الأخبار

خبر (الانقلاب).. (12) ملاحظة


اسامه عبد الماجد

¤ أولاً: اوردت الغراء (السوداني) خبرا تم تناقله على اساس احباط محاولة انقلابية.. ان الانقلاب العسكري مثل الهدف في مبارة كرة القدم وارد وفي اي وقت.. لانه قائم على المغامرة والاصرار.. ويمكن ان ينفذ بواسطة ضابط صغي.. لكن عند قراءة الخبر (تم اعتقال عدداً من الضباط بتهمة الاعداد لانقلاب).. وهذا يعني انه في طور الفكرة ولم يدخل حيز التنفيذ وفرق كبير بين الفراغ من الاعداد وتحديد ساعة صفر وهذا عمل شاق ومضني ومعقد وبين الاعداد لانقلاب.

¤ ثانياً: يجب الانتباة إلى ان مليشيا حميدتي الاجرامية والمسنودة بمرتزقة من عدة دول.. استعدت للحرب في اربعة محاور .. عسكرية ، سياسية ، دبلوماسية واعلامية.. ويبدو اننا دخلنا مرحلة خامسة وجديدة وهي مرحلة الاشاعة او مرحلة شق الصف العسكري – سمها ماشئت – وذلك ان الانقلاب العسكري يستهدف بشكل مباشر الرئيس بخلاف الثورة التي تستهدف النظام القائم.. وبالتالي المكان الصحيح للانقلاب بورتسودان مكان تواجد الرئيس البرهان وليس قاعدة وادي سيدنا.

¤ *ثالثاً: الاشارة المباشرة لعملية اعتقالات داخل منطقة وادي سيدنا لا تخلو من اثارة بلبلة والتشكيك في القيادة الموجودة بالمنطقة.. لاسيما وان وادي سيدنا هي كلمة السر وراء الهزائم المتلاحقة التي منيت بها المليشيا وهي واحدة من احد القواعد العسكرية التي ينطلق منها نسور الجو.. وبالتالي طالما لما يتم اختراقها والوصول اليها.. ربما كان لابد من الوصول اليها عبر الترويج لانقلاب.

¤ رابعاً: خبر الانقلاب ملغوم وربما غير قابل للتصديق بوصفه الضباط الذين تم اعتقالهم بـ (الفاعلين والنشطين) في إدارة العمليات بأم درمان بصورة خاصة.. كما تم وصفهم – والغريبة على لسان مصدر عسكري بحسب الصحيفة – انهم من أكفأ الضباط ؛ ضبطاً وربطاً وتعليماً، ويمثلون روح متحركات أم درمان الحالية، وخاضوا معارك شرسة ضد العدو؛ وكبدوه خسائر فادحة وأجبروه على التراجع.. وبالتالي لو كانوا بكل هذة الصفات والفاعلية هذا يعني انهم غير متمردين على تعليمات قائد الجيش وينفذون اوامره.. وليس لهم راي مغاير بشان الاوضاع والا لتمردوا وتلكاوا في العمل الميداني.

¤ خامساً: الاشارة الى ان عمليات الاعتقال تمت بالتزامن مع زيارة عضو مجلس السيادة، مساعد القائد العام للجيش، الفريق إبراهيم جابر، لمنطقة وادي سيدنا يستحق الوقوف عنده.. لجهة ان البعض يتهم جابر بانحيازه الى المليشيا بحكم العشيرة والمنطقة.. وكانت زيارته مفاجأة داوية ومثلت تصريحاته القوية صدمة للمليشيا.

¤ سادساً: اي تحرك عسكري بعيد عن المنطقة الحمراء حيث يتواجد الرئيس.. تكون عوامل نجاحه صفرية.. ولن يحظى بتاييد القادة العسكريين بالفرق المنتشرة.. واحدة من ابرز اسباب فشل المحاولة الانقلابية للباغي الشقي حميدتي انه لم يجد اي دعم من اي فرقة عسكرية بانحاء البلاد.. ولم يخرج قائد فرقة اعلن انحيازه اليه.

¤ سابعاً: اي تحرك عسكري مناوئ للبرهان قد يستثمره في اتجاهين وسيكون ذلك بمثابة ضربة موجعة للمليشيا.. الاول قد يستعين بدولة صديقة – تركيا، مصر او الاثنين معا – لسحق التمرد العسكري باعتباره تحرك مدعوم من المليشيا.. والثاني سيثبت اقدامه – اي البرهان – داخل المؤسسة العسكرية.. بالتالي اي محاولة محفوفة بالمخاطر.

¤ ثامناًـ: التوقيت غير مناسب لنجاح محاولة انقلابية في ظل الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة على كافة الجبهات وخارج ولاية الخرطوم.. بجانب التصريحات القوية جدا من قائد الجيش واركان حربه.. وحصنت المقاومة الشعبية الجيش وقوت موقفه.. انسب وقت لتنفيذ انقلاب كان عقب دخول مليشيا حميدتي ولاية الجزيرة بزعم تواطؤ القيادة العسكرية بودمدني او المركزية.. وكان التحرك العسكري سيحظى بتأييد شعبي.

¤ تاسعاً: اي حديث عن الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح يستدعي البحث والتنقيب وراء الذراع السياسي له.. لو كانت بالفعل هناك محاولة فان المستفيد منها قحت والتي هي المليشيا الجنجويدية في ثوبها المدني.. وذلك لوقف اتتصارات الجيش واخماد المقاومة الشعبية التي تجاوب معها الشعب السوداني وبشكل كبير.. وكذلك لقطع الطريق امام الانفتاح الدبلوماسي على ايران.. وهذة المحاولة حال نجحت لن يكتب لها الاستمرار.. وستكون شبيهة بخطوة الحزب الشيوعي على الرئيس الراحل نميري (انقلاب العطا الكبير 1971).

¤ عاشراً: قد يكون الرئيس البرهان اكثر الجنرالات تعرض خلال فترة حكمه الى محاولات انقلابية حتى لو كانت من باب الشائعات.. وهذا يعني امتلاكه خبرة كبيرة في التعامل معها.. وهو مايجعله يتعامل مع مرحله مابعد الاعلان / الكشف عن محاولة انقلابية بصورة مختلفة.. ولننتظره مقبل الايام

¤ حادي عشر: جاء في الخبر ان استخبارات الجيش بمنطقة وادي سيدنا العسكرية قامت بعملية الاعتقال للضباط.. وهذا – ان صح – ايجابي ويؤكد ان الاستخبارات (صاحية).. وفي ذلك اشادة مستحقة برئيس هيئة الاستخبارات اللواء ركن محمد علي صبير.. ويبعد عنهم اي اتهامات بشان التقصير.. وفي ذلك تأكيد على تناغم وانسجام الاستخبارات مع قيادة الجيش.

¤ ثاني عشر: قد تكون الصحيفة التي اوردت الخبر بلعت الطعم.. وعمدت جهات على (تشتيت الكرة).. بصرف الانظار عن انتصارات وتماسك القوات المسلحة.. في مقابل خيبات مليشيا حميدتي والتي تعاني من صراعات داخلية مكتومة ذات طابع قبلي.

اترك رد

error: Content is protected !!