الرواية الأولى

نروي لتعرف

الأخبار السودانيون هناك

سفير السودان في باكو يوضح للإعلام الأذربيجاني والدولى أبعاد مجازر الفاشر والدعم الدولي لمليشيا دقلو الإرهابية


متابعات الرواية الاولى : باكو، 01/11/2025م
نظّمت سفارة جمهورية السودان في باكو مؤتمراً صحفياً تناول تطورات الأوضاع في السودان، حيث قدّم السفير أنس الطيب الجيلاني، سفير السودان لدى جمهورية أذربيجان، عرضاً شاملاً للأوضاع الإنسانية المأساوية التي تشهدها مدينة الفاشر وعدد من مناطق إقليم دارفور، في أعقاب الجرائم البشعة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع المتمردة بحق المدنيين العزّل، والتي وصفها بأنها تمثل “تطهيراً عرقياً وإبادةً جماعيةً مكتملة الأركان”.
وأوضح السفير أن مدينة الفاشر تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تتعرض التجمعات السكانية لانتهاكات جسيمة ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، تشمل القتل العشوائي والاستهداف على أساس الهوية والتهجير القسري واسع النطاق. وأكد أن ما يجري يمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يقف عاجزاً ومتقاعساً عن أداء مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه حماية المدنيين، مشيراً إلى أن ازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع الأزمات الإنسانية تقوّض الثقة في منظومة الأمن والسلم الدوليين، وتمنح منتهكي القانون الدولي مساحة أكبر للإفلات من العقاب.
وفي السياق نفسه، بيّن السفير الجيلاني أن المليشيا المتمردة فرضت حصاراً خانقاً على مدينة الفاشر استمر لما يقارب خمسمائة يوم، رغم صدور قرار مجلس الأمن رقم (2736) لعام 2024م الداعي إلى رفع الحصار فوراً، إلا أن غياب الإرادة الدولية مكّن المتمردين من الاستمرار في جرائمهم. كما أشار إلى أن بعض دول الجوار وقوى إقليمية قدّمت دعماً لوجستياً ومادياً للمليشيا الإرهابية، مؤكداً امتلاك الأجهزة الاستخباراتية السودانية أدلة دامغة على ذلك.
كما كشف خلال حديثه عن تقارير نشرتها صحف دولية مرموقة، من بينها الغارديان البريطانية ووول ستريت جورنال وواشنطن بوست الأمريكيتان، أثبتت حصول المليشيا الإرهابية على أسلحة أمريكية وبريطانية وقعت لاحقاً في أيدي القوات المسلحة السودانية. وأضاف أن هذا الدعم الخارجي أسهم في تمكين المليشيا من ارتكاب مجازر مروعة راح ضحيتها أكثر من ألفي شهيد وآلاف الجرحى، إلى جانب استهداف الكوادر الطبية والعاملين في المجال الإنساني وملاحقة الأسر والنساء والأطفال الهاربين من مناطق القتال وقتلهم بدم بارد، حيثُ أفادت تقارير رسمية بمقتل أكثر من 450 مريض بالمستشفي السعودي بالفاشر.
واختتم السفير حديثه في المؤتمر مشدداً على التزام القيادة السودانية باستعادة الفاشر وتطهير البلاد من المليشيا المتمردة. كما دعا مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى تصنيف مليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية ومحاكمة قادتها ومن يدعمهم، مؤكداً في الوقت نفسه تمسك الحكومة السودانية بالحل السياسي وبجهود تحقيق السلام الشامل رغم التحديات التي تفرضها المليشيا وداعموها الإقليميون وصمت المجتمع الدولي.
هذا وقد حضر المؤتمر الصحفي عدد من ممثلي وكالات الأنباء الأذربيجانية، إلى جانب مجموعة من الصحفيين والإعلاميين المحليين الذين تناولوا تصريحات السفير باهتمام واسع لما تضمنته من مواقف واضحة تجاه تطورات الأوضاع في السودان.

اترك رد

error: Content is protected !!