الأخبار

رئيسة الحزب الديمقراطي الليبرالي د.ميادة سوار الذهب في حوارها مع “اخبار اليوم” : عقلية السياسي السوداني محنطة قائمة علي التنميط

د. ميادة سوارالذهب – رئيسة الحزب الديمقراطي الليبرالي

هل العقلية السياسية متأخرة؟

اعتقد عقلية السياسي، السوداني محنطة قائمة على التنميط والمواقف السياسيه قائمة على (تابوا) المعتقدات
الان هنالك مشهدا مختلفا  وعلى القوي السياسية (تغير الأدوات والنظرة القديمة)، وهذا الراهن يلزمها التجديد فالشارع بات وعايا.

(كيف يحدث هذا التغير؟

يفترض، ان تكون القوي السياسية دوما في حالة تخلق
والعمل على  تطوير قدرتها  الحزبية باعادة انتاج نفسها وفق رؤي جديدة، تستجيب لطموحات واحلام الشعب السوداني، في ظل المتغيرات الكبيرة علي مستوي البنية الاجتماعية وبالتالي، طرائق التفكير السياسي الجماهيري، وماذا يريد الشعب السوداني من الاحزاب وكيف يريدها ان تكون، وهذا يتطلب من القوي السياسية بمختلف تبايناتها الايديلوجية والنظرية وتعدد ادوات عملها السياسي، ان تعمل علي مشروع التنمية السياسية داخلها، وذلك بمراجعة ايديلوجياتها واطرها النظرية، بما يمكنها من انتاج برامج عمل سياسي، اكثر ارتباطا بالواقع السوداني اخذا وعطاءا.

هل تعتقدين انك مختلفة في زوايا قرائتك للواقع والعمل السياسي؟

ليس لدي اسقاطات منفتحة على الآخر دخلت السياسة دون أحكام مسبقة دون اثقالا، وحمولات وافرازات قديمه
تقديراتي السياسيه تبنى على اساس تحقيق المصلحه الوطنيه العليا بعيدا عن صراع الأيديولوجيات .
واتطلع آن اكون قائدا ملهم يقف وراءه سياسي محنك وخطتي تستهدف التاريخ لا كرسي السلطة.

الا ترين ان هذا صعب مقارنة بوضع السلطة المتصارع والمتشاكس؟

يمكن أن يحدث حل ولكنه يتوقف على قراءة تفكير الشعب السوداني ، وما هي محفزات تفجير طاقاته وقيادتها تجاه مصالحه المشتركة باستراتيجية سياسية،  تؤسس لرؤية قائمة علي مفاهيم وواقع التنوع السوداني وتعدد ملامحه الصارخ ، ومن ثم تستطيع القوي السياسيه السودانية، والتي هي احد اوجه هذا التنوع، ان تضع ادوات عملها بمشاركة الجماهير وتفعيلها في شراكة،   تنبني علي التفكير الجماعي وليس النخبوي الصفوي، في كيفية بناء أجندة وطنية سياسية مرتكزة على التالي،التنمية الشاملة والمستدامة والعادلة.

مالنتيجة التي يمكن أن تحدث اذا نزلنا ذلك الي ارض الواقع؟

  • نظام الحكم الديمقراطي المستدام والقابل للتطور باستمرار و المحمي بالارادة الشعبية و الدستور، دولة المؤسسات، ترسيخ مبادئ الفصل بين السلطات، دولة العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية، مبادئ الشفافية والمحاسبية والحوكمة

(اذن ماهي العقبات والتحديات التي  تعترض هذا التحول الديمقراطي؟

هنالك عقبات
كثيرة تؤثر في سير المرحلة او تعترض التحول منها وجود خمسة جيوش في دولة واحدة يجب دمجها كلها في جيش وطني واحد  وتأهيلها وتدريبها على عقيدة قتالية موحدة حتى لا يحدث صدام بينها
اما التحديات فأعتقد ان هنالك تحديات محوريه تتمثل في
١.تحقيق السلام العادل واستحقاقات اتفاقيه سلام جوبا .
وتحقيق العدالة الانتقالية والانصاف
وتعزيز السيادة الوطنية بعيدا عن صراع المطامع الدوليه
واخيرا الإستجابة لمطلوبات التحول الديمقراطي

.
سؤال؟
النساء في بلادي وقود للثورات ورمزا للنضال ويمثلن أكبر نسبه مشاركة في العملية الانتخابية والأكثر عددا في هياكل الخدمة المدنية ..
على الرغم من كل هذا التاريخ الممتد لآلاف السنين الذي حكمت فيه المرأة السودانية اعرق الحضارات على مدى التاريخ .. الا انها لا زالت تواجه عقبات في الراهن السياسي المعاصر .. وبهذا
ان قضية تمكين المرأه سياسيا وتعزيز مشاركتها الفعالة في العمل السياسي ما زالت منقوصة بشكل ملحوظ ولم تحظى باهتمام كبير على أجندة الأحزاب السياسية
. ابتسار مشاركة المرأه في المعترك السياسي على اساس النوع كتمثيل شكلي
فيه اختزال لكفاءة وامكانيات القيادات النسائيه
وعدم اعتراف بالادوار المحورية التي قامت بها المرأه في مجال العمل العام على مر الحقب الوطنيه المتلاحقه
وضمنيا فيه عدم اعتراف بقدرة المرأه السياسيه للترقي للمناصب العليا على اساس الاستحقاق و الجداره
التحدي الذي يواجهها كنساء بمختلف توجهاتنا وخلفياتنا هو التمثيل المؤثر والفاعل والذي يسهم بشكل بناء في تطوير العملية السياسية
نطمح في بناء قيادات سياسيه نسويه تؤدي اداوار محوريه في المشهد السياسي
ويكن جزء من صنع القرار المهم والحيوي .

بماذا تسمين ماحدث انقلاب ام تصحيح مسار؟
انقلاب على( الطرف المدني الموقع على الوثيقه الدستوريه )
ولكن الانقلاب الحقيقي حدث قبل ٢٥من قبل القوي المدنية عندما تجاهلت اهمية تكوين المجلس التشريعي والبرلمان وتفعيل المحكمة الدستورية، وقبل ذلك اختراق الوثيقة الدستورية هو أيضا يعد انقلاب، وان القوي المدنية استلمت الثورة كاملة من هؤلاء الشباب الا ان ضعف وهشاشة المكون المدني حولها لنصف ثورة ومن هنا بدأالتدهور الي ان حدث الانهيار.

الثورة ومسؤليتها في تحديد مسارات المستقبل القادم للسودان؟

الثورة في حد ذاتها تمرحل وتجديد لحركة الكون ناهيك عن
انها في بلد واحد ولكن لايمكن أن نجني ثمارها الا باجسام قادرة
على انفاذ أهدافها الي ارض الواقع، مسؤوليتنا الوطنيه تحتم  علينا أن نساهم  بشكل إيجابي في قضايا  الوطن ونرفع درجة الوعي العام  وفقا لقناعاتنا  المستقلة، السياسة  لاتدا ر بالهتاف والشعارات   ولا بتحقيق  المكاسب على دماء الشهداء ولا بسلطان يعول على فوهة  المدافع  و البنادق،   نسير وفقا للاات ثلاث، لا للانقلابات العسكرية لا   للعنف والعنف المضاد. لا للتماجرة السياسية، باشلاء ودماء ابناءنا وشبابنا.

(من بوابة الخروج؟)

في البدء لابد من استقرار سياسي عبر دعم كل المكونات المجتمعية والسياسية للتحول الديمقراطي
هنالك اغلبيه صامته ترجلت  بعد الثورة، احتراما للا راده الوطنيه ولكن ما النتيجة  (اتفاق ثنائي معطوب وسلام لم يحقق أهدافه ولم يستطع أن يوفي استحقاقات) و(اتفاقيات  موقعه  على اشلاء مجزره انسانيه) و(حكومات متلاحقة نتج عنها شلل المؤسسات الدوله وانهيار اقتصادي).
ثلاث سنوات من  عمر  الانتقالية سادت فيها النعره القبليه والجهوية وخطاب الكراهية وتم فيها اختراق السيادة الوطنية.
(نحمل بين اكتافنا هموم البلد
والواجب الوطني يحتم علينا أن نتطلع بمسؤولياتنا تجاه الوطن بايجابيه
وسنقدم رؤيتنا كامله للشعب السوداني.)

لمن سينحاز التاريخ؟
التاريخ سيتجاوز جميع المكونات والكتل السياسيه وان اي اتفاق سياسي لايفتح حوار مباشر مع الشارع عديم الجدوى”
(رفض الشارع للحوار يبدي عدم ثقه في الاتفاق  السياسي المدني العسكري ارتكز على مرارات وخلفيات قديمه لم تلبي تطلعاته وشغفه الثوري)

ماهي مبادراتك ؟

(اعتزمت الفعل) بأن أكون دوما (اول) مبديء حسن النية في (الحل) بدواعى الوطنية.
و الاستغناء عن العباءه السياسية لرحاب الإجماع .
نحن نؤمن بالحوار كمنطق متقدم في حل أزمات الشعوب.
بعد ذلك شاركنا في الاجتماعات المغلقة واخرى المفتوحةوامتد الحوار استمعت فيه للشباب ملبيه رغبتهم في التعبير عن وطنيتهم و تفهمت شعورهم وانبهرت لتقدمهم الوعي والإدراكي بعد ذلك جالست طوائفا أخرى منهم المنتفعين، والغيورين ادرت معهم أيضا حوار كمحاولة مني لتفهم عقلية الطرف الآخر كلها ايمانا مني بأن الحل لاينبت الا من طاولة الجميع.
نحن نوقن بحق الآخر ومساهمته في الحلول الوطنية فالقضية( انسان وسودان)
*لااحد يستطيع سلب حقوق الآخر في الشأن العام طوائف (السلطة التقليدية والحديث ) ، يسار، يمين، وسط، وأبدى رغبة في الجلوس والتشاور فنحن مرحبين
هذا هو دستوري الخاص، قبل أن يكون مبدئي السياسي العام .

مع من منخرطون ؟
بناء على كل ذلك فلقد خرجت بملخص ان الازمة السودانية لاتتجاوز حدود التفكير بسلطوية هزمت الإرادة الوطنية مما أدى ذلك الي عنصرية سياسية.

الساحة السياسية مليئة بالمبادرات التي ترمي الي ايجاد حلول للازمه الراهنه نحن ننظر لها بصورة ايجابية لكننا لم ننخرط كحزب في اي منها في ذات الوقت يمكن ان ننسق الجهود للمساهمة في ايجاد الحلول .

هل من خطة بطرفكم الفتره الانتقالية؟

تنفيذ خطة محددة للفترة الانتقالية تتضمن البرامج والمشروعات والسياسات والآليات المطلوبة للتعامل مع الأزمات ( الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية ) الراهنة.
وتشكيل حكومة كفاءات وطنيه مستقله ، تقوم بتنفيذ خطة ومهام محددة.

تنظيم إنتخابات حرة نزيهة وإعداد قانون الانتخابات وقانون الأحزاب.

ماهي مقومات لإدارة الحوار السوداني سوداني؟

الآليات الأساسية
️المنصة الوطنية ( السودانيه)
لإدارة حوار سوداني يناقش جميع قضايا الانتقال والتأسيس لبناء الدوله الحديثه .
سلطة قضائية ونيابية مستقلة عادلة، وإتمام فصل السلطات وتكوين المحكمة الدستورية المعطلة حالياً. 
مفوضية لمكافحة الفساد، تتولى مراجعة ملفات الفترات السابقة.
مفوضية للخدمة المدنية، وتتولى مراجعة الخدمة المدنية ومعالجة كل المخالفات القانونية وتتولى عمليات التعيين وفق ضوابط المواطنة والكفاءة .
مفوضية الدستور، لتنظيم المؤتمر الدستوري وتولى تمهيد صناعة مسودة الدستور .

ماهو التيار الجديد المحتمل ؟
الطريق الثالث …

الفكرة في بناء تيار جديد في السودان
ذو رؤية جديدة، مختلفة، بعيدة عن التمترس داخل القوقعة الايدولجية .

هنالك نظرة حزبية ضيقة تجاه القضايا الوطنية، جعلت النخب السياسية غير قادرة على دعم الحراك السياسي نتيجة الاستقطاب الحاد، بجانب تأطر الشعب السوداني في ثنائية اما مؤيد أو معارض، ما يقود الى إحداث خلل في معالجة القضايا الوطنية، الحاجة الماسة لتغيير النظرة وأن تكون مبنية على المصلحة الوطنية، وليس المصلحة الحزبية أو الذاتية دون أن يكون هنالك تحيز لخلفيات عقائدية،
أن الطريق الثالث يرتقي بنقل الحركة السياسية لمربع آخر يسهم في تطوير شكل الحراك السياسي من اختصاره في حكومه معارضه لعقد اجتماعي سياسي إصلاحي ، أن القوى الحديثة وقوى الوسط بأشكالها المختلفة، جهات معنية بها المبادرة بإعتبار أنها صمام أمان السودان ليس لها نظرة تطرفية بين نقيضين (يمين ويسار)، وأضافت “الوسط السوداني يتسق مع المزاج السودانى، والمواطن السوداني يجد نفسه مع الوسط الفكري”، وليس الوسط الجغرافي.

فماهو الجديد؟

الجديد تشخيص الازمه ( النخب السياسية)، وهي أزمة حقيقية،
الوضع الحالي يحتاج إلى تيار جديد ، بعد ثورة ديسمبر مازلنا نبرح في ذات المكان، فاالأمر ليس تغيير نظام وآخر، “محتاجين تغيير العقول التي تدير الحركة السياسية السودانية”، ما زلنا نقبع في نفس “الحفرة” التاريخ يكرر نفسه في كل ثورة، ولم نتعلم من أخطاء الماضي، كما لم ندرس التاريخ السابق بشكل جيد اذا اردنا نهضة حقيقه للسودان يتطلب ذلك منظومة جديده مبنية على اسس حديثه .
السودان يحتاج الخروج إلى رحاب أوسع بتفكير مختلف..

اترك رد

error: Content is protected !!