ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

خسائر الحرب اقتصادياً

د.عادل عبدالعزيز
تقترب الحرب الدائرة في بلادنا من يومها التسعين، كيف يمكن تقدير خسائر الحرب الاقتصادية؟ في حال توقف الحرب واستتباب الأمن يتم تشكيل لجان متخصصة تطوف على المرافق التي تدمرت في القطاعين العام والخاص لتقدير الخسائر المباشرة، ولجان أخرى لتحديد الفرص التي أهدرتها الحرب في مختلف القطاعات. ولكن مع استمرار الحرب كيف يمكن الوصول لتقديرات، ولو تقريبية، تساعد في جهود الاعمار فور انتهاء الحرب كسباً للزمن.
البنك الدولي قبل الحرب قدر أن الاقتصاد السوداني سوف ينمو بنسبة ضئيلة 0.5% خلال العام 2023، نسبة لظروف الحرب من المرجح أن يكون النمو سالباً خلال عامنا هذا. وعلى هذا سوف نعتمد على تقديرات العام 2022 الصادرة في ميزانية الحكومة للعام 2022 للحساب التقديري لخسائر الحرب.
لقد قُدر الناتج المحلي الإجمالي للسودان في العام 2022 بقيمة 16 ألف مليار جنيه بالأسعار الجارية تعادل حوالي 32 مليار دولار أمريكي.
كانت مساهمات القطاعات في الناتج المحلي الإجمالي كالاتي: الزراعي 28.9%، الصناعي 14.4%، قطاع الخدمات 56.7%، في عام الحرب هذا توقف القطاع الصناعي بصورة شبه كاملة، وتأثرت حوالي 80% من مرافق قطاع الخدمات، بينما يمكن تقدير خسائر القطاع الزراعي بحوالي 50%.
استناداً للتنفيذ الفعلي للميزانية خلال العام 2022 فقد كان: اجمالي الإيرادات العامة والمنح 1411 مليار جنيه، منها الضرائب وتمثل نسبة 45% من اجمالي الإيرادات العامة، الرسوم الإدارية ودخل الملكية وعائدات النفط ورسوم العبور وتمثل 43%، المنح الأجنبية وتمثل 12% من الإيرادات العامة.
بصورة تقريبية فإن استمرار المعارك لفترة 90 يوم تكون خسارة الإيرادات العامة
1241 مليار جنيه÷365×90 يوم= 306 مليار جنيه تعادل 612 مليون دولار
وخلال 90 يوم من المعارك تكون خسارة الناتج المحلي الإجمالي:
32 مليار $÷365×90 يوم = 8 مليار دولار (تقريباً).
خسارة الإيرادات العامة تتأثر بها الحكومة المسؤولة عن المرتبات والأجور والتسيير والتنمية، بينما خسارة الناتج المحلي الإجمالي تدخل فيها خسائر جميع الأنشطة الاقتصادية المتأثرة بالحرب صناعية وزراعية وخدمية. بما في ذلك فقدان الناس لوظائفهم ومصادر رزقهم.
هناك خسائر غير بادية للعيان، ولكنها ضخمة جداً ومؤثرة للغاية، أهمها خسائر مصادر المعلومات، مثل سجلات الأراضي والبنوك والوظائف، وقواعد بيانات الجامعات ومراكز البحوث، وأرشيف الإذاعة والتلفزيون ودار الوثائق، وغيرها.
استمرار الحرب يعني خسارة يومية فادحة ومستمرة، لهذا ندعو جيشنا الوطني الباسل لاستكمال مهامه بالسرعة المطلوبة لإنهاء التمرد، والشروع في مرحلة التعمير وإعادة البناء، والله الموفق .

adilalfaki@hotmail.com

اترك رد

error: Content is protected !!