رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

خوارم الكرامة في بيت الضيافة

د/ إبراهيم الصديق علي


(1)

  • من المحزن إن كل هذا الكم من المنظمات و الشخصيات الأجنبية في بيت الضيافة رمز السيادة الوطنية والعزة والكرامة لتقرير مصير البلاد وانظر القائمة (الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والإتحاد الافريقي والايقاد ، والآلية الرباعية المكونة من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات والإتحاد الاوربي وممثلي الدول الاعضاء فيه) ، كيف يمكن الحديث مرة أخرى من مبعوث أو سفير عن التدخل في الشأن الداخلي للبلاد ؟ بينما الأجندة موضوعة علي طاولة النقاش داخل بيت الضيافة ودار السودانيين..
  • ومن المحزن إن إجتماع 2 ديسمبر 2022م ، هو خلاصة أكبر عملية إلتفاف وتحايل في تاريخ البلاد ، وواحدة من أخطر الأحداث ، والإنحرافات ، لم تراع فيه مصالح البلاد والعباد ، ولم يؤسس فيه علي هدي المثل العليا وموروثات الأمة وقيمها ، بل مسارعة في طمس الهوية ، مع سوء الطوية وبؤس المخططات ، ولم تستصحب فيه القوي الحية والمؤثرة والفاعلة ، ولم تحسم فيه قضايا ملحة مثل قضايا الشرق والسلام والوحدة..
  • ومن المحزن أن الإجتماع قام علي أساس الضغوط والعصا والجزرة ، والترهيب والترغيب حتي تبدلت مواقف الامس الحرون بإستجابة مريبة ، وتكرر الحديث عن إستثمارات قادمة وموارد واعدة ، كانت مجرد سراب خلال أعوام مضت وتجربة سلفت ، شهدت فيها البلاد الضنك والضيق والعسف والمكر..
  • ومن المحزن أن الإجتماع حول البيئة السياسية إلي حالة من الإبتزاز السياسي ، ويتم توقيع إتفاق ببزار مفتوح للراغبين من المحظيين بالرضاء والمقربين من الدوائر المريبة ومن أجندتهم الخبيثة..
  • ومن المحزن إن الإتفاق تم مع تجاهل حراك واسع ضده ومناهضة كبيرة له من قطاعات الشعب وقواه الإجتماعية والدينية ، بل أستعان بتدابير التقسيم والتفتيت لتحقيق صورة وردية من التمثيل ، فهم جزء من قوي الحرية والتغيير وطرف من الشعبي وطرف من أنصار السنة وافراد من الاتحادي الديمقراطي وجناح السياسي من حزب الأمة دون قطاع من الانصار ، هو أفراد من لجان المقاومة ، هو (صنم) من الثلج ، لن يصمد أمام الحقيقة..
    (2)
    ثم تلك المسميات الخادعة..
    (حكومة كفاءات مستقلة وقضاء مستقل وجيش قومي وانتقال ديمقراطي..)
    ذات المفردات التي جاءت بأمثال مفرح و أسماء ومدني ومريم وآخرين وزراء ، وذات الفكرة التي أنجبت عسف لجنة التمكين ، وذات المؤسسات التي أعتمد تحرير الاقتصاد وفتح أبواب الشقاء للمواطن وإهمال موارد البلاد ومقدراتها ، وذات المصطلحات من تحتها خرجت قرارات تعارض حكم القضاء من رأس السلطة ، وذات المفردات التي تستثني الكل إلا القوى ذات الحظوة..
    ومن ذات الجماعة التي توعدت بإجراء جراحة عميقة (للقضاء والنيابة) .. هذا مبدأ العدالة..!!
    لقد مر علي فترة الإنتقال أربع سنوات ، وما زال هناك من يبحث عن فترة إضافية للإستمرار في السلطة وبسط النفوذ ، وما زال هناك قوي تدعي الديمقراطية تبتلع (لاءاتها) وتعود خاضعة من الغنيمة بوعود زيف..
    (3)
    من المخيب للآمال ان المخطط الذي يستهدف قيم البلاد ووحدتها يقوي عوده قوي سياسية مثل حزب الأمة القومي وأمانة المؤتمر الشعبي وأنصار السنة المحمدية ، وهم يعرفون أنهم مجرد بيدق في مسرح لا يملكون فيه إرادة فعل أو تغيير نقطة أو شولة ، ناهيك عن إبداء رأى أو مشورة..
    هذا بنيان واهن ، وغطاء لا يستر عورة ولا يملك قدرة علي الاستمرار.. وهو خطر علي وحدة البلاد وتماسكها المجتمعي..

اترك رد

error: Content is protected !!