عمل عظيم نحن فى امس الحاجه اليه فاشاعه فضيله العفو والتسامح قطعا سيقوى من روابط الالفه والترابط بيننا كمجتمع عرف بالتسامح ويبعد عنا شبح الضغائن والثارات، رحم الله الفقيد رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك والهم اله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.