د. نهلة صالح إسماعيل
في مثل هذه الظروف العصية والعصيبة التي تمر بها بلادنا السودان وشعبه الكريم، ظروف الحرب وما يتبعها من تحديات خارجة عن إرادة المواطن السوداني، جلها عوامل قاهرة للصحة النفسية وبيئة مساعدة لنمو وإزدياد الإضطرابات النفسية مثل القلق والتوتر والخوف والإكتئاب وغيرها. ولكل هذه الظروف وتداعيتها كان لزاما وواجبا علينا أن نتقدم بما نملكه من علوم ومعارف كاختصاصي نفسي بالمعلومات والتنوير التي قد تحتاجون إليها؛ ليست فقط في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد فحسب بل تنوير يحتاجه الفرد حتى في الظروف الطبيعية العادية ناهيك عما تمر به البلاد الان من حروب وازمات ونكبات تتوالى علي البلاد والشعب السوداني. التصحيح هو من أساسيات الحياة المتقدمة وتقدم الافراد، هناك بعض المفاهيم والثقافات الخاطئة المتوارثة جيلا بعد جيل عن المرض النفسي والصحة النفسية والتي تقلل من فرص تمتع الفرد بصحة نفسية جيدة.
الحرب قبل ان تكون تدمير في البنية التحتية فهي تدمير للإنسان وكسره وتكسير دواخله الأزمات والنكبات عادة من مسببات الإضطرابات النفسية وجميعنا يعلم ما يترتب عليه هذا الأمر من معاناة وأزمات للفرد ومن ثم الأسرة والمجتمع، جميعنا يعمل على تجنب هذه الأثار الوخيمة علي النفس والإنسان الذي هو جاء لإعمار الارض، ارضه ووطنه وهو في صحة نفسية ترتقي لمقاومة الأحداث التي يمر بها ويعاني منها حتى ننعم بإنسان ومواطن مقاوم للتصدع والإنهيار النفسي الداخلي . في هذه السانحة نتقدم بجزيل الشكر لصحيفة الروايا الأولى الإلكترونية لإتاحتها لنا فرصة النشر في هذه الزاويا النفسية الإجتماعية (حياة عفية ) ونتمنى أن يكون نتاجها تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن المريض والمرض النفسي في بوستات ومقالات تنويرية أسبوعية حتى يتسنى لنا ان نواجه الخطأ بالتصحيح الذي عادة ما يكون معول للبناء محاربا للهدم النفسي والإنساني ومن ثم الأسري والمجتمعي ككل.
دمتم عافية وصحة نفسية
د.نهلة صالح إسماعيل