ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

حضور قوي للسودان في القمة العربية الصينية

د/ عادل عبدالعزيز الفكي


شارك الرئيس عبد الفتاح البرهان في القمة العربية الصينية التي انعقدت بالعاصمة السعودية الرياض يوم أمس وأول أمس. على هامش القمة أجرى البرهان مباحثات مع الرئيس الصيني والرئيس المصري وولي العهد السعودي.
في كلمته أمام القمة العربية الصينية قال البرهان: (أسهمت الصين في تحقيق الطفرة التنموية في السودان، إذ تمثل الصين أكبر شريك للسودان في مجال النفط، وتمثل تجربة ملتقى التعاون الزراعي السوداني- الصيني أنموذجاً ندعو الى تطويره ليسهم في تحقيق استراتيجية الأمن الغذائي، لأنه يفتح آفاقاً واسعة للتنسيق في مجالات التنمية والاستثمار الزراعي، بشقيه النباتي والحيواني، وفقاً للميزات النسبية لكل دولة، وبتسهيلات تشجع الشراكات الاقتصادية).
لقد كان الرئيس البرهان موفقاً للغاية وهو يتناول أمر العلاقات السودانية الصينية من زاوية التعاون والاستثمار في القطاع الزراعي في السودان، لأن السودان يملك ميزة نسبية في هذا القطاع. وقد جاءت الإشارة الذكية في وقتها بعد إجازة القمة العربية الأخيرة في الجزائر لاستراتيجية الأمن الغذائي العربي التي حددت السودان كأحد البلدان المرشحة لتنفيذ مشروعات ضخمة فيه تستهدف القطاع الزراعي.
معلوم أن الصين من الدول التي استثمرت في السودان بحجم كبير في وقت كان السودان يعاني فيه من المقاطعة الامريكية والغربية القاسية.
ضخت الصين خلال العشرية الأولى من هذا القرن استثمارات تقدر بحوالي ٨ مليار دولار تركزت في قطاع البترول بصورة أساسية ونجم عنها وصول إنتاج السودان من النفط الخام حوالي ٤٥٠ ألف برميل يوميا قبل الانفصال. وهذا ما أدى لاستقرار اقتصادي كبير في السودان خلال العشرية الأولى من هذا القرن، وتم رصد فائض في الميزان التجاري في بعض تلك السنوات.

الظروف الدولية الجديدة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وتوقع حدوث نقص في امدادات الغذاء على مستوى العالم، وإقرار استراتيجية الأمن الغذائي العربي من خلال القمة العربية الأخيرة في الجزائر تمنح فرصة جيدة لعودة قوية للاستثمارات الصينية والعربية في القطاع الزراعي السوداني.
تبلغ جملة الاستثمارات المطلوبة للمشروعات التي ينتظر تنفيذها في السودان بموجب استراتيجية الأمن الغذائي العربي تبلغ 41 مليار دولار، من جملة الاستثمارات المطلوبة للأحد عشر مشروعاً المجازة في الاستراتيجية وهي 77 مليار دولار. وهذا نصيب كبير ومقدر علينا في السودان أن نستعد له ونكون قدر التحدي.
الشراكة العربية الصينية بالنسبة للمشروعات الزراعية في السودان تتمثل أولوياتها في: تحسين نظم الري بمشروعي الجزيرة والرهد، وإنشاء سدود كجبار والشريك ودال، واستصلاح وزراعة مليون فدان في أعالي نهري عطبرة وستيت، ومليون فدان في وادي الهواد، وإنشاء محطة توليد غازي عملاقة بطاقة ألف ميقا واط بولاية البحر الأحمر، مع تأهيل الميناء والسكة حديد لاستقبال حجم كبير من الصادرات الزراعية. والله الموفق.

اترك رد

error: Content is protected !!