اسامه عبد الماجد
¤ استعد قائد المليشيا الباغي الشقي حميدتي لحربه على القوات المسلحة عسكرياً، سياسيا
دبلوماسيا وإعلامياً – كما ذكرنا من قبل – وكانت كل نوع من الحروب الاربعة اعلاة غطاء للأخرى.. لكن في تقديري ان اهمها الحرب الخامسة وهي الاقتصادية.. وماكانت معركة ابريل تندلع لولا توفر المال وقد حظيت المليشيا بمد للسلاح ودعم استخباراتي هائل.. وتحرك يسير لقائدها واعوانه السياسيين في قحت.. وشراء لذمم ادارات اهلية وصحفيين يديرون آلة اعلامية كذوبة تعمل ليل نهار لتجميل صورة المليشيا الاجرامية الارهابية دون فائدة.
¤ لم تدير الحكومة – وهنا اقول الحكومة لا القوات المسلحة – الحرب الخامسة بصورة فاعلة وذكية في مواجهة حميدتي.. لن نتوقف كثيرا في محطة ماقبل الحرب.. وتواطؤ حمدوك وقحت مع قائد المليشيا بتقديمه لرئاسة اللجنة الاقتصادية.. بهدف الحصول على كل الاسرار الاقتصادية للبنوك، الشركات الحكومية، نشاط منظومة الصناعات الدفاعية، رجال الاعمال ومعاملات الاستيراد والتصدير.. وغيرها من الملفات المالية والاقتصادية.
¤ لكن مايحير هو البطء في التعامل بعد الحرب.. حتى اللحظة لم تعلن آليات الحكومة المعطوبة والفاشلة مثل لجنة “حصر جرائم الحرب وانتهاكات وممارسات المليشيا” عن فضح ومصادرة حقيقية وبالارقام لاموال بنكي الخليج والثروة الحيوانية المملوكين للمليشيا.. الاول وضع حميدتي يده على نصفه بواسطة مسؤول سابق.. والثاني اشتراه بثمن بخس.. ولم تتم ملاحقة انصبة المليشيا في بنوك اخرى.. وقد اشترت احد البنوك عبر واجهة ممثلة في رجل اعمال من اسرة كانت مرموقة في مجال ” البزنس” وتدهورت ماليا.
¤ ولم تقوم الحكومة بعمليات تتبع دقيقة لحسابات مصرفية مشبوهة.. مليئة بالمليارات من الجنيهات والملايين من الدولارات والعملات الخليجية، لشخصيات مغمورة يخلو تاريخها من اي ادوار مالية عادية ناهيك من نجاحات ملموسة في دوران عجلة الاقتصاد.. ولم تتم مراجعة لعمليات المرابحات وعمليات الاستيراد التي كانت ولا تزال تنفذ.
¤ تعرض القطاع المصرفي لعمليات نهب وتدمير متعمدة لاخفاء كثير من الجرائم التي تمت.. لكن يجب على قيادة الدولة التركيز مع البنك المركزي ومراقبة عمله بواسطة الامن الاقتصادي.. البلاد في حالة حرب وكل المؤسسات والقائمين عليها محل شك حتى يثبتوا العكس.. الحرب الاقتصادية هي الاشرس والاعنف.. خسرت المليشيا حروبها الاربعة.
¤ منيت بهزيمة عسكرية منذ الساعات الاولى لشنها الحرب بهدف الاستيلاء على السلطة بالقوة.. وخسرت سياسيا الا من دعم بائس وتافة من قحت.. وخسرت دبلوماسيا حيث لم تسفر تحركات اعوان المليشيا الخارجية عن اي مكاسب.. وكذلك جولات حميدتي الفاشلة.. اما خسارة المليشيا في الميدان الاعلامي كانت الاكبر من خلال توثيق العناصر الجنجويدية لافعالها الاجرامية التي ستدين اولاد دقلو طال الزمن ام قصر.
¤ قبل ايام قلائل قال رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي ، إنه تأكد له من مصادر غربية بأن حميدتي وشقيقه عبدالرحيم، قاما بسرقة (14) طن ذهب من البنوك السودانية وشركات التعدين في الخرطوم خلال الأيام الأولى من الحرب قيمتها حوالي 600 مليون دولار.. يجب اخذ معلومات مبارك محمل الجد.
¤ توقعاتي ان الذهب المنهوب اكثر من الذي ذكره مبارك نسبة الى فقدان المواطنين – إلى حد كبير – الثقة في البنوك منذ اواخر ايام الانقاذ بعد انفجار ازمة السيولة المفتعلة.. وملاحقات رجال الاعمال عبر ماعرف بحملة “القطط السمان” .. مرورا بعمليات السطو والسرقة التي قامت بها قحت لاموال وحسابات رجال الاعمال تحت مظلة اللجنة سيئة الذكر “ازالة التمكين”.
¤ كل الاسباب اعلاة جعلت المواطنين يحجمون عن التعامل مع البنوك.. واذكر عند رئاستي لتحرير العروسة “آخر لحظة” وجهت قسم المنوعات بتكليف متدربة انجزت مادة صحفية عن تجارة الخزن.. تبت من خلالها ازدهارها بصورة واسعة..
¤ ومهما يكن من امر يجب ان تشرع الحكومة قي خوض هذة الحرب الاخطر على البلاد.. وانت تكون البداية بملاحقة قائد هذة الحرب في المليشيا شقيق حميدتي – القوني – .