كُلَّ تِلك المجَازِر والفظائِع والجرائم غير المسبوقة التى إرتكبتها المليشيا بِحَقِّ أهل السودان فى العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث وفى الجزيرةِ بمدنها وقُراهَا وفى ربوع دارفور التى أجبَرتْ بعَضَ أهلِهَا بدفن بعضِهم أحياء فى منتهى القسوة والجبروت والطُغيان .. كُلّ تلك الجرائم وغيرها لمْ تُصِب قادة العالم بحُزن حتى ولو كان حُزناً مُصطنعاً .. بَلْ إنَّ كثيراً منهم يؤيِّدَها سِرَّاً أو جهراً ويدعوا للمليشيا بالغُدُّوِ والآصال ويُصَلِّى مِنْ أجلِها .. وهذا الأمرُ يُمكِنْ أنْ يُفهم فى سياق الأطماع الإستعمارية التى لم تزل قائمة رغم تمزيق إتفاقية سايكس بيكو للمجتمعات وزراعتها لألغام الفتنة القبلية والطائفية لنهب ماتبقى من ثروات لأن تلك الشعوب المستضعفة لا تستحقها كما يعتقدون .. لكُنَّ الذى لم يَكُنْ مفهوماً لَدَّىَ ولم أجِدْ له تبريراً هو تلك القسوة التى تتعامل بها المليشيا مع أُناس وادعون يعيشون الكفاف فى أعماق قُرى الجزيرة يُصَلَّون الفجَرِ حاضراً ويفلحون أرضهم ويحرِثونَها يقتاتون ويعيشون على الذُّرة ( والويكاب ) فى الوقت الذى يُطعِمون فيه أضيافهم ثريداً ولبناً ..!! حتى شاهدتُ ذلك المقطع الذى تتحدث فيها والدة الهالك شيريا لمن جاءوا لمواساتها من أعوانه وجُنده وشُركائه فى الجرائم الوحشية وقد أخرجت أضغانها فطالبت بحصار الأُبَيِّض ومنع أهلها ومنْ فيها ( مدنيين وعسكريين ) من الماء ليموتوا عطشاً .. !! فتيقنت أن تِلك العصا مِنْ هذه العُصَيَّة ، ولاتَلِدُ الحَيَّة إلاَّ الحيَّة ..!! فلتفهمى يا حَمّالة الحطب أنتِ ومن معك من القَتَلَة أنَّ دماء شُهدائنا ليست أرخَصُ من دماء قتلاكم الهَلكَى .. فلا تكونى كالبسوس تلك المرأة التى يُضرَبُ المَثلُ بِشُؤمِهَا ..!!
- اللَّهم أدرأ عنَّا وعنْ بلادنا هذه الفتن التى أمسكت بتلابيبها .
- اللَّهم أحفظ بلادنا وأهلها من كُلِّ سوء .
الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤م